لا أعرف تحديدا رأي العقلاء من الجماعات الإسلامية.. التي تسعي لتأسيس أحزاب علنية تخوض بها مستنقع السياسة.. لا أعرف رأيهم في غزوة الصناديق التي بشرنا بها حسين يعقوب.. الذين أعلن وسط تكبيرات الصلاة.. أن البلد «بلدنا» ومن لا يعجبه يهاجر إلي كندا أو أمريكا!! كلام حسين يعقوب واضح صريح.. لا يقبل تفسيراً أو تأويلاً أو هزاراً.. ونريد بيانا واضحا من عقلاء الإخوان.. الذين يرفعون شعار «الإسلام هو الحل».. يخوضون به الانتخابات التشريعية والمهنية والحزبية.. ويسعون للشرعية والعلنية.. فهل هذا هو الإسلام الذي يسعون إليه.. والذي يتعامل معنا.. نحن أصحاب الرأي المعارض.. علي اعتبار أننا رهائن.. أو ضيوف غير مرغوب فيهم في بلاد حسين يعقوب يتساوي في ذلك المسلم الذين أعلن رفضه لتعديلات الدستور.. أو المسيحي الذي رفض التعديلات فوقف في قفص الاتهام الذي صنعه لهم بعض الإخوة المتطرفين علنا. الخيبة أن الأمة التي تمر بمرحلة مهمة في تاريخها لا تجد الوقت لتحاسب حسين يعقوب.. كما لم تحاسب عبود الزمر الذي أطلق كلاماً مخيفاً يحض علي العنف وسفك الدماء ورفض الآخر..! دعك من «يعقوب» و«الزمر».. ماذا نقول عن حادث فردي له دلالات مرعبة.. وأقصد ما حدث في قنا بالأمس.. حيث قام بعض الإسلاميين الملتحين بإقامة «الحد» علي مواطن قبطي.. فحطموا شقته وأحرقوا سيارته.. قبل أن يقطعوا أذنه!! إنها صور كئيبة ومرعبة للمجتمع الذي يسلم ذقنه للمتطرفين في ظل غياب الأمن أو تراخيه.. الله أعلم. وإذا لم تحاسب الأمة أمراء التطرف الآن.. فمتي تحاسبهم إذن.. وهناك ثورة حقيقية تبيح العزل السياسي والأمني لأعدائها وأعداء الوطن..؟! وهل ما حدث من تجاوزات من المتطرفين الإسلاميين هو محض صدفة.. أم أنه ترتيب مقصود بغرض فرض الأمر الواقع علي المجتمع كله.. مسلمين ومسيحيين..؟! العزل السياسي مطلوب والله.. ولو أنني أملك القرار.. لأصدرت الأوامر قاطعة بعزل جميع أعضاء مجلسي الشعب والشوري المنحلين.. ومعهم أمناء الحزب الوطني وشيوخ التطرف.. عزلهم جميعاً ووضعهم في مكان أمين لمدة شهرين أو ثلاثة.. لأنهم يشكلون الطابور الخامس الذي يسعي لتفكيك البلد.. وشغلها بالشائعات والانقسامات والحوادث المرعبة.. سعيا نحو الفوضي الخلاقة التي أنذرونا بها في بدايات الثورة. إن الجبهة الوحيدة التي استفادت حتي الآن من ثورة 25 يناير هي جبهة المتطرفين مع فلول الحزب الوطني المنحل.. يتعاملون مع المجتمع علي اعتبار أنهم الورثة الشرعيين لثورة الشعب المصري.. الذي قدم الشهداء قربانا للثورة التي سعت للتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية.. فإذا بالانتهازيين يقطفون الثمار علي اعتبار أن الثورة ثورتهم والبلد بلدهم..!! إن العزل السياسي يتفق مع شرعية الثورة.. وبشرط أن يكون عزلا سياسيا حقيقيا.. لا يشبه ما نقوم به مع «عز» و«المغربي» و«العادلي».. الذين يقيمون في سجون خمسة نجوم.. يتمتعون باستخدام الموبايل والإنترنت.. يوجهون به صبيانهم في خارج السجن.. لإحداث الفرقة والفتنة.. وإحداث الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.. وتصعيد المطالب الفئوية.. والهجوم علي أقسام الشرطة ومصالح الحكومة يدمرونها ويشعلون الحرائق بغرض بعثرة المواقف والأوراق وشغلنا عن مطلبنا الرئيسي والهام وهو التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. العزل السياسي مقصود به اتقاء شرور هذه الطبقة من الحكام والدعاة ونواب البرلمان.. لأنهم يعيثون فساداً في البلاد التي تسعي للوقوف علي قدميها فلا تستطيع.. بفضل تحركاتهم المريبة.. سواء كان بعضهم داخل السجون أو خارجها. أما العقلاء من الجماعات الإسلامية.. فنحن في انتظار رأيهم فيما يحدث من فوضي علي يد مجموعة الدعاة المتطرفين.. الذين أعلنوا بوضوح أن البلد بلدهم.. ومن لا يعجبه يهاجر إلي كندا أو أمريكا..!!