الاتحاد العام للمصريين في الخارج في جدة يحتفل بالذكرى ال 51 لنصر 6 أكتوبر المجيد    محافظ أسيوط يشهد الطابور الصباحي بمدرسة ويطمئن على توزيع الكتب المدرسية    سعر الريال السعودي اليوم الاثنين 7-10-2024 في البنوك    رئيس نقابة السكة الحديد: خط الفردان استراتيجي ويربط سيناء بالوادي    الوقائع المصرية تنشر قرار هيئة الرقابة بقيد المصانع المؤهلة لتصدير منتجاتها    الاثنين 7 أكتوبر 2024.. ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة فى بداية الأسبوع    الاثنين 7 أكتوبر 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    وزير الري يتابع استعدادات مصلحة الميكانيكا والكهرباء للموسمين الشتوي والصيفى القادمين    تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023    جدل وتضارب حول مصير قائد فيلق القدس.. أين إسماعيل قاآني؟    مقتل جندي إسرائيلي باشتباكات مع حزب الله وتجدد القصف على الضاحية    باكستان: مقتل 3 أجانب وإصابة 17 اخرين في انفجار بجوار مطار كراتشي    الجيش الأوكراني يقصف محطة نفطية في شبه جزيرة القرم    مشعل: الحرب دمرت صورة إسرائيل في العالم وكشفت طبيعة مشروعها التوسعي    أول تعليق من أمير توفيق بعد قرار الأهلي بعرض قندوسي للبيع    مدرب بايرن ميونخ: مرموش «موهوب».. ليس عاديا على الإطلاق    موعد قرعة دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية    استمرار تحسن الأحوال الجوية بالشرقية    إصابة شخص في حادث انقلاب سيارة بوسط سيناء    حبس تشكيل عصابي تخصص في زراعة النباتات المخدرة بالواحات البحرية 4 أيام    تعرف على الحالة المرورية اليوم بميادين القاهرة والجيزة    قصور ثقافة شمال سيناء تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    «قصور الثقافة»: ختام مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية الليلة    الأوقاف: مرشح مصر أبهر المشاركين والمحكمين في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم    كيف رد الشيخ الشعراوي على شكوك الملحدين في وجود الله؟.. إجابات تزيل الحيرة    هل كل ما يفكر فيه المسلم يحاسب عليه؟.. «الإفتاء» تجيب (فيديو)    «الرعاية الصحية»: التأمين الشامل قدم أكثر من 17 مليون خدمة طبية في بورسعيد    قائد الحرس الثوري الإيراني: ملتزمون باستراتيجية عدم التسرع في الرد على تحركات العدو    إنريكي يصدم نجم باريس برسالة قاسية    ضبط سيدة بتهمة الاستيلاء على 2.5 مليون جنيه من 18 شخصا لتوظيفها بسوهاج    ننشر خطوات الاستعلام عن نتيجة مسابقة معلم مساعد للصفوف الابتدائية    خبير: الاحتلال يحاول استنساخ نموذج غزة في لبنان وإيران    الدكتور حسام موافي ينتقد الإسراف في حفلات الزفاف: "ستُسألون عن النعيم"    3 شهداء وعدد من الإصابات بقصف الاحتلال عدة منازل بمخيم البريج وسط قطاع غزة    عاجل.. كواليس جلسة كولر مع إمام عاشور: هل تستحق الانضمام للمنتخب؟    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    التصريح بدفن جثمان الطفل ضحية الغرق بالمعصرة    قريبا.. شيرين عبد الوهاب تحيي حفلا غنائيا في الإمارات    "قبل ياسمين حافظ".. 10 صور لقصة خطيبة إمام عاشور السابقة    مواعيد مباريات اليوم الإثنين في الجولة الافتتاحية من دوري المحترفين    قائمة ضيوف الشرف بفيلم "ريستارت" ل تامر حسني    سيغير قواعد اللعبة.. ماذا قال نجيب ساويرس عن مشروع رأس الحكمة    مؤتمر الجمعية المصرية للسكر يناقش 33 بحثًا حول الحالات غير المستجيبة للأدوية    هل يرحل علي معلول عن الأهلي في الشتاء؟.. مفاجأة    وزير قطاع الأعمال العام يشهد افتتاح عروض الصوت والضوء بقلعة قايتباي بالإسكندرية    تحقيقات موسعة في حريق سلسلة مطاعم شهيرة بالشيخ زايد    «الإفتاء» توضح طريقة الصلاة الصحيحة لمن يسهو في الركعات بسبب المرض    بريطاني يعاني حالة مرضية غريبة.. يحمل كتلة ضخمة في بطنه تصل إلى ركبتيه    3 عوامل رجحت كفة الجيش المصري في المعركة الإلكترونية خلال حرب أكتوبر    24 فيلمًا تتنافس على جوائز الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم الوثائقي والروائي القصير بجربة    وكيل صحة كفر الشيخ يتابع سير العمل بالمستشفى العام    أحد أبطال أكتوبر: دولة الاحتلال لن تستطيع مواجهة مصر    درس في أهمية التواصل والإيجابية.. توقعات برج الجدي اليوم 7 أكتوبر 2024    تعرف على سبب عدم حضور اللاعب محمد النني جنازة خالته (تفاصيل)    البرلمان العربي يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة    للمرة الخامسة زلزال يضرب إثيوبيا.. و«شراقي» يتوقع زيادة النشاط الزلزالي فى منطقة سد النهضة    أحد أبطال أكتوبر يكشف كواليس مشهد تدمير الطائرات المصرية في 1967    طريقة تحضير صوص الكراميل اللذيذ في المنزل بخطوات سهلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدد مدد شدى حيلك يابلد
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 22 - 03 - 2020


مدد.. يا صاحب المدد!

عندما قررنا فى روزاليوسف - قبل ثلاثة أعداد - أن ننشر تحقيق الكاتب الصحفى «خيرى حسن» عن أغنية «مدد.. مدد» وحقيقة كلمات الشاعر الراحل «زكى عمر»، قررنا- كذلك- أن نفتح باب الرد والتعقيب والتوضيح أمام كل الأطراف من دون استثناء.

بل طالبنا على صفحات المجلة بضرورة الرد، إيمانا منا بقيمة أطراف القضية.. وخطورتها أيضا.

وفى هذا العدد تفتح صفحات روزاليوسف لكل من «سحر نوح» «ابنة المطرب محمد نوح»، و«حسين نوح» شقيق المطرب الراحل، للحديث عن ما شهدا عليه «وفقا لروايتهما» حول حقيقة المؤلف الأصلى للأغنية الوطنية الشهيرة، التى لطالما تغنت بها الأجيال المختلفة. مع الاحتفاظ - كذلك- بحق التعقيب لجميع الأطراف.

روزاليوسف


انهالت التليفونات، وفجأة طفت على سطح المشهد الفيس بوكى معركة وتلاسن بين مدرك ومنفعل وباحث عن تمضية وقت فراغه والكل يتحدث وكأنه يمتلك الحقيقة ويدّعى أن أغنية مدد لشاعر المنصورة الكبير إبراهيم رضوان إنما كتبها شاعر آخر منذ أكثر من خمسين سنة باسم ابن الريف.

وفجأة انتقل الحدث إلى قنوات التليفزيون وأصبح الكل يدلو بدلوه فى بركة من سيولة لا تمس الواقع بأى صلة وأقول ذلك؛ حيث إننى كنت طرفًا أصيلًا فى الأحداث وملازمًا لأخى وأبى محمد نوح فقد كنت أعزف معه فى الفرقة الموسيقية وقت أخذ كلمات الأغنية من القدير إبراهيم رضوان الذى كتب أكثر من تسعين فى المائة من أغانى محمد نوح غير أغانٍ لشادية وأخرى لمحمد منير.

اتصل بى الشاعر إبراهيم رضوان مندهشًا كيف وبعد مرور كل تلك السنين وطالبنى أن أكتب «بوست» على الفيس بوك حيث كنت موجودًا معهم وقت الأغنية بعد حرب سبعة وستين، لقد أصابتنى الدهشة كيف وصل بِنَا الحال لتلك المهاترات. وما هذا الفراغ الذى يعيشه البعض لقد غنى محمد نوح الأغنية هى ومجموعة من أغانٍ وطنية أخرى لعبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب وسامح حمدى وإبراهيم رضوان وآخرين وظل يغنى ويصرخ مدد. واحمينى. ويا بلدى يا أمى وزوجتى وولدى. إلى أن انتصرت مصر. وعبرت ودخلنا سينا الغالية. وعند النصر كانت كل مؤسسات الفنون والمسرح تبحث عن أعمال تحتفل بهذا بالنصر الغالى وهنا ظهرت القديرة سميحة أيوب وكان محمد نوح عضوًا بالمسرح الحديث الذى تتولى هى إدارته وطلبت منه أن يغنى أغانيه التى يتفاعل معها الجمهور ويغنيها منذ سبعة وستين واقترحت أن يتولى المخرج عبدالغفّار عودة إخراج العمل وتم ترشيح ابن الريف لكتابة فواصل يتم ترديدها بين الأغانى يلقيها الفنانون عبدالسلام محمد وفؤاد أحمد ومرفت سعيد. ومن هنا جاء الخلط فقد كتب اسم ابن الريف فى إعلانات المسرح كشاعر.

ثم حين عقد الرئيس أنور السادات اتفاق السلام اتصل بشقيقى يطالبه أن يغنى للسلام وطلب منه أن يذهب بعد ذلك إلى سينا وهو يخبره. سمع الناس يا محمد كلمة مصر الناس هناك وبلغته شرقانين. لكلمة مصر. وفعلا طلب محمد نوح من إبراهيم رضوان بعد المذهب إضافة الكلمات الآتية والتى تذاع بها الأغنية الآن.

يا حبيبتى راجعة زى طير. راجع لأحضان الصحاب

الحضن يا أم الشوك حرير يلى فتحتى ألف باب

يا سينا م انسينا.اللى فات يا أحلا أحلا الذكريات

يا شراع فى بحر لينفرد

مدد مدد شدى حيلك يا بلد. إن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد.

ونجحت الأغنية وزاد نجاحها وكان محمد نوح يغنيها فى كل المواقع فى معرض الغنائم. والجامعات بل والأفراح والحفلات، وحتى فى الملاهى الليلية وكان الحضور دائمًا من فنانين ومبدعين ومثقفين وكتب أنيس منصور ويوسف إدريس ومفيد فوزى وأصبح نوح يظهر على المسرح من الثانية صباحا إلى الرابعة من اليوم التالى وكنا أحيانا نجد عبدالحليم حافظ يجلس ليشاهد تلك الحالة الغنائية الجديدة.

ازدحمت حفلات نوح وغنى مدد والله حى فى فيلم المزيكا فى خطر مع سمير غانم وصفاء أبوالسعود ولبلبة. ولم يظهر لا ابن الريف ولا أعمال لابن الريف ويدعى البعض أنه حزن لغناء نوح فى النوادى الليلية.

ويتجاهل أن فى تلك المرحلة. كان معظم نجوم مصر يفعلون ذلك عبدالحليم ووديع الصافى وشريفة فاضل ومحرم فؤاد. وكان الزحام على حفلات محمد نوح غير مسبوق يتذكره من حضر تلك الفترة كيف بالله عليكم ولأسباب عجيبة يظهر بعد خمسين سنة من يعلن وبكل طيبة أنه صاحب غنوة. حققت نجاحًا وتغنيها الجموع فى كل المناسبات والشاعر كاتب الأغنية حى يرزق.

أرى حروبًا ونفسنة، لا أعلم سببها؛ ولكن يدهشنى الوسط الثقافى وبعض الباحثين عن شهرة أو سبوبة أو تنشيط لكتاب أو عمل نصف موهوب ألا يعلم العقلاء أن المبدع الحقيقى لا يحتاج أن يلوث تاريخه بسرقة هو فى غنى عنها، خصوصًا إن كان بحجم شاعر مثل إبراهيم رضوان فالرجل لمن لا يعرفه يتحدث شعرًا.

إنه الإفلاس بعينه وأتخيل أن أجد أحدًا يدعى أن من غنى مدد ليس محمد نوح.

محمد نوح الذى عمل لأكثر من أربعين عامًا صرف كل أمواله، على استديوهات للصوت ووحدات التصوير والمسرح لأنه يعرف قيمة المسرح فى التنوير. ومات الرجل مدينًا لا مال ولا أملاك. بعد أن صرف كل أمواله لما يخدم الفنون والإبداع والثقافة. ويتهمه الآن بعض السذج بأنه غنى فى الملاهى التى كان يغنى فيها كبار المبدعين وكأنهم لا يعرفون أن نوح وكنت معه هدفه فقط أن يشعل حماس الجماهير ليس فى الملاهى فقط. إنما أيضًا فى معرض الغنائم بالجزيرة وكل الجامعات فى كل محافظات مصر وكل احتفالات القوات المسلحة العظيمة وفى كل مواقع القوات المسلحة.

محمد نوح يا مدعى أول من دخل سينا بعد تحريرها. برجاء من أنور السادات شخصيًا. وقال له بالحرف. رجع الناس هناك يا محمد يرددوا كلمة مصر.

أكتب وأردد فى الصالون الثقافى الذى أقيمه شهريًا. ويحضره عقلاء ومحبون لمصر أن نهتم بالثقافة والتنوير وإعمال العقل. بعد أن أصاب البعض حالة من هرتلة وسيولة أجدها أخطر ما تواجه مصر حاليًا.

فلا فرز بين الحقائق وأشباه الحقائق ومحبى الظهور وأبطال شبكات التباعد الاجتماعى. ما يحدث صادم وأردت أن أسجل شهادتى لعلها تكون سببًا للمراجعة، فالشاعر الكبير عاشق مصر ابن المنصورة. يستحق الاحتفاء والتقدير ولا يستحق تلك المهاترات. وله أن يقول لكم من أنتم.

حفظ الله مصر من الحاقدين والفشلة الناشطين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.