مجلس أمناء الحوار الوطني يتابع تنفيذ الحكومة الجديدة لتوصياته    مدرب البنك الأهلي: لن أخوض مباراة زد قبل مواجهة سموحة    بسمة وهبة تتنقد تقصير شركة شحن تأخرت في إرسال أشعة ابنها لطبيبه بألمانيا    برواتب تصل ل11 ألف.. 34 صورة ترصد 3162 فُرصة عمل جديدة ب12 محافظة    ملفات شائكة يطالب السياسيون بسرعة إنجازها ضمن مخرجات الحوار الوطني    بنها الأهلية تعلن نتيجة المرحلة الأولى للتقديم المبكر للالتحاق بالكليات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 1 يوليو 2024    13 فئة لها دعم نقدي من الحكومة ..تعرف على التفاصيل    برلماني يُطالب بإعادة النظر في قانون سوق رأس المال    مع بداية يوليو 2024.. سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم    التطبيق من 6:00 الصبح .. المواعيد الجديدة ل غلق وفتح المطاعم والكافيهات ب القليوبية    اتحاد العمال المصريين في إيطاليا يكرم منتخب الجالية المصرية في موندياليتو روما 2024    4 جنيهات ارتفاعًا في سعر جبنة لافاش كيري بالأسواق    رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة يبحث مع العاملين مستوى النظافة بالعاصمة    بدء محادثات الأمم المتحدة المغلقة بشأن أفغانستان بمشاركة طالبان    الرئيس الكيني يدافع عن تعامله مع الاحتجاجات الدموية في بلاده    رودرى أفضل لاعب فى مباراة إسبانيا ضد جورجيا فى يورو 2024    زيلينسكي يحث داعمي بلاده الغربيين على منح أوكرانيا الحرية لضرب روسيا    انتخابات بريطانيا 2024.. كيف سيعيد ستارمر التفاؤل للبلاد؟    بحضور 6 أساقفة.. سيامة 3 رهبان جدد لدير الشهيد مار مينا بمريوط    يورو 2024 – برونو فيرنانديز: الأمور ستختلف في الأدوار الإقصائية    رابطة الأندية تقرر استكمال مباراة سموحة ضد بيراميدز بنفس ظروفها    موعد مباراة إسبانيا وألمانيا في ربع نهائي يورو 2024    عاجل.. زيزو يكشف كواليس عرض بورتو البرتغالي    بسيوني حكما لمباراة طلائع الجيش ضد الأهلي    بسبب محمد الحنفي.. المقاولون ينوي التصعيد ضد اتحاد الكرة    من هي ملكة الجمال التي أثارت الجدل في يورو 2024؟ (35 صورة)    امتحانات الثانوية العامة.. 42 صفحة لأقوى مراجعة لمادة اللغة الانجليزية (صور)    حرب شوارع على "علبة عصير".. ليلة مقتل "أبو سليم" بسبب بنات عمه في المناشي    مصرع 10 أشخاص وإصابة 22 فى تصادم ميكروباصين بطريق وادى تال أبو زنيمة    صور.. ضبط 2.3 طن دقيق مدعم مهربة للسوق السوداء في الفيوم    إصابة 4 أشخاص جراء خروج قطار عن القضبان بالإسماعيلية    شديد الحرارة والعظمى في العاصمة 37.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بالصور والأرقام | خبير: امتحان الفيزياء 2024 من أسئلة امتحانات الأعوام السابقة    التحفظ على قائد سيارة صدم 5 أشخاص على الدائري بالهرم    تحالف الأحزاب المصرية: كلنا خلف الرئيس السيسي.. وثورة 30 يونيو بداية لانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة    بالصور.. أحدث ظهور للإعلامي توفيق عكاشة وزوجته حياة الدرديري    ربنا أعطى للمصريين فرصة.. عمرو أديب عن 30 يونيو: هدفها بناء الإنسان والتنمية في مصر    عمرو أديب في ذكرى 30 يونيو: لولا تدخل الرئيس السيسي كان زمنا لاجئين    «ملوك الشهر».. 5 أبراج محظوظة في يوليو 2024 (تعرف عليهم)    محمد الباز يقدم " الحياة اليوم "بداية من الأربعاء القادم    في أول أعمال ألبومه الجديد.. أحمد بتشان يطرح «مش سوا» | فيديو    مدير دار إقامة كبار الفنانين ينفي انتقال عواطف حلمي للإقامة بالدار    من هنا جاءت فكرة صناعة سجادة الصلاة.. عالم أزهرى يوضح بقناة الناس    تعاون بين الصحة العالمية واليابان لدعم علاج مصابي غزة بالمستشفيات المصرية    علاج ضربة الشمس، وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها    ذكرى رأس السنة الهجرية 1446ه.. تعرف على ترتيب الأشهر    تيديسكو مدرب بلجيكا: سنقدم ما بوسعنا أمام فرنسا    وزير الري: الزيادة السكانية وتغير المناخ أبرز التحديات أمام قطاع المياه بمصر    رئيس الوزراء: توقيع 29 اتفاقية مع الجانب الأوروبي بقيمة 49 مليار يورو    أمين الفتوى: التحايل على التأمين الصحي حرام وأكل مال بالباطل    هل تعاني من عاصفة الغدة الدرقية؟.. أسباب واعراض المرض    فيديو.. حكم نزول دم بعد انتهاء الحيض؟.. عضو بالعالمى للفتوى تجيب    اعرف الإجازات الرسمية خلال شهر يوليو 2024    جامعة القاهرة تهنئ الرئيس والشعب المصري بثورة 30 يونيو    أبوالغيط يبحث مع وزير خارجية الصومال الأوضاع في بلاده    محافظ الإسكندرية يطلق حملة "من بدري أمان" للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العاشق المشتت.. الشاعر والإذاعى والصحفى «محمود عبدالعزيز».. الذى لم يعش تجربته مع الكلمة بعد!

ما هى إلا قشور خرجت إلى النور، فمازال لديه الكثير، الذى لم يشأ القدر له رؤية النور، ومازالت التجربة الحقيقية لم تخرج بعد، فعلى الرغم من إجادته التامة لفن الكلمة، فإنه كان الأجرأ على الاعتراف بعدم إجادته لفن الشللية.
• الدرس المستفاد
بدأت التجربة منذ المرحلة الابتدائية، حيث عشق كبير لكتابة الشعر، توالت عقب ذلك المحاولات تدريجيا ووصولا إلى المرحلة الثانوية كانت بداية الإلحاح على ضرورة إيجاد الدرب الذى ينبغى عليه أن يسلكه نحو تحقيق حلمه فى عالم الأغنية وهنا يقول الشاعر محمود عبد العزيز: «أثناء تلك المرحلة اكتشفت حقيقة فى غاية الأهمية، ألا وهى أن فى الحياة يظل هناك شخصان عليك أن تلتقى بكل منهما: الأول يظهر فى حياتك من أجل التشجيع وتنمية موهبتك، أما الآخر فالغاية من ظهوره فى حياتك هى إحباطك، ففى المدرسة التقيت باثنين من الأساتذة: الأول كان شديد الحرص على استغلال أوقات الفراغ لدعمى ودعم موهبتى فى عالم الشعر، فقد كان مؤمنا بى وبموهبتى، أما الآخر فلطالما سخر منى ومن موهبتى».
كانت الطاقة الإيجابية التى بعث بها الأستاذ الأول الأقدر على التأثير فى الشاعر محمود عبدالعزيز، ليقرر فى عام 1975 وهو العام الذى افتتحت من خلاله إذاعة الشباب مراسلة القائمين عليها من خلال بعض من أشعاره، ليفاجأ محمود عبد العزيز بخطاب مبعوث إليه من إذاعة الشباب، يطالبونه من خلاله بالحضور للمشاركة من خلال إحدى ندوات ماسبيرو الرسمية فى ذلك التوقيت، وهنا نشاهد محمود عبدالعزيز الصبى الحالم يسارع بالخطاب نفسه للقاء أستاذه، لا المشجع بل الساخر لإطلاعه على مضمون الخطاب لعل وعسى يقتنع به شاعرا، فها هم فى إذاعة الشباب يعترفون به ويخاطبونه كشاعر للمشاركة فى إحدى ندواتهم، وهنا يؤكد الشاعر الكبير محمود عبدالعزيز: «حتى الآن هذا الخطاب مازلت أحتفظ به لما يمثله لى من مشاعر وذكرى يصعب على وجدانى إغفالها».
• ما يكتبه الشباب
من الشرقية إلى القاهرة وتحديدا فى التاسعة صباحا وبمجرد الدخول إلى مبنى ماسبيرو إذا بالمفاجأة، فالندوة التى حضر محمود عبدالعزيز من أجلها من المقرر أن تنعقد فى السابعة مساء، فماذا عن هذا الغريب؟! وما عليه فعله خلال تلك الساعات الطويلة، فما كان أمامه سوى المكوث بالاستعلامات فى انتظار انعقاد الندوة، ولكن مع مرور الوقت أثار جلوس محمود عبدالعزيز فضول العاملين، الذين قرروا الاقتراح عليه بالصعود إلى إذاعة الشباب، وبالفعل ذهب إليها بصحبة أحد المكرمين من خلالها، وهناك التقى الإذاعى الكبير صلاح الدين مصطفى، الذى بطرفة عين لاحظ محمود عبدالعزيز وجود خطابين أمامه، وبالتدقيق فوجئ أنهما أحد تلك الخطابات التى كان حريصًا على إرسالها وهى تتضمن أشعاره لإذاعتها من خلال برنامجه «ما يكتبه الشباب»، من جانبه قال محمود عبدالعزيز: «وأخيرا انعقدت الندوة وها هو حلمى يكاد يتحقق بالوقوف أمام فطاحل الشعراء وأنا ألقى عليهم أشعارى، والحمد لله فقد أشاد بها الجميع، لأنجح منذ تلك اللحظة فى إيجاد روحى من خلال عالم الشعر، ولتبدأ تجربتى مع كتابة الأغنية، التى طالما وجدت نفسى من خلالها، وتدريجيا بدأت التجارب تتصاعد من خلال هواة آخرين زملاء من الشرقية، حيث الكثير من المحاولات والكتابة على نفس الوزن والقافية لكبار شعراء الأغنية».
• الدليل
«فى الحقيقة إننى أدين بالفضل لشخصيتين هما الإعلامية عديلة بشارة والإعلامى الكبير صلاح الدين مصطفى، وذلك لاحتضانهما لى ولموهبتى، فقد كانا دائما الدليل نحو النور، كيف أصبح شاعرا حقيقيا، وأثناء التواجد من خلال الإذاعة فى إحدى المرات وقد كنت مازلت فى المرحلة الجامعية، كنت أجلس وقتها برفقة الإعلامية عديلة بشارة، وهنا تساءلت عن إمكانية العمل من خلال الإذاعة دون الاشتراط على طبيعة عمل بعينه، فقد كنت أطمح فقط للالتحاق بكتيبة عمل إذاعة الشباب، فى البداية تساءلت هى عن مدى مقدرتى على الحضور من الشرقية إلى القاهرة يوميا الذى كان يمثل لها أمرًا فى غاية الصعوبة، ولكن عقب إقناعها بقدرتى على القيام بذلك دون تقصير طلبت منى أن تنصت إلى صوتى الذى أشادت به وأكدت أنه لمذيع أمامه مستقبل باهر، وبالفعل تمضى الأيام وأصبح مذيعا وأقدم برنامج ما يكتبه الشباب الذى طالما قمت بمراسلته فى الصغر».
• ألف برنامج
أثناء تلك المرحلة بدأ احتكاك الشاعر الكبير محمود عبدالعزيز بالوسط الفنى يزيد، وبدأت برامجه تتمحور فى هذا الإطار العام، حيث العديد من اللقاءات بكبار الشعراء والفنانين والأدباء، حتى وصل إجمالى عدد البرامج التى قدمها أكثر من ألف برنامج وهنا يقول محمود عبدالعزيز: «قدمت «الفن والشباب» وهو ثانى تجاربى، ومن خلاله أجريت أول حوار للفنان إيهاب توفيق الذى عقب ذلك أصبح من أصدقائى، أيضا أجريت أول حوار مسجل للفنان عمرو دياب، التقيت أيضا كلا من الشاعر أيمن بهجت قمر، والموسيقى عمرو مصطفى وأول حوار لهما، فقد كانت دائما المحطة الأولى لكبار الأسماء فى عالم الأغنية من خلالى سواء من خلال البرامج أو فقرات الهواء التى قدمتها، بالإضافة إلى برامج عديدة فى مختلف المجالات».
• الأغنية
البداية الحقيقية لى فى عالم الأغنية كانت من خلال استضافتى للإعلامى الكبير وجدى الحكيم، وأثناء اطلاعه على الأجندة الخاصة بى صادفته أغنية كنت قد سبق لى كتابة كلماتها، وهنا تساءل عنها وعن كاتبها، فصارحته أننى من خلال الأغنية اقتحمت عالم الإذاعة، فطلب منى أن أقوم بعرضها على لجنة النصوص، التى أجازتها لتكون البداية، لتتوالى بعدها الكلمات لكل من الفنان لمحمد ثروت والفنان مدحت صالح، الفنانة هدى عمار والفنان خالد عجاج».
• الانطلاقة
«لو كان بإيدى» وقد حصل عليها الإعلامى الكبير وجدى الحكيم، وقد كانت ضمن نخبة من أشعار الشاعر الكبير صلاح جاهين من خلال أحد ألبومات فرقة المصريين، وقد كنت أنا الشاعر الصغير الذى سيشارك بأحد أشعاره، وقبل طرح الأغنية حرص الفنان هانى شنودة على الجمع بينى وبين عمنا صلاح جاهين، وقال لى إنه عليه أن يعجب بكلماتى ويقتنع بى كشاعر حتى يحصل على الأغنية التى ستكون بمثابة شهادة ميلاد لى، وبالفعل ذهبت إليه والحمد لله أعجب بالأغنية، ولكنه كان شديد الإصرار على اكتشاف حقيقة موهبتى فطلب منى الاستماع إلى أشعار أخرى، ولكن فى النهاية قام باعتمادى فى عام 1986 وكلاكيت أول مرة».
• عالم الصحافة
احتجب الشاعر محمود عبدالعزيز عن كتابة الأغنية ولجأ فى ذلك الوقت إلى عالم الصحافة، فقد كانت من أشهر محطاته فى عالم الصحافة جريدة الشرق الأوسط وسيدتى، وهكذا حتى عام 1996 حتى وصل إلى منصب مدير مكتب مجلة اليمامة السعودية فى مصر، مكتفيا بالكتابة فقط لنفسه، إلى أن تملكه الملل تجاه الصحافة ليقرر دون سابق إنذار التخلى عنها.
• عديلة بشارة
الشاعر مجدى النجار، الشاعر عزت الجندى، الشاعر عنتر هلال والشاعر مدحت العدل وغيرهم من أبناء جيل شاعرنا محمود عبدالعزيز، أما الاسم التالى فهو لسيدة كانت الأكثر تأثيرا فى مشوار ومسيرة شاعرنا إنها عديلة بشارة التى ذكر لنا محمود عبدالعزيز أحد أبرز مواقفها معه قائلا: «لطالما قامت بالذهاب بى إلى الموسيقار الكبير عمار الشريعى، فأنا مازلت أتذكر تفاصيل المشوار وأتذكره وهو يقوم بتلحين بعض أشعارى، فقد كنت أمكث بالساعات أتحدث إليه من الشرقية لإطلاعه على أشعارى والاستفادة من توجيهاته، فإلى أقصى مدى كان دعم هذه السيدة لى، خاصة أثناء الفترة البكر فى تجربتى حيث كانت المشاعر، حيث كانت الكلمات لا صلة لها بالحرفة».
• حلم
ما هى إلا النداهة التى قامت بمناداة الشاعر محمود عبدالعزيز، الذى كان يحلم بتقديم أغنية مختلفة، تتحدث عن الذرة، العلوم والتكنولوجيا، بعيدا عن السائد، ولكن هذا الحلم لم يراوده كثيرا، لأنه بمجرد دخوله إلى عالم الأغنية أدرك الحقيقة وهى أن هذا الحلم لا مجال لتحقيقه، وأن هرولته نحو التجديد لابد أن يتخلص منها، بل عليه الالتزام بآلية الأغنية المصرية. وبالفعل فقد كان جواز المرور أو التعاون مع النجم جورج وسوف من خلال كل من أغنية «سيبهم» وأغنية «الله كريم» التى أكد لنا محمود عبدالعزيز ما تمثله له من مكانه خاصة بالنسبة له حيث قال: «الفضل فى ذلك التعاون يعود بعد ربنا للموسيقار أمجد العطافى، الذى قام بعرض أغنية الله كريم على الفنان جورج وسوف الذى اقتنع بها ليقرر تسجيلها، ولكن أثناء ذهابه لتسجيلها قام أحد الأشخاص بإقناعه أنها لا تناسبه، ليتراجع عن موقفه ويقرر عدم تسجيلها، ولكن عقب أربعة أعوام تشاء الأقدار أن يقوم أمجد بعرض أغنية أخرى من كلماتى تحمل نفس الاسم على جورج ليفاجئه برغبته فى تسجيل الأغنية، ولكن بكلماتها القديمة التى سبق أن تراجع عن تسجيلها، وبالفعل قام بتسجيلها لتحقق نجاحًا لم أكن أتوقعه».
وهكذا توالت أعمال الشاعر محمود عبدالعزيز التى نذكر منها «جانى» للفنان نبيل شعيل، ودعنى للفنان محمد الحلو وأنا انتهيت للفنان مدحت صالح وغيرها من الأغانى، التى كانت جميعها من إنتاج الإذاعة المصرية والتى كانت لها مكانتها لدى الشاعر محمود عبد العزيز.
• ولا انتهيت ..
تلك الأغنية التى قام بكتابة كلماتها الشاعر محمود عبدالعزيز أثناء مرحلة الجامعة لتشاء الأقدار أن يتم تنفيذها عقب ستة أعوام بصوت النجم مدحت صالح، حيث تلك المشاعر البكر، بعيدا عن أى تزيين أو حساب، فهى واحدة من ضمن مجموعة من الأغانى قال عنها محمود عبدالعزيز: «أغانى تعيش، كنت أثناء كتابتها شاعرا هاويا وليست موظفا، فأنا لم أتخذ من الكتابة يوما حرفة فقد كانت دائما عشقى، وهذا على الرغم من سطوع نجم أبناء جيلى والتقدم عنى فى مجال الأغنية، إلا أننى بعمرى ما ندمت على قرار اتخذته، فأنا إذا تحدثت عن عيوبى فهى بعيدة كل البعد عن هذا الجانب الخاص فى حياتى المهنية، فمن أبرز عيوبى على سبيل المثال التشتت وإن كان نابعا من اعتقادى الخاطئ، أننى قادر على الجمع بين الصحافة والإذاعة والكتابة فقد كنت أظن أن كل هذا يصب فى منظومة واحدة، ولكننى اكتشفت أنه خطأ استراتيجى من ضمن الكثير من الأخطاء الاستراتيجية فى حياتى، على سبيل المثال قرارى بترك كل شيء عقب ما حققته أغنية «لو كان بإيدى» لفرقة المصريين من نجاح وامتهان الصحافة، لتكوين نفسى ماديا».
• جانى ..
«عقب انتهاء العمل مع الموسيقار محمد رحيم على المقطع الأول من تلك الأغنية، قام بإغلاق الباب عليّ لضرورة الانتهاء من المقطع الثانى، وبالفعل انتهينا منه، وقد كان من المفترض أن تحصل عليها مطربة شابة، ولكنها لم تحضر فى الموعد المحدد، ليحضر فى نفس الليلة الفنان نبيل شعيل، الذى طلب الاستماع إلى أحدث أعمال رحيم، الذى قام بعرض «جانى» عليه ليقرر نبيل شعيل غناءها على الفور، وقد عبرت الحدود».
• محمد الحلو.. ودعنى
«هذه الأغنية أيضا كان من المفترض أن يقوم بغنائها مطرب كبير، ولكنه اعترض على إحدى العبارات، وهى «ودعنى لو كان اللقا آخر وداع»، ليقرر على أثر هذا الاعتراض عدم غنائها، فإذا بالفنان محمد الحلو يحضر لتسجيلها، وللأسف فى اليوم نفسه لم يحضر مهندس الصوت فما كان على سوى أن أسأله إذا كان سيحضر من جديد لتسجيلها نظرا لطبيعة العمل من خلال الإذاعة، الذى لم يكن مغريا للكثير من المطربين إلا أنه وعدنى أنه سيعود نظرا لإعجابه الشديد بالأغنية، وعقب نقاش حول سر إعجابه بها فوجئت به يشيد بالعبارة نفسها التى كانت السبب فى اعتذار المطرب الآخر عن تسجيل الأغنية».
• الإذاعة ونجاح ساحق ..
على الصعيد الآخر كانت تجربة محمود عبدالعزيز الإذاعى المخضرم وتاريخ حافل بأبرز وأشهر الحوارات مع رموز الفن والأدب والثقافة والسياسية والدين، ولعل من أبرزها حوار الإعلامى توفيق الحكيم، الشيخ محمد الغزالى، الشيخ محمد متولى الشعراوى، الأديب نجيب محفوظ، هذا بالإضافة إلى أقوى الحوارات الإنسانية التى قال عنها الإذاعى محمود عبدالعزيز: «مازال المشهد يدور أمامى وأنا أجرى الحوار مع الأم والابنة، عقب عودة طابا لمصر بأربعة أيام وأنا أقف على الخط الفاصل، حيث إحدى السيدات الفلسطينيات التى تتحدث مع ابنتها التى تمكث على الجانب الآخر نظرا لظروف زواجها وتتبادلان الأخبار وأنا أقوم بتسجيل اللقطة، أيضا حوارى مع البطل محمد العباسى أول جندى رفع العلم على خط بارليف أثناء حرب أكتوبر، حوار صائد الدبابات محمد المصرى، وغيرها من الحوارت التى أثرت فىّ كثيرا».
• الشيخ الغزالى ..
على الرغم من الرصيد الضخم الذى شهده التاريخ الإذاعى للشاعر والإذاعى محمود عبد العزيز فإنه يظل هناك حوار كان الأكثر تأثيرا فيه وهنا يقول: «حوار الشيخ محمد الغزالى، فعلى يده تعلمت كيفية احترام الوقت، وذلك عندما قرر أن يمنحنى الفرصة لإجراء حوار معه فى العاشرة صباحا، الذى للأسف نظرا لظروف سفرى تأخرت عليه سبع دقائق، فإذا به يقرر أن أحصل على واجب الضيافة فقط دون إجراء الحوار، مع مراعاة ظروف التأخير فقد كنت أسافر من الشرقية إلى القاهرة يوميا بمنحى موعد آخر، وبالفعل كنت حريصًا على التواجد قبل موعدى بخمس دقائق، ولكن إذا به يبتسم ويقول لى أنه فى انتظارى منذ التاسعة والنصف فكيف يحق لى أن أتأخر عليه وعلى جميع المتواجدين بالمنزل لاستقبالى، فالغرب يقولون يجب أن تأتى قبل الموعد بساعة ولا تأتى بعده بدقيقة واحدة، فقد كان كمن يلقننى درسا، وبالفعل منذ تلك اللحظة واحترام الوقت لديّ أمر لا نقاش فيه، فقد كان ولايزال أهم درس فى حياتى، باختصار درس عمرى، ومن وقتها وأنا دقيق فى مواعيدى وهو ما يتلاءم كثيرا مع ظروف العمل من خلال الإذاعة».
• الميكروفون.. حياتى
تدرب على يد صبرى سلامة، واحد من كبار الإذاعيين صاحب بيان حرب أكتوبر ومقدم برنامج «على الماشى»، الذى عنه قال محمود عبدالعزيز: «كنا نلتف حوله لتدريبنا وبإحدى المرات قرر أن يستمع إلى صوتى لأفاجأ به يقول لى: أنت أمى فى اللغة العربية، أنت صوت رائع ولكن بحاجة إلى دراسة، وبالفعل قررت أن أقوم بالمذاكرة، حيث كانت البداية من خلال كتاب الصف الرابع الابتدائى، الذى قررت أن أقوم بدراسة منهج النحو من خلاله على مدار شهر كامل، ومن ثم الصف الخامس الابتدائى أيضا على مدار شهر، وهكذا حتى وصلت إلى ألفية ابن مالك، التى تخرجت بعدها، لأفاجأ به يشيد بى وبصوتى حتى إنه عبر لى أنه كان يتمنى أن يكون لديه صوت مثل صوتى، من ضمن الدروس المستفادة أيضا من هذا الإعلامى الكبير أنه علمنى أن الميكروفون لابد أن نصبح أنا وهو كيانًا واحدًا، فهو ليس مجرد قطعة حديد وإنما هو كائن حى لابد أن أحبه حتى يحبنى، فهو دائما بحاجة إلى قمة التواضع لا التعالى، حتى يحدث ذلك التوحد بيننا، ومنذ ذلك الوقت والميكروفون هو حياتى، فأنا بدونه حياتى صفر، بغض النظر عما حققه لى من إشباع إنسانى كشاعر وكصحفى».•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.