كلاكيت تانى مرة...أقباط يسافرون للقدس بتأشيرات إسرائيلية عن طريق تل أبيب فى الوقت الذى تقوم فيه قوات الأمن الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وتدنسه.. وبرغم مخالفة ذلك لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية يقع الأقباط بين نارين.. يريدون زيارة الأماكن المقدسة، وفى نفس الوقت خائفون من الموت قبل الذهاب إلى القدس.. لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سافر قبل ذلك مجموعة من الأقباط وأعلن البابا تواضروس أن ذلك مخالفا لما قاله البابا شنودة من قبل، فما بين الرغبة الجارفة فى الذهاب للقدس.... والخوف من مخالفة الكنيسة يحتار الأقباط. البداية عندما نظمت إحدى شركات السياحة الخاصة أربع رحلات خاصة بالأقباط الذين يريدون السفر للقدس،وحضورالاحتفالات الخاصة بعيد القيامة،وزيارة الأماكن المقدسة.. تزامن ذلك مع قيام قوات الأمن الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وتدنيس قدسيته، فضلا عن الاعتداءات الأخيرة على الراهبات والمقدسات المسيحية.
∎ مع إخواننا المسلمين
وبناء عليه فقد أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية رفضها التام لهذه الزيارات،وأكدت على أن قرار البابا شنودة الثالث بمنع هذه الزيارات كان قرارا مسئولا حيث إنه قال: لن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين.
لذا فقد توعدت بإنزال عقوبات بحق من خرق القرار، فى حين رفضت الكنيسة الإنجيلية منع رعاياها من السفر، منتقدة اتهامهم بالتطبيع، وأوضحت أن عدد المسيحيين القاطنين فى القدس أقل من خمسة آلاف مسيحى، ولا يستفيد من المسافرين الأقباط إلا الإسرائيليون.
وتفيد جريدة إيلاف الإسرائيلية أن العشرات من الأقباط سافروا إلى القدس عبر تأشيرات إسرائيلية، للاحتفال بأسبوع الآلام، وقالت: إن شركات الطيران المصرية رفعت عدد رحلاتها إلى القدس من 4 إلى 12 رحلة أسبوعياً، لنقل ما يتراوح بين ثلاثة وعشرة آلاف قبطي، يرغبون فى الحج إلى كنيسة القيامة.
∎ ندم...ولكن
الغريب أنه عندما التقت إحدى القنوات مع الأقباط المسافرين، أكدوا تمام التأكيد أنهم على دراية تامة بقرار البابا شنودة بمنع الزيارات إلى القدس إلا مع المسلمين،لكنهم تخطوا من العمر السبعين وأملهم الوحيد هو زيارة الأماكن المقدسة،ورؤية المشهد الرائع، عندما يخرج النور المقدس من قبرالسيد المسيح، وهو لا يتكرر إلا مرة واحدة كل عام.
فى حين طالب بعض الأقباط البابا تواضروس بمراجعة موقفه من السفر للقدس، حيث إن الظروف تغيرت ولابد من مراجعة السياسات الراهنة.
∎ عقوبات ليست هينة
يعقب على هذا الموضوع المستشار رمسيس النجار محامى الكنيسة:أولا قرار البابا شنودة بمنع زيارة الأقباط إلى القدس مازال ساريا إلى اليوم، وأن قداسة البابا تواضروس أقر وأكد على هذا القرار لأنه حدث بإجماع المجمع المقدس، وأسماه (بالخطأ).
ثانيا:الزيارات التى يقوم بها المسيحيون إلى القدس هى زيارات شخصية لا تحدث بموافقة الكنيسة، وبالتالى فالعقوبات التى توقعها الكنيسة فى هذه الزيارات هى عدم تناول الأقباط للأماكن المقدسة فى القدس،وهذه عقوبة ليست بالهينة، بمعنى أنه لكى يتمم المسيحى مراسم زيارته فلابد أن يتناول من الكنيسة الأرثوذكسية، وعندما تحرمه من ذلك،فهذا ليس بالأمر الهين.
لكنى لست أظن أن توقع عليهم الكنيسة الأرثوذكسية عقوبات عند عودتهم لأن موضوع عدم تناولهم يترتب عليه عدم إتمام مراسمهم الدينية فى القدس هو عقاب كبير.. وأكد النجار على أن أعداد الأقباط المسافرين للقدس هذا العام قليلة جدا بالمقارنة بالعام الماضى. فى حين يقول المفكر كمال زاخر- رئيس جبهة العلمانيين الأقباط: كل ما أستطيع قوله هو أن موضوع الأقباط وسفرهم لم يعد بالموضوع الجديد أو موضوع الساعة ويحدث منذ سنوات، وأى إثارة حوله هدفها خلق صراع سياسى فى الكنيسة، لكن هذا الصراع لا محل له من الإعراب الآن.