تطل علينا بدلال وخفة ظل وكم من المشاعر المختلفة من خلال شخصية «سحر» جومانا مراد، وكما يلقبونها ب «لؤلؤة الدراما» تنير لنا حكاية «فرعون» مع النجم خالد صالح فى سيمفونية هادئة من واقع الحياة المصرية، تلك الحياة التى عشقتها جومانا وتغريها طوال الوقت بتقديم دور الفتاة المصرية الشعبية، ولكنها تقدمها كل مرة بشكل ومذاق مختلف، «جومانا مراد» حكاية فنية جميلة متجددة طوال الوقت ولم تقدم بعد كل ما لديها، تعشق ما تقدمه وصارمة جدا فى كل ما يخص تفاصيل عملها. عن «فرعون» وفريق العمل، وعن شخصية سحر التى سيحبها الجمهور رغم كل التناقضات، وعن عشقها الدائم للتحدى والتغيير تحدثنا جومانا مراد فى السطور القادمة:
∎كلمينى عن سحر؟ وما الذى جذبك إليها؟
سحر شخصية جديدة ومختلفة لم أقدمها من قبل، فهى شخصية متناقضة تماما، ولا أحد يعلم طبيعتها الحقيقية هى طيبة أم شريرة، كاذبة أم تقول الحقيقة، وهذا متعمد، والغرض منها خلق حالة معينة ستتضح أكثر فى الحلقات الأخيرة للمسلسل، لدرجة أننى تعاطفت معها.
∎ «فرعون» العمل ككل مميز بكل عناصره كتابة وأبطالاً وإخراجًا وإنتاجًا، ماذا عن تجربتك مع هذا الفريق؟
سعيدة بالعمل مع هذا الفريق، فلقد رشحنى للعمل المنتج أحمد سمير وأنا سعيدة بالعمل معه فهو من الأشخاص الحريصين على متابعة كل تفاصيل العمل كما يقال من «الألف إلى الياء»، كما أننى سعيدة بالعمل مع مؤلفى العمل ياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى فقد قدما حدوتة محبوكة دراميا ومشوقة للجمهور، بالإضافة إلى عملى مع المخرج محمد على وباقى فريق العمل من ممثلين أعتز بالعمل معهم جميعا.
∎ماذا عن التعاون الثانى مع خالد صالح بعد «كف القمر»؟
منذ زمن كنت أريد عملاً يجمعنى بالفنان خالد صالح، على الرغم من إنى عملتمعه من قبل فى فيلم «كف القمر» إلا إنه لم يكن بيننا العديد من المشاهد، ولكن فى هذا العمل تربطنا حدوتة جميلة وحلوة، مستريحة فى العمل معه خاصة أثناء تصوير المشاهد التى تجمعنا، وهو ماينعكس عند التصوير على أدائنا لأى مشهد أمام الكاميرا حيث نتفاعل بشكل كبير مع الشخصيات التى نقدمها خلال العمل ونتعايش معها وكأنها أشخاص حقيقية، كما أن الفنان خالد صالح ممثل كبير وجميل ومتعاون جدا ومحب لكل من حوله، ودائما لديه طاقة إيجابية ينشرها على من حوله، مما يعطى الجميع حالة من الإيجابية ولذا أكون مستمتعة بالعمل معه.
∎الفتاة الشعبية قدمتها أكثر من مرة ولكن فى كل عمل تقدمينها بشكل ومذاق مختلف، كيف تخرجين من هذا الفخ فى كل مرة؟
بالفعل، فلقد قدمت فى السينما العديد من الأدوار الشعبية المختلفة، ولكنها المرة الأولى التى أقدمها فى التليفزيون، وأنا سعيدة بتقديم دور شخصية شعبية فى التليفزيون، وأنا أحب هذه النوعية من الأدوار أكثر من غيرها وأفضلها أكثر من الفتاة الأرستقراطية، لأنى عاشقة للمناخ المصرى جدا والعادات والتقاليد، وأحب الناس الشعبية وأشعر بأن لهم خصوصية فى العديد من الأمور.
كما أن الممثل مثل الجوكر، عندما تضعه فى أى مكان لابد من أن يكون «راكب فيه»، وأنا كجومانا عندما أقدم أى دور أغيَّر من نفسى وأتحول للشخصية التى أقدمها وتظل الشخصية مسيطرة علىَّ لفترة طويلة منذ بداية التحضير وحتى التصوير وأحيانا بعد التصوير لفترة، حيث تسيطر على حياتى وهذا ما يحدث حاليا مع شخصية «سحر»، والتى سيحبها الجمهور على الرغم من الأشياء التى تقوم بها ومنها الكذب فهى تكذب كثيرا إلا أن الجمهور سيبرر لها كذبها. كما أننى لا أفكر فى شكلى، وهناك عدد كبير من الناس يقابلوننى ويقولون لى إننى فى الصور والحقيقة مختلفة تماما عن الشاشة، فأنا فى أى عمل أقدمه لا أجهز نفسى لغلاف مجلة، وإنما أتقمص شخصية بكل أبعادها وتكون مختلفة تماما عن شخصيتى الحقيقية ولذلك أفضل دائما أن أقدم أعمالاً لم أقدمها من قبل وأن تكون بعيدة عن شخصيتى الحقيقية.
∎لكن قيل إن هناك تشابها بين شخصية «سحر» ودورك فى فيلم «كف القمر»؟
لا يوجد أى تشابه بين الشخصيتين، فبمجرد أن قرأت سيناريو مسلسل «فرعون»، وجدت شخصية سحر مختلفة وجديدة علىّ، خاصة فى المعاناة التى تتعرض لها خلال رحلة طويلة ستتضح فى الحلقات المقبلة، فهى شخصية طماعة ووصولية جداً، لكن عندها ظروف صعبة.
∎هل تعتبرين مشاهد الجرى حافية القدمين وراء القطار هى الأصعب بالنسبة لك؟
لا أعتبرها الأصعب لأننى رياضية، ولدىّ لياقة، لذلك تعمدت أن يتحرك القطار، وأبدأ الجرى، وفضلت الانتظار لبضع ثوانٍ بعد أن أطلق المخرج كلمة «أكشن»، وحتى الآن لا أعتبر دورى بدأ رغم أننا فى الأسبوع الثالث من رمضان، وسيشاهد الجمهور مشاهد كثيرة جداً «أكشن» خلال الأيام القليلة المقبلة.
∎هل تعرض الشخصية التى تجسدينها للقتل فى أولى حلقات المسلسل ثم ظهورها خلال الأحداث بطريقة الفلاش باك أحدث نوعا من الارتباك لدى المشاهد؟
المسلسل بعيد تماما عن التقليدية، وأعتقد أن المشاهد سيستوعب بسهولة مشاهد الفلاش باك، لأن المخرج صورها، ووضعها داخل الأحداث بطريقة سلسة، وعدد من الجمهور سألنى عن عدم ظهورى مع خالد صالح فى مشاهد كثيرة، وذكرت لهم أن الشخصية تتطلب ذلك، ولا يوجد فرض علىَّ أن تجمعنى كل المشاهد بخالد صالح فى كل الحلقات.
∎بعد نجاح «مطلوب رجال» لماذا هذا الغياب عن الشاشة الصغيرة؟
كان متعمدا، فقد كنت أريد الانفراد بنفسى لبعض الوقت لمراجعة حساباتى فيما أقدمه، وأرى ما الذى أريد تقديمه خلال الفترة القادمة وما لا أريده، وبالمناسبة خلال هذه الفترة عرضت علىَّ العديد من الأعمال إلا أننى اعتذرتعنها بالكامل، لأننى كنت أريد أن أقيم التغيير الذى أريد تحقيقه فى مشوارى، وبالإضافة إلى هذه الأسباب الفنية، كانت هناك أسباب أخرى متعلقة بالوضع العام سياسيًا مما يحدث فى سوريا ومصر، والحمد لله كانت العودة موفقة مع فيلم «الحفلة» فى السينما، وإن شاء الله تكون موفقة على الشاشة الصغيرة مع مسلسل «فرعون».
∎جومانا مراد، فى هذه المرحلة تعدين من نجمات الصف الأول، ما مقاييسك لاختيار أدوارك وهل تختلف فى السينما عنها فى التليفزيون؟
بالنسبة للخطوط العريضة لا فرق بينهما، ويجب أن يكون الدور مكتوبًا بشكل جيد، والشخصية جديدة ومختلفة، لكن فى التليفزيون أهتم أكثر بمسألة الإيقاع، وأن يكون العمل مبتكرا جدا مثل «مطلوب رجال» و«فرعون»، أما فى السينما فعادة يكون الإيقاع مشدودا، والعمل منافسا.
∎ما نوعية الأدوار التى مازالت تستهويك؟
أحب الأدوار التى بها نوع من التحدى فى تقديمها، كما أننى أفضل أن تكون شخصيات بعيدة كل البعد عن شخصيتى الحقيقية، ولذلك هناك العديد من الأدوار التى أريد تقديمها ولذلك أسعى دائما إلى تقديم أدوار لم أقدمها من قبل، ولكن لا يوجد دور محدد أفضل تقديمه.
∎وما مشروعاتك الفنية الجديدة؟
هناك العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التى عرضت على خلال الفترة الماضية إلا إننى لم أتمكن حتى الآن من قراءتها بسبب ارتباطى بالتصوير فى مسلسل فرعون، فور انتهائى منه سأتمكن من اتخاذ القرار.