اهتمت الصحف النيجيرية الصادرة أمس بما أسمته "الحرب الدبلوماسية والسياسية الناشبة مع إيران" بسبب صفقة الأسلحة التي ضبطتها نيجيريا بأحد موانيها أواخر الشهر الماضي وما استتبع ذلك من تداعيات تمثلت في كشف نيجيريا عن تورط إيران في هذه الشحنة التي استهدفت بلدهم وليس بلدا آخر بحسب ما يزعمه الرسميون الإيرانيون. وأكدت الصحف النيجيرية أن كل مقدمات الأزمة كانت طبيعية للإفضاء إلي معركة دبلوماسية حقيقية تخوضها نيجيريا ضد إيران متسلحة بالقانون الدولي وبحقها في الدفاع عن أمنها الوطني وصيانة أراضيها ضد العابثين. واعتبرت الصحف النيجيرية أن نفي إيران صلتها رسميا بشحنة الأسلحة ودفعها بأن شركة تجارية خاصة هي المسئولة عنها لا يقدم تبريرا مقبولا يعفي طهران من مسئولية انتهاك العقوبات. ويري خبراء الأمن أن رجل الأعمال الإيراني عظيمي اجياني الذي تستجوبه أجهزة الأمن النيجيرية - بعد أن كان مختبئا بالسفارة الإيرانية في أبوجا - هو وجه آخر للنظام الرسمي الإيراني الذي يتنصل من أمر الشحنة، وأكدوا أن ما يدلي به الرجل من اعترافات ماهو إلا "الخطة البديلة" التي عادة ما تضعها الدول علي سبيل الاحتياط في حالة فشل الخطة الأصلية وانكشاف هذا النوع من العمليات الاستخبارية ذات الحساسية القصوي للحكومات. وأكدت الصحف النيجيرية أن اعتبارات تحقيق الأمن لنيجيريا وشعبها تسبق في أهميتها ملياري دولار أمريكي سنويا هي حجم التجارة بين نيجيريا وإيران وكلاهما عضوان في منظمة المؤتمر الإسلامي والأوبيك وعدم الانحياز ومجموعة الدول الثماني النامية التي انعقدت علي أرض نيجيريا في يوليو الماضي بحضور الرئيس الإيراني ووزير خارجيته. كما كشفت الصحف النيجيرية الصادرة أمس عن قيام وزير خارجية إيران منوشهر متقي بتوجيه الدعوة لنيجيريا للمشاركة في الاجتماعات الوزارية لمنظمة المؤتمر الإسلامي المقررة يومي 28 و29 من الشهر الجاري في طهران، لكنها تساءلت حول إمكانية تلبية نيجيريا لهذا المطلب علي ضوء التطورات المؤسفة الأخيرة التي طرأت علي منحني العلاقات بين البلدين، مشيرة إلي إلغاء نيجيريا مشاركتها في مباراة ودية كان من المقرر إقامتها بين نيجيريا وإيران أمس معتبرة ذلك مؤشرا علي مدي تدهور علاقات البلدين. تجدر الإشارة إلي أن شحنة الأسلحة الإيرانية كانت في 13 حاوية ضمن 85 حاوية محملة بالرخام والأخشاب والزجاج ومواد بناء أخري وكانت الشحنة تضم صواريخ مضادة للطائرات ومنصات إطلاقها ومدافع هاون من أعيرة 120 مم و108 مم والذخائر الخاصة بها ومئات من القنابل اليدوية الهجومية وذخائر الأسلحة الآلية عيار 62ر7 مم. من جهة أخري واصلت إيران مناوراتها لقوات الدفاع الجوي التي بدأت أمس الأول وتستمر خمسة أيام بمشاركة الجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة الشعبية. علي صلة أعربت الخارجية الفرنسية عن استيائها الشديد من هجوم قوات الأمن الإيرانية علي منزل برنار پولِت سفيرها في العاصمة طهران، والتعدي عليه. وأضاف بيان الخارجية:" ما يحدث من أعمال عنف ضد الدبلوماسيين الفرنسيين أو غيرهم أمر مرفوض تماما". واستدعت الخارجية الفرنسية مهد مير ابوطالب السفير الإيراني في باريس ووجهت إليه تحذيراً شديد اللهجة. لأن ما حدث يتعارض مع قرار فيينا 1961 بشأن تنظيم العلاقات مع الدبلوماسيين. داخليا اتهمت إيران صحفيين ألمانيين كانا قد أجريا مقابلة مع ابن ومحامي سكينة محمدي أشتياني الإيرانية المتهمة بارتكاب الزنا والتي صدر بحقها حكم بالرجم، بالتجسس، وفقاً لما ذكرته وكالة وسائل إعلام إيرانية أمس الأول.