من حقي أن أطرح وأطالب وأتظاهر وأعتصم.. بل يمكن أن ألجأ إلي القضاء إذ لزم الأمر. منذ هذه اللحظة لن أخاطب أحدا من أعضاء الحكومة حتي لو كان عضواً في البرلمان.. وسأوجه سطوري إلي الحزب الوطني ليس لأنه حزب الأغلبية.. ولكن لأنني رأيت فيه حزباً تعامل مع الناس بموضوعية وإن كانت منقوصة.. وشفافية وإن كان يشوبها بعض الأتربة. رأيت حزباً يتعامل مع أرقام وبيانات دقيقة ومحايدة وكأنه سيحصل علي رسالة الدكتوراة.. في القري والنجوع والمحافظات.. بيانات تكشف شعبية المرشح الفلاني.. وفضائح المرشح العلاني.. وأي كانت نتيجة الاستطلاع. معايير لو طبقت علي أعضاء الحكومة لفشل وزراؤها في أول امتحان. وجدت حزباً يسأل الناس بمجموعة من «الثقات» في كل المحافظات لا يعرفهم أحد.. وليس لهم ناقة ولا جمل.. يدونون كل كبيرة وصغيرة.. احتياجات المواطن.. ماذا يريد هذا الفلاح وما هي أحلامه من الوطن وأمانيه من الغد.. مشاكل كل دائرة.. وحلول لكل منطقة.. مدون علي سيديهات غير قابلة للتغيير أو التلاعب بها.. أرشيف حزب يريد أن يستمر في الشارع بين الناس. رأيت حزباً يراسل المواطنين.. والمرشحين والعمد وشيوخ البلد في النجوع والقري.. وحكومة عاجزة عن التواصل مع أكبر ميادين مصر وأشهرها أزمات.. حكومة تغضب من مقال، وتحقيق، وخبر هنا وهناك.. حزب يستوعب المشاكل.. ويناقش ويحاور.. ولايترك منزل الزوجية لأن هذا الكاتب لا تحبه الحكومة.. وهذه الصحيفة دمها ثقيل علي أعضائها. عزيزي القارئ.. لازلت أكتب لك وحدك أنت بعد ضميري فقط.. وأنا متمسك بك حتي آخر نفس لي في هذه الدنيا.. حتي لو وصل الأمر بأن أقتات اللقيمات من أرصفة الشوارع.. وهذا عهد بيني وبينك تشهد عليه السماء. عزيزي القارئ.. لماذا نتمسك بأجنحة الطير.. ونترك من نزلنا من بيوتنا ومصانعنا ومزارعنا ووقفنا في طابور طويل لندلي بأصواتنا من أجلهم.. كي نحاسبهم. هل تستطيع أن تحصر عدد المقالات والتحقيقات والأخبار في جميع الصحف القومية والحزبية والخاصة.. علي مدار الخمس سنوات الماضية.. حاول أن تحصر عدد الردود والاستجابات من أعضاء الحكومة الذكية.. ستجد أن المحصلة تساوي أقل من 10%.. فأنا لم أر في حياتي حكومة تكره التواصل مع الناس.. وتغضب من مطالب المواطنين وتتعالي عليهم بدعوي أنها هي صاحبة الحقيقة فقط. أدعوك للتواصل مع الأحزاب أيا كان انتماؤها وتوجهاتها. أدعوك لعدم ترك الساحة الانتخابية لقوي الفوضي والانعزالية.. أدعوك أن تخصص بضع ساعات يومياً للوقوف علي برنامج المرشحين في دوائرهم.. تسمع وتري.. ثم تقرر ماذا تختار. عزيزي القارئ.. لن أقسم لك بالله العظيم أن مصر في أشد الحاجة إليك.. وإلي «صوتك» الكبير.. وعقلك المستنير.. وقلبك الذي يصبو إلي غد أفضل لهذا الوطن الغالي.. وأولادك الذين كافحت سنوات طويلة ليحيوا حياة أفضل تحت سماء هذا البلد. عزيزي القارئ.. أرجوك لا تتنازل عن حقك وآدميتك ومستقبلك.. واعلم أنه بقدر حرصك علي ذهاب أبنائك للمدرسة ورعايتهم في المساء.. وانشغالك ليل نهار بهمومهم.. بسيطة كانت أم كبيرة.. بقدر احتياج البلد لمساهمتك ومشاركتك في الحياة السياسية. عزيزي القارئ.. ابدأ بزيارة عائلية إلي أحد المقار الحزبية لأي تيار سياسي شرعي.. وأرجوك حاول.. وستشهد النتيجة المفرحة علي تفكير أولادك ونضوج مستوي وعيهم.