في كتاب فكرته بسيطة صادر عن دار نهضة مصر بعنوان "حاكموا الحب.. مسيرة الحب في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم"، يستعرض الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية حالات الحب ودلائله أيام الرسول عليه السلام وبعد وفاته، مؤكدا أنه يصعب تفسير أو تأويل أو حتي التيقن من دلائل الحب سواء بين النبي وزوجاته أو بينه وأبنائه أو أصحابه، "إلا إذا لبسنا نظارة الحب حتي نري ونتذوق ونستمتع". يشرح الكتاب كيف كان الصحابة يعيشون حالة حب دائمة وكان رسول الله عليه السلام طاقة حب ورحمة وحنان تسري روحها حتي في الجماد. ويدعونا المفتي للعيش مع بعض حالات الحب لدي النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وقصص المحبين والعاشقين لرسول الله سواء ممن آمن به أم ممن لم يؤمن، قائلا: "إن من لم يحب النبي حتما لم ير فيه إلا صورة ليتيم بني هاشم". الأعجب والأكثر سببا للإعجاز، استعراض الكتاب لقصص الحب التي غمر بها الحيوان رسول الله. يقول الشيخ جمعة: "أحبه الحيوان الأعجم وحرم من حبه بعض البشر"، من ذلك قصة الجمل الذي شكا صاحبه للرسول عليه السلام عندما رآه ذرفت دموعه، ففطن النبي إلي أن صاحب هذا الجمل يشق عليه. أما من مظاهر حب الجماد لرسول الله، فيأتي التراب الذي كان سلاحا ناجعا استجابة لرسول الله قبل غزوة بدر فغشي أعين المشركين. يوضح د. علي جمعة أن الحب في سيرة خاتم الأنبياء كان مقصدا وغاية، ودافعا ومحركا، إلي حد التضحية بالنفس والمال. أما رسالة الحب التي أنزلها الله علي نبيه فتمثلت في آيات القرآن الكريم التي تحض علي مظاهر الحب ومنها: الإحسان، التوبة، التطهر، التقوي، الوفاء بالعهد، الصبر، التوكل، العدل والقسط، التطهر، بغض الإثم والمعصية. ومن مفاهيم الحب في الأحاديث الشريفة أن الحب سبيل الإيمان "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه".