لا يوجد عاقل يوافق علي عودة التوتر بين الشعبين المصري والجزائري، ورغم الأحداث المؤسفة التي تعرض لها النادي الأهلي قبل وأثناء مباراته مع شبيبة القبائل في الجزائر أمس الأول، فإننا يجب أن نتعامل مع المباراة في حدودها، وفي ضوء وجود جماهير متعصبة ورواسب وبعض الاحتقان لا يزال موجودا لدي الجماهير منذ مباراتي المنتخبين في القاهرة وأم درمان في نوفمبر الماضي. لكن هذا لا يمنع الإعلام من تسليط الأضواء علي السلبيات والتجاوزات، ليس من أجل شحن الجماهير وزيادة التعصب، وإنما منعًا لتكرار الخروج عن الروح الرياضية في المقابلات الرياضية القادمة بين مصر والجزائر. وفي ضوء ذلك ينبغي التأكيد علي عدد من الأمور: 1- الاعتداء علي بعثة الأهلي قبل المبارة وتكسير الحافلة وإصابة اللاعبين حادث فردي نعم، لكن يجب علي إدارة الأهلي التقدم باحتجاج رسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم لإجراء تحقيق فيما تعرض له الأهلي من اعتداء. 2- كان تصرف رئيس نادي شبيبة القبائل ووالي ولاية تيزي أوزو محترما حينما قدما اعتذارا للأهلي عما حدث، بعكس تصرف بعض مسئولي اتحاد الكرة حين حاولوا إنكار الاعتداء علي حافلة المنتخب الجزائري مع الإشارة إلي ان رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر ذهب لنظيره الجزائري عقب الحادثة واعتذر له. 3- الأجواء في ملعب المباراة كانت عدائية جدا ولم يتوقف بعض الجماهير عن إلقاء الحجارة، ومن حق الأهلي التقدم باحتجاج للإتحاد الأفريقي مصحوبا بتقرير مراقب المباراة وشريط الفيديو الذي يثبت هذه الأحداث وعلي الاتحاد الأفريقي التصرف وفق لوائحه لأنه من غير المقبول أو المعقول أن تختفي الروح الرياضية من ملاعبنا العربية والأفريقية ويحل محلها الرعب والتهديد. 4- علي إدارة الأهلي التقدم باحتجاج شديد اللهجة للاتحاد الأفريقي أيضا علي الحكم الكونجولي كوكو، لأنه لم يكن محايدا وأسرف في حماية لاعبي الشبيبة، وتمادي في عقاب لاعبي الأهلي وإشهار البطاقات دون وجه حق، حتي أنه منح حسام غالي بطاقة ثانية وطرده من الملعب وهو كابتن الفريق حينما ذهب للحكم للاحتجاج علي تلكؤ حارس مرمي الشبيبة في لعب الكرة.. كما أن المباراة توقفت خمس دقائق كاملة عقب الهدف غير الصحيح بينما الحكم لم يمنح سوي أربع دقائق وقتا بدل ضائع فقط. 5- ليس صحيحا أن لاعبي الأهلي جروا علي حامل الراية للاعتداء عليه بعد إلغاء الهدف كما قالت الجزيرة القطرية والصحف الجزائرية، لأن من شاهد المباراة رأي أن لاعبي الأهلي جروا للاحتفال بالهدف، فاحتك بهم أمن الملعب ربما لمنعهم من التوجه نحو الجماهير الجزائرية، لكن لاعبي الأهلي والأمن تبادلوا الضرب واللكم، بينما كان أحد أعضاء الجهاز الإداري للفريق الفني الجزائري يأخذ حامل الراية "تحت باطه" ويسير به خلف المرمي متجها إلي منتصف الملعب حيث اختبأ الحكم ولم يتابع المعركة الدائرة بين الأمن واللاعبين.