رغم حالة التهدئة التي شهدها الشارع المصري والجزائري في أعقاب الاحتقان الذي ساد البلدين عقب مباراتي القاهرةوأم درمان في السودان في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، فإن الواقع يؤكد أن حالة الاحتقان مازالت قائمة، وكشفت مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري عمَّا في الصدور، وقامت قلة من مراهقي الجزائري برجم أتوبيس الأهلي بالحجارة قبل مباراة الجولة الثالثة في دوري المجموعتين بدوري أبطال أفريقيا والتي انتهت بخسارة الأهلي بهدف دون مقابل وما تبع المباراة من حجز لاعبي الأهلي في غرفة خلع الملابس لمدة ثلاث ساعات لتفريق جموع الجماهير التي ظلت تهتف ضد لاعبي الأهلي فضلاً عن خروج الصحف الجزائرية لتؤكد أن الشبيبة فاز علي منتخب مصر وليس علي فريق الأهلي، وما أعقب ذلك من تأكيدات لبعض لاعبي الأهلي استحالة دخولهم الجزائر مرة أخري وتوعد حسام البدري - المدير الفني - ومحمد ناجي «جدو» لاعبي الشبيبة في القاهرة وقيام روابط الأهلي المعروفة «بالألتراس» بتحضير الرد المناسب علي ما حدث لفريقهم في تيزي أوزو. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل تصعيد الأهلي وجماهيره ضد الفريق الجزائري يصب في مصلحته؟ الإجابة بالطبع ستكون بلا لأن الأهلي من الممكن ذهابه لتيزي أوزو مرة أخري في غضون شهرين ونصف الشهر منذ الآن وبالتحديد في مباراة النهائي، لأن الحسابات تميل لمصلحة شبيبة القبائل والأهلي للصعود للدور قبل النهائي فالشبيبة يحتاج لثلاث نقاط فقط لإعلان صعوده والأهلي يتبقي له ثلاث مباريات كلها سيلعبها في مصر، وفي حالة صعودهما معاً للدور قبل النهائي فمن الممكن فوزهما معاً للصعود للمباراة النهائية وعندها هل من الممكن أن يعتذر بعض لاعبي الأهلي أمثال أحمد حسن - كابتن المنتخب الوطني - من الذهاب للجزائر لأداء مباراة الذهاب؟ وكيف سيكون تعامل حسام البدري ومحمد ناجي «جدو» مع الجزائريين بعد التصريحات النارية التي خرجت منهما بعد المباراة. وحتي في حالة صعود الأهلي وشبيبة القبائل للمباراة النهائية فيجب عدم التصعيد ضد الفريق الجزائري لأن الإسماعيلي سيذهب لتيزي أوزو في الجولة الخامسة من منافسات دوري المجموعتين، وقد يقول البعض إن الأهلي سيصعد الأمر ضد الشبيبة علي الرغم من ذهاب الإسماعيلي. والواقع يؤكد أن الأجواء بين القاهرةوالجزائر مشحونة ولا يجب سكب الزيت علي النار لأن مشاركة الأهلي في البطولات الأفريقية لن تكون الأخيرة وإذا لم يحدث هذا في البطولة الحالية فمن الممكن مشاهدة الأهلي والزمالك والإسماعيلي وحرس الحدود في البطولات المقبلة. يجب علي إدارة الأهلي التي لم تستطع معالجة الموضوع والأزمة بالشكل المناسب التعلم من أخطائهما والعمل علي رأب الصدع بين جماهير الناديين وعدم زيادة الاحتقان بين الناديين، خاصة أن الفريق الجزائري سيأتي للقاهرة بعد أسبوعين لأداء مباراة العودة في الجولة الرابعة وليس في مصلحة الأهلي معاملة الجزائريين بالمثل لأن الواقع أكد أن الجزائريين أشطر من المصريين في التعامل مع الأزمات، بل والخروج منها بعدة مكاسب ولنا فيما حدث مع المنتخب الوطني أبلغ دليل. يجب علي الأهلي إدارة وجماهير ولاعبون تهدئة الأوضاع حتي يتمكن الفريق من تحقيق الفوز علي الشبيبة في نهاية الشهر الجاري. وياليت حسام البدري ولاعبيه يتعلمون من حسن شحاتة ورجاله عقب أحداث أم درمان فلم يخرج شحاتة ورجاله ليؤكد أنهم سينتقمون من الجزائر في أنجولا، ولكنهم تركوا التصريحات وركزوا في الكرة فكان الفوز بالأربعة خير رد علي منتخب بلد المليون ونصف المليون شهيد.