كانت الحلقة الأولي من مسلسل دور الثمانية من بطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب أفريقيا علي موعد مع الاحداث الدرامية والاعترافات النارية.. بعدما نجح الهولنديون في الاطاحة بالبرازيل في أقوي مفاجآت البطولة بينما أهدت ركلات الترجيح بطاقة الصعود للمربع الذهبي إلي الأوروجواي علي حساب نجوم غانا غير الموفقين. الفاشل أبرز الاعترافات كانت من نصيب مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونجا عندما أقر بفشله في قيادة فريقه الي تحقيق الهدف الرئيسي المتمثلف في إحراز لقب كأس العالم أثر الخسارة أمام هولندا 12 في بورت اليزابيث. وقال دونجا: «لسوء الحظ لم نستطع تحقيق هدفنا الأكبر الذي جئنا من أجله بالحصول علي كأس العالم.. اعترف بكل صراحة بأنني فشلت في المهمة»، وأضاف دونجا الذي تعرض لانتقادات كثيرة لغياب اللمسة الجمالية عن أداء السليساو حققنا نتائج جيدة في السنوات الاربع الاخيرة.. عندما تدخل الي غرفة خلع الملابس تري ما عليه اللاعبون الآن. وأعرب دونجا 46 سنة الذي كان يمني النفس بأن يكون ثالث من حصل علي اللقب لاعبا ومدربا بعد مواطنه ماريو زاجالو والألماني فرانك بيكنباور عن شعوره بالفخر للعمل مع هؤلاء اللاعبين. وبلغت هولندا الدور نصف النهائي للمرة الاولي منذ 12 عاما عندما قلبت تخلفها أمام البرازيل إلي فوز 1/2 . شاهدنا جميعا الدراما المجنونة التي حدثت في الثواني الاخيرة من الوقت الاضافي بين الأوروجواي وغانا فقد خرج لويس سواريز مطرودا بعد أن تصدي للكرة بيده علي خط المرمي.. خرج باكيا وجماهير الأوروجواي لسان حالها يقول إنه كان عليك يا سواريز إبعاد الكرة بالرأس ليس باليد وقد ارتكبت جريمة بحقنا. تقدم جيان أسامواه وسدد فارتطمت الكرة بالعارضة ليصبح سواريز بلحظة بطلا أنقذ الاوروجواي من الخسارة، أصبح مناضلا في تلك اللحظة.. حتي إن اللاعب نفسه تحول من حالة البكاء الشديد التي انتابته بعد الطرد الي حالة من الفرحة الهيستيرية في مشهد سيبقي خالدا في أذهان عشاق الساحرة المستديرة. صراحة وليس دفاعا عن المخالفات في كرة القدم، إنه كان لدي سواريز خياران فقط الاول هو الخسارة والثاني هو إبقاء شيء من الامل وتدمير حظوظه كشخص باللعب في نصف النهائي.. ونعتقد أن كل لاعب في هذا العالم كان سيقوم بنفس الشيء فالحظ هو من جعل سواريز يقف في ذلك المكان في تلك اللحظة وليس لاعبا آخر. المنحوس أما لقب المنحوس فكان من نصيب لاعب غانا أسامواه جيان عندما اغتال أحلام الكرة الافريقية وفوت علي منتخب غانا تحقيق انجاز أفريقي فريد عندما أضاع ضربة جزاء في نهاية الوقت الاضافي من مباراته مع أوروجواي. وإذا أحرز جيان ضربة الجزاء كانت غانا ستصبح أول منتخب أفريقي يصل إلي قبل النهائي في بطولات كأس العالم التي تقام حاليا لأول مرة في القارة السمراء. وعندما فاز منتخب غانا علي الولاياتالمتحدة في دور ال16 في البطولة الحالية أصبح ثالث فريق أفريقي يصل لهذا الانجاز بعد الكاميرون «في مونديال 1990 بإيطاليا» والسنغال «في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان». وكان المنتخب الغاني «النجوم السوداء» هو الوحيد من بين المنتخبات الافريقية الستة التي شاركت في مونديال 2010 الذي شق طريقه الي الدور الثاني «دور الستة عشر» للبطولة لينقذ سمعة الكرة الافريقية في البطولة الحالية.