أصدرت قيادة جماعة الإخوان المحظورة تعليمات لنوابها ال 86 في المجلس بالاستعداد للترشح في انتخابات مجلس الشعب للدورة المقبلة، رغم ما حملته تقارير "رفع الواقع" التي طلبتها الجماعة من عناصرها في المحافظات حول أدائهم من انتقادات وملاحظات سلبية، وقال النائب عبد الفتاح حسن نائب شبرا الخيمة السابق إنهم تلقوا تعليمات بالاستعداد لخوض التجربة مجددا باعتبارهم الأكثر خبرة وتدريبا، واستدرك قائلا إن بعض النواب الذين تري عناصر الجماعة فيهم ضعفا سيتلقون تعليمات أخري بتدريب بدائل لهم في دوائرهم، إضافة إلي اعتزام الجماعة ترشيح وجوه جديدة. رغم الحراك الذي أحدثه وجود 88 معارضا ينتمون إلي جماعة دينية داخل المجلس، فإن هذا التفاعل خرج عن مساره في كثير من الأحيان، بحسب أحد قيادات الإخوان رفض ذكر اسمه، إذ خالف النواب الإخوان تعليمات قيادات الجماعة المتتالية لهم بعد التعبير عن رأيهم بانفعال خصوصاً بعد أزمة رفع الحذاء تحت القبة من جانب النائب أشرف بدر الدين ووقائع الشتائم المتبادلة مع نواب الحزب الوطني. سلبيات الوجود الإخواني المكثف تحت القبة كما يرصدها محمد السروجي عضو اللجنة السياسية بالجماعة يمكن تلخيصها في عدم قدرة النواب طوال خمس سنوات - هي مدة الدورة البرلمانية - علي تبني مشروع قومي يحشدون حوله الشارع أو النخب بل جاء العديد من مواقفهم من باب تسجيل موقف، كما أن قيام الإخوان بدور البديل للحزب الحاكم زاد حالة "الفوبيا" لدي النخب من الجماعة، كما أسفر عن تعرض الإخوان لضغوط أمنية كبيرة تمثلت في اعتقال الآلاف، ومحاكمة عسكرية لعدد من قيادات الجماعة. السروجي يتحدث عن تواضع الأداء الخارجي "الدولي"، ويقول: كان من الممكن توظيف أفضل مع البرلمانات والمحافل ومراكز الدراسات والبحوث الدولية، كما ينتقد تواضع التسويق الإعلامي لعمل النواب داخل الجماعة، ما جعل الإخوان أنفسهم يطرحون أسئلة الخصوم . يتطرق القيادي الإخواني المجمدة عضويته في مجلس شوري الجماعة سيد عبد الستار المليجي إلي نقطة أخري هي أن الدور الذي قام به النواب في المجلس لم يكن مريحا للدولة وبالتالي زاد الفجوة بين الجماعة والسلطة بما أضر بمصلحة الجميع، وينتقد المليجي عدم قدرة النواب الإخوان علي كسب تأييد أي من نواب الوطني ولو مرحليا وفي قضايا بعينها، فكان همهم الأساسي إحراج الحكومة لا حل المشكلات التي يعانيها البلد. صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة قال إن أداء النواب الإخوان كشف عدم خبرتهم بالعمل البرلماني وعدم حرصهم علي اكتساب هذه الخبرة مع الخلط بين العمل البرلماني والعمل الخطابي والدعوي، مشيرا إلي أنهم أفرطوا في استخدام الوسائل الرقابية دون الإعداد الجيد لها كما أنهم انشغلوا بأمور هامشية هدفها المعارضة من أجل المعارضة. نبيل زكي الأمين العام المساعد لحزب التجمع لفت إلي أن النواب الإخوان صبوا اهتمامهم علي محاربة الإبداع وجاء ذلك علي حساب قضايا أخري أهم، إلي جانب تقديمهم مصالح الجماعة علي مصالح الوطن والناخبين الذين وصلوا بأصواتهم إلي المجلس