لم تشهد الدورات البرلمانية لمجلس الشعب أي تأثير أو فاعلية موضوعية لنواب جماعة الإخوان رغم تواجدهم غير المسبوق ب88 مقعداً واكتفي نواب الجماعة بالمواقف التي تسلط مزيداً من الأضواء وتحقق التواجد الإعلامي لهم دون أي مشاركة حقيقية فعلية فيما هو مطروح من نقاش. اللافت أن بعض نواب الجماعة اشتكوا لمكتب الارشاد من تصدر مجموعة معينة من النواب الظهور في وسائل الإعلام وتناسوا تقديم أي خدمات لأبناء دوائرهم للحد الذي وصل إلي رفع المكاتب الإدارية في المحافظات تقارير لمكتب الارشاد تؤكد ضعف تواجد النواب وافتقادهم للخبرة للحد الذي ردت عليه الجماعة بدورات تدريبية بمقر الكتلة لرفع أدائهم البرلماني. أثبتت التجربة الأخيرة للإخوان في المجلس طرح الجماعة عناصر غير مؤهلين علميا وسياسياً لتمثيل شرائح عريضة من المواطنين في البرلمان وذلك أنها تعتمد فقط علي معايير تنظيمية داخلية تضمن استمرار ولاء وعطاء النائب للجماعة. وفي إطار الاعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة أجرت مكاتب المحافظات استفتاءات حول أداء النواب بدوائر القاهرةوالجيزة والإسكندرية والمنوفية وجاءت الشهادة الداخلية لتؤكد تراجع شعبية النواب والجماعة لعدم تقديمهم خدمات حقيقية لأبناء هذه الدوائر مما دعا مكتب الارشاد إلي توجيه اللوم إلي العديد من النواب. وقبل بداية الدورة البرلمانية الحالية تلقت الجماعة عدة تقارير سرية عن أداء نوابها في بعض الدوائر التي شهدت غياباً كاملاً لنواب المحظورة مثل الساحل والسيدة زينب التي لم يقدم النائب الاخواني بها حامد مصطفي سوي طلب إحاطة حول سبب إلغاء مولد السيدة زينب في مقابل تواجد ونشاط مكثف لرئيس المجلس د.أحمد فتحي سرور بهذه الدائرة في حين يكتفي نائب قسم أول الجيزة عزت مصطفي بإلقاء خطب الجمعة فقط. المثير أن الكتلة البرلمانية للجماعة المحظورة حاولت مواجهة ذلك القصور والضعف بتنظيم دورات تدريبية من متخصصين للنواب حول آلية إدارة الازمات والتركيز علي قضايا محددة لطرحها في الدوائر وداخل المجلس بعد أن تورط بعض النواب في تجاوزات اساءت لهم داخل المجلس مثل رفع النائبين أشرف بدر الدين وعلي لبن الجزمة أثناء مناقشات المجلس في تصرف لا يليق بنواب البرلمان. نجاد البرعي الناشط الحقوقي ومدير جماعة تنمية الديمقراطية اعتبر أداء النواب الضعيف خلال الدورة البرلمانية بأنه ظلامي وشكل أسوأ هجوم علي حرية الفن والابداع في تاريخ مصر، خاصة أنهم لايعرفون شيئا عن الدولة المدنية ودورهم تحول لخطباء في المساجد بدلا من مهامهم البرلمانية والخدمية. ورفض د.نبيل زكي أمين الشئون السياسية بحزب التجمع الاداء غير المرضي لنواب الإخوان لاهتمامهم بالقضايا الثانوية بالشكل الذي جعلهم معرقلين للعديد من مشروعات القوانين تحت دعوي الدفاع عن التقاليد وهم في حقيقة الأمر يحرفون القضايا الحيوية التي تهم غالبية الشعب داعيا نواب المحظورة إلي الانسحاب من المجلس ومحاولة أولا إيجاد صيغة لبرنامج سياسي اقتصادي يتفق مع مصالح الجماهير بعيدا عن دعوات التكفير.