عقد أمس وزير الإعلام أنس الفقي مؤتمرا صحفيا لإعلان المبادئ العامة التي يلتزم بها الإعلام خلال موسم الانتخابات الذي بدأ أمس بانطلاق الحملة الانتخابية للتجديد النصفي لمجلس الشوري، تليها انتخابات مجلس الشعب، وصولا إلي نهاية المشهد الانتخابي الحالي باختيار رئيس الجمهورية العام القادم. وأكد الوزير خلال المؤتمر الصحفي عددًا من المبادئ يلتزم بها الإعلام الرسمي، وإن كنت أفضل تسميته بالإعلام القومي، باعتباره إعلام كل المواطنين الذين يمولونه من ضرائبهم، وفي حين أكد الوزير التزام الإعلام القومي الحياد بين كل الأحزاب والمرشحين في انتخابات الشوري، فإنه أكد ثقته في التزام الفضائيات الخاصة الحياد في التغطية الانتخابية. وكل ما نتمناه هو هذا الحياد من التليفزيونات والصحف الخاصة والقومية علي السواء، حتي نشاهد عملية انتخابية تتسم بالحياد والشفافية والنزاهة ويلعب فيها الإعلام أكثر من دور، الأول هو التعريف ببرامج الأحزاب والمرشحين وترسيخ التجربة الحزبية، والثاني هو حث المواطنين علي المشاركة، لأنه من غير المعقول أو المقبول ألا تزيد نسبة المشاركة في أي انتخابات عامة علي 25% فقط من المقيدين بجداول الانتخابات.وبعيدا عن التليفزيون القومي أتصور أن حياد الإعلام الخاص بصحافته وتليفزيونه، هو أمر لا بد منه، ورهان علي المهنية يجب ألا نخسره، وهناك فارق كبير بين المهنية والرأي السياسي، لذلك أتصور أن علي القنوات والصحف الخاصة التزام الحيدة الكاملة بين التيارات السياسية المختلفة في برامجها وتغطياتها الصحفية، دون الجور علي حق الصحيفة والقناة في إعلان الموقف السياسي إن وجد. وإذا كان الإعلام القومي عليه قيود تفرض عليه عدم الانحياز لأي مرشح او حزب، فإن الإعلام الخاص يمكنه إعلان ذلك عبر الرأي السياسي وليس التوجيه المباشر أو غير المباشر في البرامج والموضوعات الصحفية. علي سبيل المثال نشاهد الصحف الأمريكية والبريطانية الخاصة في الحملات الانتخابية تلتزم بتغطية أنشطة وبرامج المرشحين والأحزاب، علي حد سواء، ثم تكتب الصحيفة افتتاحيتها قبل الانتخابات بيوم أو يومين تعلن فيها دعمها لمرشح بعينه، مشفوعة بأسباب دعمها لهذا المرشح، وتفضيله علي الآخرين. هذا ما نريده من إعلامنا الخاص، أن يكون وطنيا ومهنيا، يساعد في تحقيق الأهداف الرئيسية والمهمة من جراء أي انتخابات تشريعية، وهي مشاركة واسعة للمواطنين، وحسن الاختيار، والوصول إلي مجالس منتخبة تعبر عن الشعب تعبيرا حقيقيا وأمينا ودقيقا.