لم تترك انتخابات الشوري الناصري دون أن تحدث أزمة داخل الحزب ،إذ تسببت في استقالة محسن عطية أمين التنظيم من موقعه وذلك عقب تقدمه بأوراق ترشيحه دون استطلاع رأي الحزب في دائرة الأزبكية رغم أنها ليست دائرته الحقيقية حيث ينتمي لدائرة منشية ناصر والجمالية. وكانت قيادات حزبية قد انتقدت تجاهله لرأي مؤسسات الحزب وتخطيها بتقديم أوراق ترشيحه دون استطلاع رأيهم وفي الوقت الذي طالب فيه البعض بإحالته للجنة الانضباط لمخالفته وتجاهله رأي مؤسسات حزبه بينما طالب آخرون باعتباره مرشح الحزب. وطالب د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بعدم اعتباره مرشحا للحزب لأنه كسر القواعد التنظيمية رغم أنه أمين التنظيم وأضاف: هذا يطرح علامات استفهام خاصة وأنه سيخوض الانتخابات بالباراشوت في دائرة بعيدة عن دائرته مطالبا بإحالته للجنة الانضباط الحزبية . وفضل أحمد عبدالحفيظ الأمين المساعد اعتباره مرشحا للحزب والاكتفاء بتقديم استقالته خاصة وأنه برر مشاركته في الانتخابات بأن أهالي الدائرة طالبوه بالترشح ويمكن التحقق من ذلك واعتباره مرشحا للناصري.. ومشكلته فقط أنه لم يخبر مؤسسات الحزب ولو كان أخبرها لوافقت ورفض تبادل الاتهامات بالعمالة للدولة واصفًا هذا الأمر بالحالة المرضية. وبحسب معلومات حصلت عليها «روزاليوسف» سيقوم المكتب السياسي الطارئ المقرر عقده اليوم الاثنين بمناقشة الموضوع تمهيدًا لعرض الأمر علي الأمانة العامة التي من المفترض أن تختار شخصا آخر لموقع أمانة التنظيم وعلمت «روزاليوسف» أن هناك خلافات حول اعتباره مرشحا للحزب وكذلك إحالته للانضباط وذلك قبل انعقاد المكتب حيث طالب البعض بالاكتفاء بالاستقالة، وكان في مقدمتهم سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب. واقترحت قيادات إرجاء الأمر لحين انتهاء معركة الشوري خاصة وأنه في حالة الفوز سيعود مجددًا لأي من مواقع الحزب التنظيمية وفقا لما نصت عليه اللائحة. وقال محسن عطية أمين تنظيم الحزب: «لم أخالف الالتزام الحزبي لأن الأمانة العامة اتخذت قرارا بخوض الانتخابات وعدم مقاطعتها والتأخر في اتخاذ قرار خوض الانتخابات كان يرجع لأنني كنت أدرس قرار خوض الانتخابات من عدمه عندما استطلعت الآراء وجدت من المناسب أن أخوض المعركة الانتخابية لأن المؤشرات كانت ايجابية ولا يجوز لحزب سياسي أن يتخلف عن الانتخابات العامة لأي أسباب ورغم تأكيد قيادات بالحزب أنه تقدم باستقالة من موقع أمين التنظيم نفي ذلك مؤكدًا أنه طلب فقط التفرغ خلال فترة الانتخابات المقبلة مشددًا علي أنه لن يترك الحزب خلال الفترة الحالية أو حتي بعد الانتخابات وأضاف عشت ناصريا وسأظل ناصريا والسياسة عمل تطوعي. وقال د. محمد أبوالعلا عضو المكتب السياسي أمين القاهرة: لا خلاف حول قرار الأمانة العامة بخوض الانتخابات وأمين التنظيم اراد التفرغ للانتخابات وهذه أمور تشغله ولو سحب الاستقالة قبل الموافقة عليها سيعود لأمانة التنظيم. وفي إطار تداعيات الأزمة عقد عدد من قيادات الحزب اجتماعا في مقر لجنة مدينة نصر لبحث امكانية رأب الصدع وإنقاذ الناصري من تداعيات خطيرة قد تؤثر علي أوضاعه التنظيمية خاصة في ظل الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقالت مصادر بالحزب إن الاجتماع شهد هجوما شديدا علي أوضاع الحزب وسط مطالبات من بعض الحاضرين بالتحقيق في الموضوع مع الأمين العام للحزب وكذلك مع أمين التنظيم وقادت هذا الرأي نشوي الديب أمين الشئون العربية - وذلك وفقا للمصادر - وذلك في حالة ثبوت تعامل أي من الاثنين مع جهات أخري بعيدة عن الحزب وقبولها عروضا للترشيح باسم الحزب في إطار صفقات. واعتبرت المصادر أن هذه الزوبعة الداخلية سوف تثير كثيرا من المشاكل داخل الناصري خلال الأيام المقبلة، فيما يتجه الحزب خلال اجتماع المكتب السياسي اليوم إلي اسناد منصب أمين التنظيم السابق، حيث أصدر أحمد حسن توصية للمكتب السياسي بذلك وهناك اتجاه كبير للاتفاق علي هذا الترشيح. وعبر أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري عن الأزمة قائلا: فوجئت بموقف أمين التنظيم الذي قرر خوض انتخابات الشوري دون علم الحزب ولا الأمين العام، موضحا أن عطية كسر القواعد التنظيمية المتفق عليها من الحزب. وأضاف حسن أنه طلب من عطية التراجع عن الترشيح أو تقديم استقالته إلا أنه فضل تقديم استقالته من الحزب، مشيرا إلي اجتماع المكتب السياسي اليوم الاثنين من أجل تحديد مصيره من جانب الحزب، وأضاف حسن أن محسن عطية كان يحضر نفسه لخوض انتخابات الشعب بدائرة الجمالية ومنشية ناصر لكنه فاجأ الجميع بالترشيح في انتخابات الشوري. واتفق معه ماجدي البسيوني أمين الإعلام وخاصة أن المكتب السياسي اجتمع قبل غلق باب الترشيح في الانتخابات بيوم واحد مما يؤكد أن الفرصة كانت أمامه لإخبار المكتب السياسي والحصول علي الموافقة، وأضاف أن الدائرة التي سيخوض بها عطية الانتخابات لم يخض فيها الناصري أي انتخابات مسبقا.