انتعشت حركة البيع والشراء في سوق العقارات مع قدوم فصل الصيف الذي يعيد الحياة للتسوق متزامنًا مع زيادة حركة البناء واقبال العرب المعتاد لقضاء اجازات الصيف وكذلك عودة المصريين العاملين بالخارج. حركة البيع ارتفعت بنحو 25% بعد حالة من الركود اصابت الأسواق في أعقاب الأزمة المالية العالمية.. قاد نشاط حركة البيع قدوم السودانيين الذين يجدون في مصر ملاذًا آمنًا من ويلات الحروب في بلادهم حيث يتسابقون علي شراء عقارات في مصر تمكنهم من العيش بأمان عند اندلاع الحروب هناك وهو ما يمثل مفاجأة في سوق العقارات المصرية. وشهدت السوق اتجاها نحو الاقبال علي شراء المساحات الصغيرة سواء الشقق أو الفيللات بغض النظر عن القدرة الشرائية مع اقتناع البعض بجدوي نظام التمويل العقاري. كما ظهر اقبال من جانب الغالبية علي تفضيل السكن في التجمعات السكنية «الكمبوند» هربًا من الزحام والضوضاء وبحثًا عن الهدوء والاستقرار، فيما ركزت الشريحة الأعظم علي الاسكان المتوسط وفوق المتوسط. ومازال هناك اقبال طفيف علي الاسكان الفاخر للمساحات التي تتراوح بين 120 - 160 متراً، إلي جانب المساحات الصغيرة في المناطق الراقية أو في المدن الجديدة وتلاشي الاقبال علي الفيللات الكبيرة التي تتعدي أسعارها 3 - 7 ملايين جنيه فيما يتزايد الاقبال علي التاون هاوس والتي تراجعت أسعارها لتتراوح بين 900 ألف ومليون جنيه. وهناك اتجاه من العملاء لاستلام الوحدات سواء شققا أو فيللات غير مشطبة رغبة منهم في تشطيبها وفقًا لاذواقهم أو رغبة من البعض لخفض التكلفة والاستفادة بفارق الأسعار. يتزامن ذلك مع اتجاه المستثمر بين المطورين العقاريين علي تقديم عروض تخفيضات وصلت ل 15% لجذب العملاء والمشترين. الطبقة المتوسطة ويقول الخبير العقاري محمد أبو السعود أن الطلب شديد علي الشقق التي تتراوح مساحتها ما بين 90 - 125 متر، لأنها تلبي حاجات الطبقة المتوسطة من الشباب فيما اصبح الطلب علي الاسكان الفاخر بسيطًا وخاصة الفيللات الكبيرة والتي تتعدي أسعارها 3 و 4 ملايين جنيه لتصل في بعض الأحيان إلي 10 ملايين جنيه، مشيرًا إلي أن «التاون هاوس» والتي تتراوح أسعارها ما بين 900 ألف ومليون جنيه فالطلب كبير. ويرجع الاقبال علي الشقق ذات المساحات الصغيرة واعادة النظر في الاسكان الفاخر بالمساحات الكبيرة إلي الرغبة في البحث عن الهدوء والبعد عن الضوضاء وستكون مما يدفع الشباب والآباء الذين زوجوا أبناءهم إلي السكن بعيدًا عن العاصمة في المدن الجديدة داخل «الكمبوند» نظرًا لتوافر الخدمات الضرورية للحياة اليومية وأسلوب الحياة السهلة البسيطة. السودانيون ويشير أحمد عبد الوارث «سمسار» إلي أن قدوم العرب وخاصة السودانيين مع دخول فصل الصيف لقضاء الاجازات ساهم في انتعاش حركة البيع والشراء بعد الركود الذي شهدته خلال الفترة الأخيرة في أعقاب الأزمة المالية العالمية، موضحًا أن هناك اقبالاً غير محدود من جانب السودانيين لشراء العقارات في مصر بهدف توفير ملاذ آخر لهم في حالة نشوب حرب داخل السودان. ويوضح «عبد الوارث» أن قدوم العرب ونزول المصريين العاملين في الخارج ساهم في تنشيط حركة المبيعات بنحو 25% وأن ذلك تزامن مع قيام المستثمرين وأصحاب العقارات بعمل تخفيضات وصلت إلي 15% علي العقارات بهدف تنشيط السوق. التشطيب والخضرة ويؤكد الخبير العقاري سعدان أبو رحاب أن هناك اتجاهًا من المطورين العقاريين نحو توفير المساحات الخضراء والبناء علي 19% من مساحة الأرض بدلاً من 25% نظرًا لتفضيل المشترين للوحدات المحاطة بالخضرة باعتباره فكرا موجودا وبدأ يتنامي في الفترة الأخيرة. ويشير «أبو رحاب» إلي توسع المطورين العقاريين نحو اقامة شقق مساحات 120 - 137 مترا نظرًا لاقبال المشترين عليها، موضحًا أن الكثير من المشترين يفضلون عدم تشطيب أو ثلث تشطيب بهدف تشطيبها وفقا لمزاجهم أو رغبة من البعض في تناسب التشطيب مع قدراتهم المالية. ويوضح علي عبد المؤمن «خبير عقاري» أن هناك اقبالاً متزايدًا من جانب المشترين نحو شراء الشقق المتوسطة وفوق المتوسطة التي تتراوح مساحتها بين 140 - 220 مترا مشيرًا إلي أنه فيما يتعلق بفيللات التوين المتصلة فمازال الطلب عليها ضعيفًا وهي الفيللات التي تتراوح مساحتها بين 260 و 280 مترا وتتراوح اسعارها بين 2 و 2.5 مليون جنيه حيث تفضله الأعمار من 30 : 40 عامًا ويعمل معظمهم في البنوك والشركات الخاصة. السعر والتقسيط ويشير حسن عبد المولي - خبير عقاري - إلي أن سعر الوحدات والفيللات يحددها العرض والطلب والمنطقة الموجود بها العقار ومستوي التشطيب، موضحًا إلي أن اتجاه الشركات إلي تقسيط ثمن الوحدات وادخالها ضمن التمويل العقاري ساهم في تنشيط حركة المبيعات بالسوق وخاصة مع سماح بعض الشركات علي تقسيط أسعار الوحدات لمدد تتراوح بين 4 - 6 سنوات.