أشهر الصيف الحارة ألهبت أسعار المواد الغذائية واصبحت باردة نسبيا في تداولات السوق العقارية والسيارات وتجارة الأخشاب والأدوات المنزلية والملابس الجاهزة فالسوق "مريح شوية" بحسب تعبير التجار، وقد قامت العالم اليوم "الأسبوعي" بجولة الوصول إلي أسباب هذا الركود وقد يؤثر هذا الارتفاع علي النفقات بصفة عامة وعلي ما ينفق علي الترفيه بصفة خاصة، والسؤال الآن هل يؤثر الركود علي اختيار رجال الأعمال لأماكن قضاء اجازاتهم؟ محمد فرج عامر رئيس شركة فرجللو للمواد الغذائية ورئيس جمعية المستثمرين في برج العرب يؤكد ظهور بوادر ركود في الأسواق موضحا أن معدلات التصدير إلي أوروبا وافريقيا والدول العربية انخفضت بنسبة 20% بتأثير الأزمات الاقتصادية العالمية، بالاضافة إلي أزمة اليونان وان كان انخفاض سعر اليورو في مصلحة الصناعة لانخفاض أسعار الآلات والمواد الخام، وقدوم موسم اجازات أصحاب الأعمال فإنه ليس له أدني تأثير علي حركة مبيعات الشركات وان حدث فهو سوء ادارة وان كان من المتوقع انتعاش أسواق المواد الغذائية وخاصة العصائر ومصنعات اللحوم مع بداية شهر رمضان لزيادة الطلب عليها. أما عن الاجازة الصيفية كما يقول عامر فسوف أسافر إلي أمريكا وأعود لقضاء رمضان بالقاهرة، ثم أذهب إلي المملكة السعودية لقضاء العمرة في الأيام الأواخر من رمضان. السوق العقاري المهندس أيوب عدلي أيوب رئيس مجلس ادارة شركة رامكو للعقارات يؤكد تأثر حركة مبيعات الفيللات والشاليهات المصيفية للمصريين بشكل واضح نظرا لقصر فصل الصيف هذا العام، ولم تتأثر بالنسبة للأجانب الذين يعتبرون فصل الصيف موسما للشراء، أما داخل القاهرة فحركة بيع العقارات تعتبر افضل من مبيعات 2009 ولكنها لم تصل إلي نسبة المبيعات العالية التي وصلت إليها منذ سنتين. أما عن اجازة الصيف فيؤكد أيوب أنه سيقضيها في مكتبه بالقاهرة لكثرة ضغوط العمل، فالشركة تقوم بتنفيذ مشروع بناء فندق بالساحل الشمالي ولا يسافر إلي الخارج إلا خلال الأعياد الرسمية فقط التي تغلق فيها جميع المصالح في الجمهورية لعدة أيام. ارتفاع أسعار الأخشاب بنسبة 20% محسن التاجوري النائب الأول لشعبة مستوردي وتجار الأخشاب ورئيس شركة التاجوري للأخشاب يؤكد أن الأزمة الاقتصادية نالت من قطاع الاخشاب فقد انخفضت أسهم الشركات الأجنبية المنتجة للأخشاب في البورصات العالمية مما أدي إلي تقلص حجم العمالة، وانخفاض الكميات المعروضة في الأسواق. وقال نحن نستورد الأخشاب بالدولار الذي ارتفع سعره وأدي إلي زيادة الأسعار بنسبة تتراوح بين 15 - 20% فالخشب السويدي ارتفع من 1800 جنيه للمتر إلي 2200 جنيه للمتر، والخشب البياض ارتفع من 1100 - 1200 جنيه للمتر إلي 1500 - 1600 جنيه للمتر، بالرغم من أن سوق الاخشاب متوقف تماما فالتوزيع قليل جد نتيجة لتعقيدات قوانين البناء الجديدة، والقرارات المتخبطة التي تصدر من الوزارات أثرت بشكل سلبي علي نشاط سوق العقارات، مما أدي إلي ضعف الطلب علي الاخشاب، التي تمثل ثلث نسبة مواد البناء من شدات خرسانية. وفي الماضي كان موسم بيع الفاكهة والقطن في الصيف موسما للزواج وتجهيز العرائس، ورواجا لخشب الأثاث والشبابيك والأبواب ولكن في الوقت الحالي وبحسب التعبير التاجوري "الجنيه هربان من جيوب الناس". ويتمني لو اسهمت البنوك في إحداث حالة رواج بفتح اعتمادات مستندية ولو بنسبة 30 - 50% والدخول كشريك للمستثمرين بدلا من تكدس الأموال في البنوك كما يرجو تمثيل شعبة الأخشاب في مجلس ادارة الغرف التجارية فهي شعبة علي حد قوله "شغالة وحيوية". ويفضل التاجوري قضاء اجازة الصيف في مارينا العلمين وقضاء شهر رمضان بالقاهرة، فالسفر إلي الخارج غير وارد علي الاطلاق في ظل ظروف الكساد الحالية.
