أغنية آه يا غالية تمس أوتار القلوب والمشاعر بصدمة عاطفية صادقة لأنها تعبر عن إحساس المصريين في لحظات فارقة من عمر الزمن، هذه الأغنية التي تألق في غنائها هشام عباس لم تكن معدة سلفاً أو سابقة التجهيز وإنما لها قصة، حيث تلتحم فيها المشاعر الوطنية بكل ما هو أصيل ونبيل، فبعد مباراة مصر والجزائر في أم درمان وأحداث الاعتداءات علي الجماهير المصرية لم يكن سهلاً أن يتجاوز الملحن عزيز الشافعي هذا الموقف، فقد ظلت جفونه بعيدة عن الراحة ولم يغازلها النوم ولم يهدأ له بال حتي كتب كلمات أغنية آه يا غالية ولحنها وقام بتسجيلها علي الموبايل وظل يسمعها عدة مرات ويبكي بكاء حاراً، فقد فجرت الكلمات واللحن ما لديه من أحزان، لكن ما أخرجه من هذه الحالة هو اتصال هشام عباس به من الإسكندرية، فقد كان مرتبطاً بإحياء حفلة هناك، وتطرق حديثهما عبر الهاتف إلي حالة الضيق التي سيطرت علي الملحن والتي التقت مع ضيق هشام عباس وقلقه أيضا إلا أن الملحن عزيز الشافعي أسمعه لحن وكلمات الأغنية التي حرمته النوم، وساعتها شعر هشام عباس أنه وجد الأغنية التي يبحث عنها، فعاد علي الفور من الإسكندرية ودخلا إلي الاستوديو مع المهندس هاني محروس وتم تسجيل الغنوة التي فرضت نفسها في الأيام الأخيرة، وهي أول غنوة وطنية يتم إطلاقها بعد مباراة كرة قدم لم يكسبها المنتخب المصري، أما هذه الأغنية فهي تحمل اعتذاراً رسمياً لمصر عما يمكن أن يكون قد أغضبها وعكر صفوها ومن خلال إطلالة سريعة علي كلمات الأغنية نجد أنها تمثل وحدة شعورية كاملة من بدايتها إلي نهايتها يتناغم فيها اللحن مع دفء الكلمات، وقد أضفي صوت هشام عباس علي الأغنية نوعاً من الشجن وتقول كلمات الأغنية: اللي يغلط في البلد دي واللي مش عارف قيمتها.. يبقي مش عارف تاريخه.. يبقي مابيقراش تاريخها.. يسأل اللي قبله كان مصر عملت إيه عاشنو.. ولا كل التضحيات دلوقت هانو: آه أخويا وابن عمي.. بس بلدي مصر أمي.. يعني عندي أغلي من العالم بحالو. آه يا غالية.. آه يا غالية يا حبيبتي.. يا بلدي رايتك برضه عالية.. ماتزعليش يا مصر حقك علي.