مع بدء الدراسة تدعي الحكومة أنها قد اتخذت جميع الإجراءات المالية والإدارية والفنية والصحية والإعلامية.. إلخ، لمواجهة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير بين الطلاب.. ومن هذه الإجراءات بث المواد التعليمية تليفزيونيا من خلال أربع قنوات تليفزيونية للتعليم ما قبل الجامعي بالإضافة إلي قناة التعليم العالي. وقد أبدت اللجنة البرلمانية الطارئة المشتركة من التعليم والصحة بمجلس الشعب انتقادات لاذعة لوزراء الإعلام والصحة لتخلي الأولي عن دورها المنوطة به في التنويه عن إجراءات الوقاية وطمأنة الناس والثانية بسبب سوء أحوال مستشفيات الحميات التي قام وزير الصحة بتخفيض عددها بنسبة كبيرة. وعلي الرغم مما تقوله الحكومة في الحملة الإعلامية، إلا أنني أري أن إجراءات المقاومة مليئة بالثغرات والعورات!.. ومن تلك الثغرات ما يلي: ما هو مصير التعليم المفتوح بأعداده الغفيرة؟، هل تستطيع الجامعات حاليا تخفيض أعداد المقيدين فيه؟ أم أن ذلك يعد من المستحيل لأنه يدر علي الجامعات وعلي قياداتها وأهل الحظوة بها مبالغ فلكية ويعتبر بالنسبة لهم كنز علي بابا!.. هل ستكتفي الحكومة بالنصيحة عن بعد أم أنها ستضع رأسها في الرمال كي لا تري وتستمر في بث برامجها علي قنوات التليفزيون؟ وما ينطبق علي التعليم المفتوح ينطبق علي الانتساب الموجه..! في الكليات العملية، خاصة القطاع الطبي فإن أعضاء هيئة التدريس قد تعودوا علي الرحيل مبكرا لأن عندهم عيادات ومستشفيات وخلافه!.. وأماكن التدريس العملي والإكلينيكي لم تتسع أو تتطور عما كانت عليه في العام الماضي فكيف ستتم الوقاية؟ وما هو الإجراء المتفق عليه في حالة حدوث إصابات بين طلاب المجموعة؟ وفي حالة حدوث عدوي وإيقاف التدريب العملي لطلاب مجموعة معينة، كيف سيتم تعويضهم عن هذا التدريب المنصوص عليه في اللوائح مع ضعف الإمكانيات وغياب المتابعة؟ هل سيتم إلغاء التدريب وخلاص وتتحول كلية مثل الطب إلي كلية نظرية؟ بالنسبة للكليات النظرية خاصة في الجامعات التي تقع خارج العاصمة الأولي والثانية، فإن عددًا ليس بالقليل من أعضاء هيئة التدريس وقيادات الكليات يقيمون خارج البلدان التي تقع فيها الجامعة التي يعملون بها، فهل ستقوم إدارة كل جامعة بتفعيل جدول التدريس من 8 صباحا إلي 8 مساء فعليا كم سمعنا وقرأنا، أم أنه سيكون جدولا ورقيا وخلفية إعلامية فقط لا غير! في حالة إصابة أستاذ المادة، خاصة في الكليات النظرية وفي الشعب التخصصية، ما هو مصير المحاضرات؟ وهل راعت إدارة الأزمات في كل جامعة وكلية توفير البديل. بالنسبة للمدن الجامعية، ما هو الموقف لو تعددت الإصابات بها؟ وما هو مصير الطلاب المقيمين بها؟ هل ستوفر الجامعات أتوبيسات لنقل الطلاب، بدون ازدحام؟ خاصة أن بعض الكليات ظلت طوال العام الدراسي السابق بلا دورة مياه واحدة! مازالت المستشفيات الجامعية تعاني من مشكلة التخلص من القمامة ومن المخلفات الطبية، فماذا فعلت الجامعات حيال ذلك لمنع انتشار الوباء؟ مشكلة تكدس الزيارة في المستشفيات الجامعية لم تحل حتي الآن، ولم يتم تنظيم دخول الزوار، وعلي مدي 24 ساعة نعاني من تواجد الزوار في العنابر والممرات وبلكونات العنابر وفي مدخل الأقسام وعلي السلالم لدرجة أن بعض الزائرين والمرافقين غير الرسميين لبعض الحالات يفترشون حدائق المستشفيات وينامون فيها، فماذا فعلت الجامعات إزاء تلك المشكلة التي تهدد بانتشار الوباء؟ كلها أسئلة تحتاج لإجابة ربنا يستر.