سادت الساحة الفلسطينية أمس حالة من الغضب الشديد اثر تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بناء علي طلب فلسطيني، قراره الخاص بتقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. وانتقد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بشدة مطالبة السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت علي التقرير ووصفه بأنه "عار وعيب"، وقال مشعل إن الشعب الفلسطيني لن يغفر لأولئك الذين فرطوا في دمائهم في قطاع غزة في سبيل مصالحهم الآنية. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن مصادر قولها ان المسئول المباشر عن سحب السلطة الفلسطينية دعمها لمشروع قرار مناقشة تقرير جولدستون هو رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وقالت المصادر إن فياض تلقي اتصالات مكثفة من واشنطن وتل أبيب وصلت إلي حد التهديد بقطع جميع المساعدات التي تمنحها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية وكذلك توقيف إسرائيل لعائدات الضرائب التي تعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظيفها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت المصادر أن فياض قام عقب تلقيه هذه التهديدات بممارسة ضغوطات علي السلطة الفلسطينية والرئيس عباس لسحب القرار لأن ذلك سيشكل عرقلة كبيرة للمشاريع الاقتصادية في الضفة مما ينعكس سلبا علي أداء حكومته. في المقابل رد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني علي الانتقادات قائلاً إن تقرير جولدستون لم يسحب وإنه لا يزال علي جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان وقال "لقد تأجل فحسب". فيما نفي إبراهيم خريشة سفير فلسطين في جنيف أن يكون الجانب الفلسطيني قد طلب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سحب أو تأجيل التصويت بشأن تقديم تقرير جولدستون إلي مجلس الأمن. من ناحية أخري بعد ساعات من اتمام صفقة "فيديو شاليط" التي تم بموجبها اطلاق سراح 02 أسيرة فلسطينية من سجون إسرائيل مقابل تسليم تل أبيب شريط فيديو مدته دقيقتان عن شاليط هدد خالد مشعل بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين من أجل الافراج عن الاسري الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال مشعل مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "أقول لنتانياهو إن المقاومة التي أسرت شاليط واحتفظت به سليما وعاملته معاملة لائقة، لقادرة علي أن تأسر شاليط وشاليط وشاليط حتي لا يبقي في سجون العدو أسير فلسطيني واحد". علي جانب آخر وبينما قدمت الحكومة الإسرائيلية شكوي إلي الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد ما اعتبرته تزايد الاعتداءات الصاروخية "الفلسطينية علي الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي خمس غارات علي منطقة الانفاق بين غزة ومصر فيما استهدفت زوارق إسرائيلية قوارب الصيادين الفلسطينيين.