قرر مجلس الجامعة العربية عقد اجتماع علي المستوي الوزاري يوم 22 من الشهر الجاري لبحث نتائج بعثة المراقبين التي أوفدتها الجامعة إلي سوريا لمراقبة مدي تنفيذها للمبادرة العربية. ومن المقرر أن تنتهي بعثة المراقبين من وضع تقريرها النهائي بخصوص عملها في سوريا يوم الخميس المقبل. وسيتخذ المجلس الوزاري للجامعة في اجتماعه في اليوم التالي القرار بشأن إنهاء مهمة البعثة أوتمديدها أو زيادة عدد أفرادها. من جانبه، نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية، قد دافع عن مهمة بعثة المراقبين قائلا: إن وجودها في سوريا شجع المزيد من السوريين علي التظاهر السلمي. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان قد اقترح إرسال قوات عربية لوقف ما اسماه «إراقة الدماء في سوريا». فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتي الآن في شئون سوريا الداخلية، في إشارة إلي تقارير أمريكية تحدثت عن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة علي قمع الاحتجاجات ضد نظام الأسد. وأكد مصدر في الحرس الثوري طلب عدم الكشف عن اسمه أن إيران ملتزمة باتفاقية دفاعية مع سوريا وأنها لن تتركها وحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وأضاف: إن الأوضاع في سوريا مستقرة، ولا داعي للقلق، لكن ما نخشاه فقط هو حصول انشقاق في الجيش وهذا لم يحصل حتي الآن. وكان مسئولون أمريكيون قالوا إن زيارة قاسم سليماني الجنرال الإيراني للعاصمة السورية يعتبر أبرز مؤشر علي أن المساعدة الإيرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. يذكر أن حسن تركماني وزير الدفاع السوري السابق وقع مع نظيره الإيراني السابق العميد مصطفي محمد نجار في طهران اتفاق تعاون عسكري بين البلدين. وقد تم تفعيل هذه المذكرة ثلاث مرات إذ تشير إحدي بنودها الي أن «أي هجوم علي سوريا هو بمثابة هجوم علي إيران». وفي سياق آخر، أكد عدنان محمود وزير الإعلام السوري أن وزارته منحت موافقات لمختلف وسائل الإعلام التي تقدمت بطلبات للدخول إلي سوريا من أجل تغطية الأحداث الجارية. وقال وزير الإعلام إنه تم منح موافقات ل 147 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية من محطات تلفزة عالمية وصحف ووكالات أنباء للدخول إلي سوريا، دخل منها 116 وسيلة إلي جانب 90 وسيلة إعلامية معتمدة في دمشق وتعمل عبر مراسليها بشكل دائم. وفي سياق متصل، تمكن فريق قناة «سي إن إن» في سوريا، برفقة بعثة من المراقبين العرب، من دخول مدينة الزبداني التي قال سكانها: إنها كانت تشهد عملية عسكرية واسعة، ما تسبب بموجة كبيرة من النزوح هرباً من القصف. ولدي وصولهم، شاهد فريق «سي إن إن» عشرات النساء والأطفال وهم يفرون هرباً من القصف، أما من ظلوا داخلها فقد حاولوا منع أفراد بعثة المراقبة من مغادرة المكان خوفاً من عودة القوات الحكومية لمواصلة عملياتها العسكرية. وأكد عدد من السكان لقيادات البعثة أن الجيش لم يسحب دباباته من شوارع الزبداني إلا قبل وقت قليل من وصولهم. ميدانيا، لقي 38 شهيدا مصرعهم برصاص الأمن عقب تواصل حملات المداهمة وإطلاق النار بأنحاء مختلفة من سوريا، في حين بدأت السلطات إطلاق السجناء الذين شملهم عفو أقره الرئيس السوري بشار الأسد، بحضور المراقبين العرب الذين زار وفد منهم مدينة بانياس. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن اقتحمت المدينة الجامعية في حلب، وقامت بحملة اعتقالات عشوائية وسحب لهويات العشرات من الطلاب. وتعدت بالضرب الوحشي علي العديد منهم، وسادت حالة من الذعر الشديد بين صفوف الطلاب وهروب الكثيرين منهم إلي خارج المدينة الجامعية. وفي ريف حمص الشمالي فتحت المدرعات المتواجدة عند حاجز تقاطع قرية الفرحانية علي الطريق العام بين تلبيسة والرستن نيران رشاشاتها بشكل كثيف. وقال ناشطون إن قصفا مدفعيا استهدف منازل لمواطنين في محيط جبل الزاوية، وإن جرحي سقطوا برصاص الأمن في كفرومة وحيش بعد انسحاب المراقبين العرب منهما. وعلي صعيد متصل، ينظم غدا أبناء الجالية السورية في القاهرة والحراك الثوري يوما فنيا في نقابة الصحفيين لتوثيق حالات القمع التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه. ويشارك في الفعاليات الأخوان منص بالاضافة إلي مجموعة من الفنانين السوريين المقيمين بالقاهرة. فيما أصدر الرئيس السوري الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة علي خلفية الاحتجاجات التي شهدتها سوريا منذ 15 مارس من العام الماضي، فيما انتقده معارضون ونشطاء بشدة ووصفوه ب«المهزلة». ويشمل العفو الجرائم المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، والجرائم المتعلقة بالتظاهر السلمي، وجرائم حمل وحيازة السلاح من قبل المواطنين السوريين، وجرائم الفرار الداخلي والخارجي من الخدمة العسكرية وشرط ذلك بمدة أقصاها 31 من الشهر الجاري. من جانبهم، انتقد نشطاء ومعارضون سوريون قرار العفو، معتبرين أنه جاء لتجريم الثورة واتهام المحتجين بارتكاب جرائم.