أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم السبت عن تأييده إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي. وردا على سؤال لقناة سي بي اس حول ما إذا كان من الضروري إرسال قوات عربية إلى سوريا، قال أمير قطرلإنهاء أعمال القتل يجب إرسال عدد من الجنود إلى سوريا. وقالت القناة: إن أمير قطر هو أول مسؤول عربي يدعم علنا إرسال قوات إلى سوريا حيث أوقع قمع نظام الرئيس بشار الأسد للمتظاهرين ما لا يقل عن خمسة آلاف قتيل منذ 10 أشهر، بحسب الأممالمتحدة. وردا على سؤال حول نفوذ قناة الجزيرة القطرية على الثورات التي تهز العالم العربي منذ عام قال أمير قطر إن هذا الأمر طرح له مشاكل كثيرة مع قادة الدول العربية. لكنه أضاف أن بلاده تدعم شعوب هذه الدول التي تطالب بالعدالة والكرامة، وإذا كان هناك تأثير فأعتقد أنه إيجابي. ويستمر القمع في سوريا رغم وجود عشرات المراقبين العرب المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الازمة منذ 26 ديسمبر 2011. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين العرب في سوريا ستجري خلال اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري يعقد في الحادي والعشرين من يناير الحالي. وقال العربي في تصريح لوكالة فرانس برس: هناك مراجعة شاملة لعمل بعثة المراقبين، وسنبحث هذا الأمر في اجتماع للجنة الوزارية من المقرر أن يعقد في القاهرة السبت في الحادي والعشرين من يناير. واعتبر العربي أن تقدما جزئيا حصل في عمل بعثة المراقبين العرب، مضيفاً إلا أن هناك يوميا نزيف للدم في سوريا والجامعة تسعى إلى حقن الدماء والأمر يحتاج إلى إعادة نظر وهذا ما سوف نبحثه في الاجتماع القادم للجنة الوزارية. واعتبر أن مهمة بعثة المراقبين العرب قد تستكمل ولكن بصورة مختلفة. ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا: إن ستة مدنيين سوريين انضموا السبت إلى القتلى ضحايا قمع السلطات للاحتجاجات المستمرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ منتصف مارس 2011. وأضاف المرصد أن ثلاثة منهم قتلوا برصاص أصيبوا به السبت في حين قضى ثلاثة آخرون متأثرين بجروح أصيبوا بها الجمعة. وأوضح في مدينة حمص وسط استشهد رجل قرب دوار طريق الشام بعد إصابته برصاص قناصة عندما كان يعمل على سطح أحد الأبنية، واستشهد فتى 13 عاما إثر إطلاق رصاص عشوائي من حاجز المستوصف في حي باب الدريب، والآخر شاب يبلغ من العمر 27 عاما، قتل برصاص قناصة في حي باب هود، كما استشهد رجل في حي بابا عمرو متأثرا بجروح أصيب بها أمس الجمعة. وفي محافظة أدلب، استشهد رجل من قرية قميناس متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة إثر إطلاق رصاص على طريق سراقب – أريحا وفي محافظة ريف دمشق استشهد شاب في مدينة دوما متأثرا بجراح أصيب بها أمس الجمعة. من جانب آخر، قال المرصد :إن تفجيرا استهدف صباح السبت سكة القطار في قرية حيلة التابعة لناحية محمبل بمحافظة ادلب مما ادى الى انحراف قطار محمل بالوقود كان متجها من بانياس الى حلب عن مساره واصابة سائقه بجروح واضاف المرصد أتهم اهالي المنطقة السلطات السورية بافتعال التفجير لاتهام الثوار بتنفيذه. وكان المصدر ذاته افاد ان قوات الامن السورية قامت فجر السبت بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم بمحافظة درعا واصيب تسعة مواطنين بجروح اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الزبداني محافظة ريف دمشق، كما تهدمت ثلاثة منازل نتيجة القصف. من جهة ثانية يستعد اعلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري رتبة حتى الآن، للاعلان السبت من تركيا عن انشاء المجلس العسكري السوري الاعلى الذي سيتولى التخطيط للعمليات العسكرية ضد النظام بالتنسيق مع الجيش السوري الحر، بحسب ما اعلن مستشار ابناء الجالية السورية في الخارج فهد المصري. وقال المصري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باريس :سيتم الاعلان في وقت لاحق اليوم عن انشاء المجلس العسكري السوري الاعلى برئاسة العميد الركن مصطفى احمد الشيخ، الذي انشق قبل ايام عن الجيش النظامي ولجأ الى تركيا. واوضح أن المجلس العسكري الاعلى سيضم كبار الضباط وسيكون بمثابة هيئة تشريعية للعمل العسكري من حيث الدراسات والتخطيط وتنظيم عمليات الانشقاق والاتصال مع قياديين في الجيش لتحفيزهم على الانشقاق كفرق وليس فقط كافراد والانقلاب على النظام. وأشار إلى ان عمل المجلس العسكري الاعلى سيتم بالتنسيق مع الجيش السوري الحر. في بيروت دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت المعارضة السورية الى الحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد من اجل اعادة الهدوء الى سوريا. وقال نصرالله في خطاب: نقل عبر شاشة كبيرة امام تجمع شعبي ضخم في بعلبك في شرق لبنان، ندعو المعارضة السورية في الداخل والخارج إلى الاستجابة لدعوات الحوار من قبل الرئيس الاسد والتعاون لاجراء الاصلاحات التي اعلن عنها والتي تنهض بسوريا وتعالج مشاكلها. واضاف لمناسبة ذكرى اربعينية الامام الحسين في الخطاب الذي نقل مباشرة عبر محطات التلفزة، كما ندعو الى اعادة الهدوء والاستقرار والقاء السلاح ومعالجة الامور بالحوار، من دون تحديد الاطراف المعنية بالقاء السلاح. وتوجه الى كل دول العالم التي تحذر من حرب طائفية في سوريا، قائلا :ان سلوككم السياسي والاعلامي والتحريضي والميداني هو الذي يدفع الامور نحو حرب طائفية. واضاف اذا كنتم صادقين في تحذيركم وحرصكم على تجنيب سوريا ومنطقتنا حربا طائفية، عليكم أن تعيدوا النظر لتجتمع كل جهود الدول العربية ومعها دول اسلامية مؤثرة في المنطقة وفي مقدمتها ايران وتركيا للمساعدة على انهاء الازمة السورية وليس على تسعير النار ودفع الامور الى الانفجار. من جهة ثانية اتهم مسؤولون اميركيون كبار في تصريحات لوكالة فرانس برس الجمعة ايران بتزويد سوريا باسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال احد هؤلاء المسؤولين ان الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني، زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، واعتبر ان هذه الزيارة تمثل ابرز مؤشر على ان المساعدة الايرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. وأضاف المسؤول طالبا عدم كشف اسمه نحن متأكدون من أنه سليماني التقى اعلى المسؤولين في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الاسد. ورأى أن هذا الامر مرتبط بدعم ايران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها، معتبرا ان واشنطن لديها كل الاسباب للاعتقاد بان ايران تزود القوات السورية بمعدات عسكرية وذخائر. وتابع المسؤول نفسه ان الحكومة الاميركية مقتنعة بان ايران تزود سوريا بذخائر لاستخدامها في عمليات القمع. وتشتبه الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة بان ايران تساعد سوريا في قمع المعارضين في حين يحاول الرئيس الاسد البقاء في السلطة وتجنب المصير، الذي لقيه قادة عرب في ثورات الربيع العربي. وقال مسؤول آخر: إن زيارة سليماني الى دمشق تشكل حتى الآن، أحد أقوى المؤشرات على وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في قمع المعارضة السورية. وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية في 26 ديسمبر، بحسب ما قال مسؤول في الأممالمتحدة الثلاثاء الماضي.