أكد طلال التركاوى رئيس الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية ل«روزاليوسف» أن الشعب السورى يعيش حالة من المعاناة مع حلول فصل الشتاء ولا يجد الوقود لدرجة أن أبناءه يحرقون الأحذية والإطارات للتدفئة. وشدد على أن النظام صدم بإصرار الشعب على الثورة وكلما زاد قمعه كلما زاد إصرار الثوار على اسقاطه متوقعًا حدوث انقلاب داخل الجيش السورى حال توفير الحماية لقياداته خاصة أن الشبيحة والأمن يقومون بقتل أى عضو منه يحاول الانقلاب وأن الأسد ونظامه وضع سيناريوهات لإفساد بعثة المراقبة العربية من خلال عمليات وهمية لايهام المجتمع العربى والدولى بأن هناك عصابات مسلحة. ■ بداية ما تقييمك للأوضاع فى سوريا حتى الآن؟ الشعب السورى وصل إلى حالة من المعاناة من هذا النظام لا توصف بعد تواصل عمليات القمع والقتل الوحشى بدون أن يردعه أحد، بالإضافة إلى الضعف الاقتصادى الذى يطال جميع أبناء الشعب وهذا ما يجعل واجبًا علينا أن نقدم الدعم الكامل له. ■ وما طبيعة عمل الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية؟ الشعب حالياً لا يجد من يناصره أو يسعفه سوى الله، والمعاناة التى يمر بها كبيرة فهناك قلة فى الغذاء والدواء والكساء، بالإضافة إلى ندرة الوقود التى اضطرت أبناءه إلى حرق الأحذية وإطارات السيارات للتدفئة وهذه الأزمة متفاقمة فى فصل الشتاء الحالى والدولة مقدمة على كارثة اقتصادية ونحن نحاول دعمه فى جميع المجالات الاقتصادية بكل ما نستطيع، ولكن الدعم الدولى غير موجود ولم يقدموا شيئًا للشعب السورى. ■ ما رؤيتك حول موقف النظام فى هذه الأزمة والثورة؟ لا شك أن النظام السورى القمعى صدم من جراء مواجهة الشعب له وتصميمه على الثورة واسقاطه ولم يكن متوقعًا هذه الثورة الشعبية إذ تصور خطأ أن استمراره فى القمع ومهل الجامعة له يمكن أن تعطيه فرصة للاستمرار ولكنه لم يستطع أن يخمد الثورة وكلما زاد قمعه زاد إصرار الشعب على اسقاطه. ■ وكيف تقيم موقف الجيش السورى بعد أن أصبح جزءاً من معادلة القمع؟ الجيش السورى يوجد به الكثير من الشرفاء ولكن أصبح جزء كبير منه تابعًا للنظام بعد إعادة هيكلته إبان حكم حافظ الأسد، والنظام يستخدم معه جميع اساليب التخويف والقمع داخله، ولذلك فهو منصاع لأوامره بسبب الخوف والرقابة عليه من قبل رجال الأمن والشبيحة الذين يتواجدون بشكل دائم خلف رجال الجيش لقمع أى محاولة لتمرد أعضائه وقتلهم على الفور. ولكن لأن هذا الجيش من الشعب فكلما سنحت له الفرصة فإن أعضاءه ينشقون ويلتحقون بالجيش السورى الحر من أجل حماية المدنيين وتوفير غطاء لهم بأى آلية ممكنة. ■ ماذا تعنى بأى آلية ممكنة؟ أعنى، وهذا رأيى الشخصى، التدخل العسكرى من المجتمع الدولى وتحديدًا «حلف الناتو» مع تسليح الجيش السورى الحر لحماية الشعب لأن النظام لم يتجاوب بالمطلق ومازالت الجامعة العربية تعطيه المهلة وراء الأخرى. ■ ولكن تسليح الجيش والداخل أمر لا يجمع عليه الجميع؟ نحن نتكلم بلسان حال الداخل وهم بحاجة حقيقية إلى السلاح لحماية أنفسهم ونساعد فى ذلك، والنظام لن ينتظر المجلس الوطنى ويسير فى اتجاه واحد وهو اخماد الثورة ولن يتوانى فى القتل حتى مئات الألوف. ■ وما العدد الفعلى للقتلى والمصابين والمفقودين؟ ليست هناك أرقام دقيقة ولكن نستطيع أن نقول إن هناك أكثر من 30 ألف مفقود وعشرات الألوف من المصابين وعدد القتلى يتجاوز 5 آلاف قتيل، والمعتقلين نستطيع أن نتحدث عما لا يقل عن 50 ألف معتقل الوضع مأساوى بكل المقاييس. ■ هل ترى إمكانية لحدوث انقلاب داخل الجيش؟ هناك العديد من أعضاء الهيئة لديهم علاقات مع قيادات بالجيش ولدى هؤلاء القيادات رغبة فى الانشقاق ولديهم الاستعداد ولكن يحتاجون إلى غطاء لذلك. ■ وكيف ترى موقف الطائفة العلوية؟ ليس جميع أعضاء الطائفة العلوية أيديهم ملطخة بالدماء ويوجد بينهم شرفاء والكثيرون منهم يرفضون اساليب النظام ونعلم من خلال علاقتنا بهم أن هذا النظام القمعى الشمولى لن يترك إلا العار والخراب للبلاد. ■ وكيف ترى المجلس الوطنى السورى ومواقفه؟ المجلس الوطنى بكل أسف اصدر بيانه على أنه الممثل الوحيد لأغلبية الشعب السورى ومع الاحترام لأعضائه لا أعتقد أن هذا الكلام دقيق حيث اكتفى المجلس بشخصيات معارضة يمكن انسياقها مع الأهداف المرسومة لأصحاب الفكر المؤسس له، ولذلك فإن ما قدمه المجلس لم يكن بالكفاءة المطلوبة ونحن نطالب بدعم أى شىء لمصلحة الشعب السورى. ■ كيف ترى مواقف الجامعة العربية؟ الجامعة العربية تبذل جهودًا من أجل الشعب السورى والأمين العام للجامعة شخص معتدل ويقوم بواجبه ويجب عدم الإساءة إليه ونستنكر ما تتعرض له من بعض أطياف المعارضة، ولكن سقف المعارضة هو تجميد عضوية سوريا بالجامعة وليس تعليق العضوية مع طرد سفرائها فى جميع الدول العربية وتجميد أرصدتها ومنع استقبال الطيران السورى فى جميع أنحاء الدول العربية وتجميد جميع العلاقات الاقتصادية والسياسية وإذا تم ذلك سوف يلمس الكثير الأثر الفعال على هذا النظام وستجعل الجهات التى تساعده تتوقف عن دعمه وعلى رأسها إيران. ■ على ذكر إيران كيف تقيم مواقفها تجاه الأزمة؟ إيران طرف قوى فى المعارضة السورية وعلى الأرض فهناك السفن الإيرانية الموجودة فى ميناء اللاذقية وطرطوس وتحمل أكثر من 14 ألف جندى فى الحرس الثورى الإيرانى فى انتظار دخول سوريا فى حالة تمرد أو انقلاب، ولكنها فى الوقت ذاته تضع فى حساباتها خط الرجوع وتحاول أن تفتح حوارًا مع المعارضة بشكل أو بآخر.