أكد المعارض السوري فارس الشوفي القيادي الدرزي عضو الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري أن النظام السوري سيطرت عليه روح القمع والقتل ولن يثنيه عن ذلك أي مبادرات معتبرًا أن الجيش أصبح جزءًا من معادلة القمع والقتل وأنه تمت إعادة هيكلته بعد حرب أكتوبر 1973م ليصبح تابعًا لأسرة الأسد وليس الدولة السورية مستبعدًا انقلابًا بداخله وإذا حدث سيكون من قياداته العلوية التي ترتجف الآن خوفًا من نجاح الثورة. ووصف في حوار ل«روزاليوسف» المبادرات العربية بالمخجلة وتعطي الأسد فرصة لمزيد من القتل معتبرًا أن الدروز مهمشون. كيف تري الثورة السورية بعد هذه الدماء؟ النظام السوري طوال هذه الفترة الماضية سيطرت عليه روح القمع والقتل ومحاولات إجهاض الثورة بجميع السبل غير الإنسانية ولكنه فوجئ بأن هناك شعبًا موجودًا ومصرًا علي الحرية أو الموت بدونها وماض في هذا الأمر ولن يتوقف حتي يسقط النظام. باعتبارك أحد القيادات الدرزية كيف تقيم وضع الدروز في سوريا؟ حقيقة الطائفة الدرزية مهمشة تمامًا داخل سوريا في جميع المجالات بداية من الجيش والعمل السياسي وفي الاقتصاد ولك أن تتخيل أنه لا يوجد ضابط واحد في أجهزة الأمن للدولة السورية من الدروز مثلاً وأي شخص يحاول أن يتذمر علي هذا الوضع يتم اعتقاله مباشرة. ما نسبة الطائفة الدرزية من الشعب السوري؟ تستطيع أن تقول ما بين 2% و 3% من السكان ومعظمهم مضطهدون ولا يمارسون إلا أعمالاً ضعيفة وتعاني من التهميش داخل المجتمع. كيف تري تورط الجيش السوري في معادلة القمع السورية؟ الجيش السوري تمت إعادة هيكلته بعد حرب أكتوبر عام 1973م من قبل حافظ الأسد ليصبح مؤسسة تابعة للنظام السوري وأسرة الأسد من خلال تصفية الضباط الستة داخل الجيش ووضع قيادات علوية للسيطرة علي جميع فرقه ووحداته وبذلك يضمن الولاء له ولأسرته. ما نتيجة ذلك؟ ما نراه الآن من دخول الجيش في معادلة القمع وقيامه بقتل المدنيين العزل والشعب السوري بدماء باردة لأنه أصبح جيشًا طائفيًا من الطراز الأول. وهل هناك إمكانية للانشقاق داخله ضد الأسد؟ الانشقاق موجود بالفعل من غير أبناء الطائفة العلوية ونراه بالعشرات يوميًا. ماذا عن الانقلاب؟ من الممكن أن يحدث ولكن من جانب القيادات العلوية في الجيش لأنها مسيطرة عليه وبالتالي من الممكن أن يخشي قيادات منها علي أنفسهم من مصير مؤلم بعد نجاح الثورة وبالتالي يقومون بالانشقاق. كيف تري الموقف الدولي؟ يتحرك ببطء شديد ولكن هناك دولاً كفرنسا اتخذت ردود أفعال سريعة ولكن أي تحرك دولي لا بد أن يسبقه تحرك عربي ليكون مظلة شرعية لتدخل دولي لحماية الشعب السوري. كيف تري مواقف الجامعة العربية؟ مواقف مخجلة ولا تمثل شعوبها وتمثل الحكومات العربية التي ترفض الاصلاحات وتمنع أي مبادرة غربية لأنها بدون مظلة عربية. والموقف الأخير الذي يتم الإعلان عنه من قبل اللجنة الوزارية العربية؟ هذا الموقف يعطي الأسد وجيشه وشبيحته فرصًا أكبر وأطول ليستمر في القتل، يجب أن يتم سحب الجيش من الشوارع والشبيحة. هل تقبل الحوار مع النظام؟ أرفضه تماما لأننا لا نتحاور مع قتلة الشعب والأطفال والنساء. كيف تري الموقف الإيراني؟ إيران تدعم النظام السوري بقوة وتري أن ارتباطه بها يدعم مصالحها ولكن في الوقت نفسه سقوطه سيحدث خللاً في علاقاتها وأذرع قوتها بالمنطقة ولذلك فإن دعمها له لا متناهي بداية من السياسي ونهاية بالدعم الاقتصادي. والموقف التركي؟ الأتراك يتحركون وفقًا لأجندتهم الخاصة وعلاقاتهم مع العالم ودول الجوار ولكن مشكل عام موقف الأتراك إيجابي ولكن نحتاج إلي فاعلية أكبر. ما رأيك في الموقف المصري؟ نري ترحيباً واضحاً من المصريين والشعب المصري في أي مكان بها، واعتقد أنهم يدعمون الثورة السورية بكل قوة ولكن نحتاج إلي العمل من أجل حث وزارة الخارجية المصرية علي سحب سفيرها في دمشق وطرد السفير السوري بالقاهرة والعمل علي إيجاد آلية من خلال لجنة سورية مشتركة لتأمين جميع وسائل الدعم للثورة السورية وطلب مساعدة القوي السياسية لنا في ثورتنا. وكيف تري العلاقات مع مصر بعد وقبل الثورة؟ من أفسد العلاقات المصرية السورية هو النظام السوري نفسه من خلال إصراره علي الابتعاد عن محطيه العربي والارتماء في أحضان إيران من أجل مصالح طائفية وشخصية علي الرغم من حرص القيادة السياسية المصرية علي العلاقات مع سوريا، ولذلك فإن ذلك النظام مسئول مباشرة عن تدهور العلاقات السورية العربية عامة والسورية المصرية خاصة، ولكن بعد نجاح الثورة ستعود العلاقات إلي طبيعتها وأفضل وسيسعي السوريون إلي المصريين لأننا أبناء قومية واحدة وعروبة واحدة. أخيرًا كيف تري سوريا بعد الأسد؟ سوريا واحدة ديمقراطية حرة يعيش فيها الشعب السوري في عدل واحترام وقانون من خلال دولة مدنية تسعي إلي الحفاظ علي حقوق مواطنيها بعيدًا عن المصالح الشخصية لأفراد لا علاقة لهم بالشعب وأوجاعه.