وصف المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي النظام السوري بالجثة التي تنتظر من يدفنها بعد أن أصبح صاحب ثأر مع جميع أطياف الشعب السوري، مشددًا علي أن الجيش في سوريا يخضع الآن لمصالح كبار الضباط الذين شكلوا حلقة من المنتفعين منه، وبالتالي يصرون علي قتل الشعب وعدم الوقوف بجانبه كما حدث في مصر وتونس وإلي نص الحوار: • بداية ما تقديرك للموقف الآن في سوريا بعد مرور 6 أشهر من المظاهرات؟ - ليس هناك أوضح من الموقف داخل سوريا الآن فالشعب قال كلمته وهي إنه يريد اسقاط النظام ورحيل بشار الأسد وأسرته التي لم يبق لها أي رصيد في سوريا للبقاء، وعلي الرغم من استنفار نظام الأسد لكل قواه الأمنية والعسكرية إلا أنه سيفشل علي أرض الواقع فالنظام أصبح جثة تنتظر من يدفنها وأصبح عبئًا علي الجميع والكل يريد التخلص منه. • ولكن مشاهد الأحداث تؤكد إصراره علي البقاء بكل الوسائل؟ - هذا الوضع ليس جديدًا علي النظام السوري فهو وصل حافظ الأب إلي السلطة، وبالتالي فالعنف في النظام السوري حالة سياسية ممنهجة يقوم بها منذ 40 عامًا. • وماذا تعني بهذه الحالة السياسية؟ - عدم سماح النظام بوجود أحزاب أو تجمعات سياسية وعدم اشتراك المعارضة السورية في القرار السياسي وقمع الإخوان المسلمين واضطهاد الأقليات واعتقال المعارضين هذا ما جعل هناك حالة سياسية خاصة في سوريا للعنف وجعل النظام بتصوراته سوف يحكم إلي الأبد بالقبضة الأمنية المطلقة. • وكيف شارك الجيش في هذه الحالة من العنف؟ - المحير حقيقة هو العنف والقتل الذي يقوم به الجيش ومشاركته في قمع المتظاهرين وقتلهم لأنه من المفترض أن الجيش يحمي الشعب ولا يقتله خاصة مع بروز موقف الجيشين المصري والتونسي ووقوفهما إلي جانب شعبه وعدم موافقتهما علي قمع الشعب من أجل خدمة الحاكم. • هذا ينقلنا إلي أن هناك أحاديث مطولة علي أن الجيش السوري طائفي محكوم من العلويين؟ - هذا حديث غير دقيق فالجيش ليس طائفيًا وإنما هي مصالح لكبار الضباط داخله مرتبطين بنظام الأسد ويعتمد عليهم وقام بشراء نفوسهم المريضة ليشكلوا حلقة من المنتفعين والفاسدين حوله لا نظام يستطيعون أن يفعلوا غير ذلك لأن بقاءهم ووجودهم مرتبط به وهذا سر إقدام الجيش علي إطلاق النار علي صدور شعبه دون شفقة أو رحمة. • وهل كل العيش من يقتل وفقًا لهدا الرأي؟ - لا الذي يقتل تحديدًا هو الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد وهي تابعة له والانشقاقات داخل باقي وحدات الجيش دليل علي أن المكونات الأخري للجيش لا تقبل ذلك وهو ما نراهن عليه في الأيام القليلة القادمة لتتحول الانشقاقات الصغيرة إلي جماعية للانقلاب علي الأسد. • وما عدد المنشقين ليتحولوا إلي قوة في مواجهة فرقة الأسد؟ - بالأرقام الموثقة يبلغ عدد المنشقين الآن ما يقارب 24 ألف جندي وضابط. • كيف توصف النموذج السوري في الثورات العربية؟ - النموذج السوري مثل النموذج البوسني مع الصرب والذي اعتمد علي قتل ثم تهجير تم قتل كثيف، والنظام السوري تجاوز مرحلة القتل والتهجير وهو الآن في مرحلة القتل الكثيف وهو ما سيدفع المجتمع الدولي إلي عقوبات شديدة متدرجة منذ فترة إلي أن تصل إلي التدخل. • لماذا لا توفر الدولة السورية الأجواء لحوار موضوعي مع المعارضة؟ - الدولة الموجودة في سوريا بوليسية قمعية لا تسمح بالحراك السياسي فكيف سيكون هناك حوار أصلاً. • هناك حديث عن وجود خلافات بين المعارضة في الخارج؟ - هذا الحديث فيه كثير من المبالغة وهو ترديد للخطاب الرسمي الذي يحاول أن يجهض من المعارضة السورية التي تعيش أفضل أحوالها ولم تكون موحدة كما هو الحال هذه الأيام والسبب هو الروحية التي خلقتها الثورة من أطياف المعارضة واستطيع أن أقول إنها موحدة بنسبة 90٪. • بالعودة إلي عمليات قتل المتظاهرين في الداخل السوري من يفعل في حقيقة الأمر؟ - الذي يفعل بشكل أساسي هم الشبيحة وهم أشخاص مأجورون من قبل النظام وتجار المخدرات بالاتفاق مع مفتي الجمهورية السورية بدر حسوب وهو حلبي له تأثير كبير علي هؤلاء القتلة ويوجههم أي التواجد علي أبواب المساجد لإرهاب المتظاهرين. • ما تقديرك للموقف الدولي؟ - الموقف الأممي يتحرك علي إيقاع الابتزاز الروس الذين يعلون وفقًا لمصالحهم وتحقيق أكبر قدر من المكاسب ولكنهم سرعان ما يتراجعون بعد أن تحسم الثورة الموقف لصالحها وهذا ما يعني أنها تستحق سياسة النفس الطويل. الإيرانيون يقاتلون في معركتهم الأخيرة مع النظام وذلك من أجل مصالحهم معه والنظام السوري حول نفسه لذيل للسياسة الإيرانية في المنطقة، ولذلك أصبح كرة تقذفها إيران وتركيا ولكن هناك تحولاً في السياسة الإيرانية تجاه المعارضة السورية في الخارج وهناك لقاء تم معها في باريس. • كيف تري موقف جامعة الدول العربية وأمينها العام؟ - نبيل العربي أخطأ منذ البداية بنهابة إلي سوريا لأن نظام الأسد لم يستجب له ولن يستقبل الأسد ورفض المبادرة العربية ولذلك يجب اتخاذ موقف سياسي موحد من جانب جامعة الدول العربية، ويجب أن تقوم الجامعة بإلغاء شرعية النظام السوري من خلال إعطاء مقعد سوريا بالجامعة إلي المعارضة وطرد السفير السوري. • وكيف تري سوريا بعد الأسد؟ - مستقبل مزدهر وسوريا حرة تستعيد دورها العربي والدولي وتكون نموذجًا للتعايش الحقيقي بين الديانات والطوائف. طوائف.