يبدو أن الإخوان المسلمين لم يكتفوا باقتحام الحياة السياسية في مصر بشكل قوي بل قرروا أيضا وعلي غير العادة ترسيخ أقدامهم بالساحة الفنية حيث قام مؤخرا السيد درويش المسئول عن اللجنة الفنية بجماعة الإخوان المسلمين بعمل جولة بالمحافظات لتأسيس فرقة مسرحية جديدة بكل محافظة تقوم هذه الفرق بعمل عروض دورية علي مسارح محافظاتها وقد أثارت هذه الحركة حالة خوف وذعر بين المسرحيين خاصة المستقلين. ومن جانبه أكد السيد درويش مسئول اللجنة الفنية بالجماعة أن النشاط الفني ليس جديدا علي جماعة الإخوان لأننا سبق وقدمنا من قبل عروضا مسرحية متفرقة سواء علي مسرح فيصل ندا أو بمسرح نقابة الصحفيين لكن هذه المرة وبعد الثورة فكرنا في إنشاء فرقة مسرحية بكل محافظة وبالفعل قمنا بذلك في عشر محافظات منها فرقة «دراما تياترو» وفرقة «الشباب ستارز» و «دماغ» و«فكرة» و«شباب التحرير» و«بعد الصمت» وفرقة «كلمة» ببني مزار و«وجوه» بدمياط وسوف نسعي مع نهاية 2012 أن نغطي كل المحافظات بفرق مسرحية متنوعة. ويضيف درويش: وحاليا بمحافظة الشرقية قدم فريق دراما عرض «وسع طريق» وهو يعرض علي مسرح المحافظة إلي جانب المحافظات سوف نسعي أيضا لتغطية جامعات مصر بفرق جديدة أيضا فمشروعنا في الأساس يهدف إلي تحقيق ثلاثة محاور البناء والنهضة والريادة بناء المؤسسات الثقافية سواء مسرح أو سينما أو غناء فلدينا 80 فرقة كورال غنائي متنوعة بين رجال ونساء للغناء في الأفراح النسائية فقط! وعن مبدأ الفصل بين الرجال والنساء في الأعمال المسرحية: بالطبع مشاركة النساء معنا بالمسرح تكون حسب الضوابط الأخلاقية والإسلامية لكننا في المقابل لن نجبر أحدا علي اتباع منهجنا في العمل بمعني أننا لن نقدم رقصا بمسارحنا لكننا لن نحجر علي الشكل الذي يعمل به جلال الشرقاوي وغيره مثلا في مسارحهم. فنحن الإخوان نعمل دائما بمرجعية إسلامية ترتبط بضوابط الشرع ولا أجد مبررا لخوف أو رعب الفنانين لأننا كما ذكرت لن نتدخل في فكر أحد بل نسعي لعمل فن بديل مثل الأوبرا البديلة التي تم بناؤها من قبل، وفي النهاية الاسفاف ليس هو الفن والتطرف ليس دينا فمشروعنا الفني له رؤية جادة وواضحة وأزعم أنه حدثت حملات صحفية مفتعلة من البعض لتخويف المجتمع من الإخوان كما كان يفعل النظام السابق فهذه سياسة أمن الدولة وحكومته لعمل فجوة بين المثقفين والإخوان، وأذكر أننا عندما ذهبنا لمقابلة الفنان هاني شنودة قال لنا إنه جاءه تهديد بأن الإخوان سيحاولون قتله وكان الرجل في حالة رعب من قبل مقابلتنا فلماذا كل هذه الحملة وأن كل ما نسعي إليه هو عمل إدارة محايدة لإعادة نهضة مصر. ومن جهته أبدي المخرج المسرحي عادل حسان مخاوفه ليس من الإخوان أنفسهم ولكن من شيء أهم حسب ما قال في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: مؤكدا بأنه ليس ضد مسرح الإخوان ولا أن يقيموا أعمالا مسرحية ولكنني متخوف كمسرحي أن يمر الوقت ثم يأتي اليوم ونختفي من الوجود بسبب أننا نضيع الوقت حاليا في كلام وكله ينحصر في الخوف والقلق من الإخوان دون فعل شيء إيجابي لأنهم علي الجانب الآخر منظمون ويعملون بدأب فيتحول المتفرج إليهم دون أن يشعر كما حدث في الانتخابات بالضبط، فهذه الكارثة أن نكون غير موجودين والمسرح البديل هو مسرح الإخوان. ويضيف: لذلك أدعو حاليا إلي أن نكف عن الكلام وعن خوفنا من الإخوان وسيطرتهم وسنبدأ في العمل وبالفعل دعوت زملائي المسرحيين إلي عمل اجتماع يوم الخميس كي ندعو للعمل دون النظر للحصول علي أموال أو ما سيتحقق من وراء هذه العروض بل سنقيم عروضا مسرحية فقط وبالفعل بدأت الثقافة الجماهيرية في عمل عروض أسبوعية بميدان التحرير فيوم الجمعة من كل أسبوع يقدم عرض جديد مثل عروض «عودة الفلاح الفصيح» و«المدردح» و«أنت حر» من بورسعيد فهذا هو مقابل وجودنا أن نجتهد حتي نرسخ أقدامنا لأن الإخوان أصبحوا حاليا يقيمون مؤسسة ثقافية موازية من شأنها أن تهدم المؤسسة الأولي التابعة للدولة ونحن نكتفي بالجلوس في مسارح مغلقة والتحدث إلي أنفسنا!! أما المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم فكان له رأي آخر بقوله: لا أجد أزمة في تحرك الإخوان نحو إنشاء فرق فنية جديدة علي العكس هذا شيء صحي لأن من يعمل يجعل الأطراف الأخري تعمل فلابد أن نأقلم أنفسنا علي فكرة الديمقراطية التي ننادي بها دائما والديمقراطية هي استيعاب كل الأطراف وقبول الآخر دون محاولة إقصائه من الساحة فإذا حدث هذا الاقصاء انتهي معه مبدأ الديمقراطية وهذا ضد منطق المنافسة فلابد ألا يحاول أي تيار أن يقضي علي التيار الآخر لصالحه. ويقول: أري أن هناك مبالغة في الاحساس بالخطورة لأننا لابد أن نعمل بشكل قوي ومواز، الأزمة الحقيقية الموجوة حاليا هي ان المسرح يسقط وينهار بالفعل وهو ما قد يشكل حالة عجز في مواجهة الطرف الثاني والدخول في منافسة حقيقية فلابد من إنقاذ المسرح المصري أولا حتي نستطيع مواجهة المنافس، وفي النهاية أجد أن كل ما يحدث شيء إيجابي لأنه سيخلق حالة تنافس صحية وسيكون الوضع مختلفا إذا أنقذنا المسرح المصري من الغرق أولا.