حالة استياء شديدة سيطرت علي معظم مخرجي عروض البيت الفني للمسرح بسبب استبعاد عروضهم من المشاركة ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المقرر إقامته يوم 19 يوليو الجاري، حيث تم منع عرضها علي لجنة المشاهدة المختصة باختيار الأعمال المشاركة، من هذه العروض المستبعدة «بلقيس»، و«خالتي صفية والدير»، و«قوم يا مصري»، و«هنكتب دستور جديد» و«تذكرة للتحرير» و«ورد الجناين» و«حباك عوضين تامر» وقد أرجع المخرجون قرار الاستبعاد لمديري المسارح الجدد فقد اتهموهم بأنهم طبخوها مع بعض!! قال جلال عثمان مخرج «حباك عوضين تامر». كنت منتظر أن يتحدث إلي أي شخص من المسرح الحديث كي يبلغني بأن العرض لابد أن يستعد للمشاركة في فعاليات المهرجان لكنني فوجئت بالتجاهل التام لذلك تطوعت بالاتصال كي أسأل عن سر عدم دعوتي للمشاركة، وكيف يتم اختيار العروض بهذا الشكل وما هي حيثيات الاختيار ومبررات الاستبعاد، فلم يجبني أحد عن هذا السؤال، وللأسف بعض المديرين المستفيدين يهمهم ترشيح أكبر قدر من عروض مسارحهم بالمهرجان علي حساب العروض الأخري. ويضيف: لذلك تقدمت بمذكرة لوزير الثقافة السيد عماد أبو غازي، لأنه لابد أن يتم التحقيق في هذه المسألة فكيف تستبعد أهم المسارح من المنافسة بالمهرجان القومي والكوميدي والحديث، وتقتصر المشاركة علي مجموعة من مسارح الشباب، رغم أن أهم ميزات هذا المهرجان أنه يجمع بين الهواة والمحترفين فبهذه الطريقة تحول إلي مسرح للهواة فقط. ويشير عثمان إلي أنه إذا كان البيت الفني للمسرح سيدار بهذا الشكل في الفترة القادمة من هؤلاء المديرين فعلينا السلام، لأنه حتي مدير مسرح السلام جمال عبدالناصر لم يشاهد العرض فبالتالي لم يرشحه أمام اللجنة، فهل سيتركون جوائز المهرجان تذهب للجامعات والثقافة الجماهيرية فقط، هذا عيب في حق البيت الفني، ولابد أن ترد لنا كرامتنا. أما عصام الشويخ مخرج عرض «قوم يا مصري» فيقول: للأسف بسبب الإجراءات الروتينية صوتي تم تجميده، بعد أن تم تحويل اسم فرقة المسرح «المتجول» إلي مسرح «الساحة» ولم تنته بعد الإجراءات حتي يتسني لي التصويت مع المديرين وترشيح عرض ضمن الأعمال المشاركة لذلك تم استبعاده رغم أنه مميز. لكنه شهد حروب عديدة منها نقله من المسرح العائم الكبير إلي الصغير ثم تعديل أيام عرضه في القاهرة إلي 15 يومًا فقط بدلا من 30 يومًا وللأسف حزنت علي ما يحدث للعرض واضطهاد المديرين لهذا العمل وكأنه منتج خارج البيت الفني للمسرح أو أننا مجموعة من فلول النظام معا»!! المخرج محمد موسي مخرج «خالتي صفية والدير» اتفق مع الشويخ وأضاف أنه بالرغم من أن العرض مازال مستمرًا ورغم أن القومي لم يتح سوي هذا العرض ومسرحية «بلقيس».. إلا أن العملين لم يدرجا ضمن الترشيحات ولا نعلم السبب ويتساءل كيف تستبعد هذه العروض من المهرجان دون ابداء أسباب فمن الواضح أنهم طبوخها مع بعض والمسرحية أكبر من هذه الصراعات. أما المخرج أحمد عبد الحليم مخرج عرض «بلقيس» فقد أبدي حزنه الشديد مع ما حدث مع عرضه وقال: مسرحية «بلقيس» للأسف ليس لها أب شرعي حاليا حيث كان يرعاها رياض الخولي ولأنه لم يعد موجودًا أصبح العرض مستبعدا من المشاركة ولذلك لا أحب أن أدخل في صراعات وتفاهات أخلاقية، وكأنني أصارع طواحين الهواء. لأنني ببساطة رجل في خبرتي وتجربتي لا يصح أن يدخل في هذه التفاهات لأننا مقبلون علي ظروف صعبة وأرجو أن يستر الله علي هذه الثورة لأنها تحتاج إلي شفافية دون تدخل أغراض شخصية. ويقول محمد الغيطي مؤلف: ورد الجنانين بغضب لا يشرفني أن أدخل مسابقة بهذا الشكل ومن هذا النوع خاصة وأن هذا العرض يواجه حالة عدائية شديدة من المديرين حتي أن المديرين يشعرون أننا أعدنا العمل رغمًا عنهم فيريدون التخلص منه بأي وسيلة وبالتالي ما يحدث حاليا هو ما كان يحدث من قبل لم يتغير أي شيء بل أصبحنا أسوأ من الفترات السابقة لأن العرض في النهاية ليس انتاجهم لذلك لم توضع له دعاية جيدة ولم يرحب به في أي مكان. ويشير الغيطي إلي أن سبب انتقاده لأسلوب الادارة في البيت الفني للمسرح الفترات السابقة كان دافعًا لهم بمنع العرض فأين لائحة هذا المهرجان وأين شروط المشاركة به التي لا نعلم عنها شيئًا وليس هناك وضوح وإذا كانت المسألة بهذا الشكل فأنا لن أسعي للمشاركة به علي الإطلاق. ومن جانب آخر نفت مديرة المسرح الكوميدي عايدة فهمي كل الاتهامات التي وجهت لمديري المسارح قائلة: كل هذه الاتهامات ليس لها أساس من الصحة لأنني رشحت من المسرح الكوميدي «8 في زانزانيا» و«ورد الجناين» وجمال عبدالناصر.. رشح من الحديث «شيخ العرب» و«حباك عوضين تامر»، وخالد الذهبي رشح من القومي «بلقيس» و«خالتي صفية والدير»، وهذه الأعمال حصلت باجماع التصويت علي رفض لجنة المشاهدة لأن معظم اللجنة كانت سبق وشاهدت العروض من قبل ومن لم يكن شاهدها يخرج من التصويت، وكانت أسباب الرفض ما بين أن هناك عروضًا دون المستوي لا ترتقي للمشاركة وأخري لا تنطبق عليها شروط المهرجان. وتضيف: وإذا كنت استبعد هذه الأعمال لأنها ليست انتاجي فعلي الأقل كان يهمني أن أدخل باسم المسرح الكوميدي. كل هذه الاتهامات غير صحيحة لأن عرض «ورد الجناين» رغم أنه بعيد كل البعد عن مسمي المسرح الكوميدي إلا أننا لازلنا نعرضه ووضعته ضمن العروض المرشحة للمهرجان القومي لأنه في النهاية عرض ثورة ويصلح لمسرح الشارع، ولذلك استبعدته اللجنة فالمديرون بريئون من هذه الاتهامات.