مع بدء تفعيل العقوبات الاقتصادية العربية علي سوريا، أعلن وزير الخارجية التركي أمس ان تركيا قد تتخذ قرارا بالتنسيق مع الاسرة الدولية لاقامة منطقة عازلة علي حدودها مع سوريا في حال إذا واجهت تدفقا كثيفا للاجئين الفارين من النزاع في هذا البلد المجاور، الأمر الذي قد ينذر بتحويل مسار الأزمة السورية. وقال احمد داود اوغلو متحدثا لشبكة" 24 الخاصة" ردا علي سؤال عن احتمال اقامة منطقة عازلة: «إننا ندرس جميع السيناريوات.. وفي حال فر آلاف الاشخاص الي حدودنا، فسوف يختلف الوضع. وقد تتخذ اجراءات بالتنسيق مع الاسرة الدولية". في حين، دعت روسيا إلي الكف عن توجيه "انذارات" الي حليفتها في الشرق الاوسط سوريا بعد اقرار وزراء الخارجية العرب عقوبات علي دمشق ومطالبة واشنطن والاتحاد الاوروبي بوقف العنف فورا في هذا البلد. ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله "الاهم الآن هو الكف عن التحرك بواسطة الانذارات ومحاولة اعادة الوضع الي العمل السياسي" مشددا علي وجوب ايجاد تسوية سلمية للنزاع علي غرار ما حصل في اليمن. وقال لافروف: ان "جميع الدول بما فيها تلك التي تطالب الان باتخاذ اجراءات بحق سوريا كان لها موقف مختلف تماما حيال اليمن حيث استمرت المفاوضات حول خطة تسوية سلمية اقترحها مجلس التعاون الخليجي علي مدي أشهر». ميدانياً، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة أمس الأول أن 16 مدنيا لقوا مصرعهم في سوريا، بينهم 11 في محافظة حمص فقط، برصاص قوات الامن والجيش خلال قمعها الاحتجاجات التي تعم المدن السورية المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد. واوضح المرصد انه في مدينة حمص بوسط البلاد استشهد اربعة مواطنين في احياء جب الجندلي وبابا عمرو والخالدية والنازحين، كما عثر علي جثماني مواطنين من حي دير بعلبة في شارع الزير. وفي محافظة حمص نفسها استشهد في مدينة تلكلخ مواطنان احدهما برصاص قناصة وآخر بإطلاق رصاص عشوائي، واستشهد مواطنان في قرية البويضة الشرقية وآخر في قرية الزراعة التابعتين لمدينة القصير إثر اطلاق الرصاص عليه من قبل الشبيحة. وتابع انه في ريف دمشق استشهد ثلاثة مواطنين في بلدة رنكوس بينهم اثنان إثر قصف منزلهما بالرشاشات الثقيلة خلال العمليات العسكرية والامنية التي تنفذها القوات السورية في البلدة. وفي غضون ذلك أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن إجمالي عدد القتلي الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في البلاد بلغ حتي الآن 4140 شخصا ما بين مدنيين وعسكريين منشقين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية. وفي تطور لاحق طلبت منظمة العفو الدولية من مجلس الامن التحرك بسرعة وبطريقة حاسمة بشان سوريا بهدف وقف القمع. وقالت: ان مجلس الامن الدولي "ينبغي ان يحيل الوضع في سوريا الي مدعي المحكمة الجنائية الدولية ليتم بذلك التأكد من ان الذين يرتكبون انتهاكات منهجية لحقوق الانسان في سوريا يحالون أمام القضاء". واضافت منظمة العفو "اخيرا، ينبغي فرض تجميد ارصدة الاسد ومعاونيه الكبار، واخذت علي مجلس الامن عدم تحركه والذي يشجع علي الافلات من العقاب ويدفع الي مزيد من انتهاكات حقوق الانسان. وفي الوقت نفسه قالت لجنة تابعة للامم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن سوريا إن: قوات الجيش والامن السورية ارتكبت جرائم بحق الانسانية من بينها القتل والتعذيب والاغتصاب وان حكومة الاسد تتحمل المسئولية عن تلك الجرائم.ودعت اللجنة التي تحدثت إلي وقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والافراج عن السجناء الذين احتجزوا في عمليات اعتقال جماعية والسماح لوسائل الاعلام وعمال المساعدات ومراقبي حقوق الانسان بالدخول الي البلاد. علي صعيد العقوبات الاقتصادية، رئيس اتحاد الغرف التجارية في سورية غسان القلاع جميع التجار والمنتجين السوريين إلي انتهاج أسلوب «دبر رأسك» باعتباره اختراع سوري بامتياز لمواجهة الأزمة الراهنة والعقوبات العربية والدولية التي فرضت علي السلطات المحلية. ومن جانبه اعلن وزير النقل التركي بينالي يلديريم ان تركيا تنوي تجنب المرور عبر سوريا في المبادلات التجارية "إذا تفاقمت الاوضاع" في هذا البلد المجاور الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبي. وقال الوزير التركي: ننوي تحويل مسار الشاحنات لتمر عبر العراق من خلال تدشين بوابات حدودية جديدة إذا استمر تدهور الاوضاع في سوريا التي فرضت عليها عقوبات دولية. وأكد أن تركيا تدعم بشكل عام العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية الاحد علي سوريا لارغامها علي وقف القمع الوحشي للتظاهرات ضد نظام بشار الاسد. وفي الاثناء انتقد قمر كنج نائب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض عن مدينة تونجلي سياسة رئيس الوزراء طيب اردوغان المتبعة بصدد سوريا، مشيراً إلي إن أردوغان أصبح عدوا لسوريا من بعد المكالمة الهاتفية التي اجراها أوباما مع الاسد. وأعرب النائب المعارض عن اعتقاده بأن اردوغان يرغب في زج تركيا بحرب مع سوريا وللأسف الشديد يسعي اردوغان لدفع تركيا لمغامرة.