في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة تواردت الأنباء عن مقدم قافلة لقريش يقودها أبوسفيان، فأسرع رسول الله «صلي الله عليه وسلم» بجيش صغير وبعدة قليلة لاعتراض القافلة لكن أبوسفيان علم بالأمر فغير مسار القافلة وابلغ قريشا يطلب منها النجدة فبادرت قريش لحماية قافلتها بجيش يفوق جيش رسول الله «صلي الله عليه وسلم» بثلاثة أضعاف. في هذه الاثناء - حيث تغيرت الظروف - استشار الرسول أصحابه في الأمر لكي يضعهم أمام مسئولياتهم الحقيقية، فتحدث المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ واعلنا بلسان المسلمين استعدادهم الكامل لتنفيذ أوامر رسول الله «صلي الله عليه وسلم» بغض النظر عن النتائج والعواقب، فقال لهم الرسول «صلي الله عليه وسلم» (سيروا علي بركة الله، فإن الله وعدني إحدي الطائفتين، ولن يخلف الله وعده والله لكأني انظر إلي مصرع أبي جهل وعتبة وشيبة وفلان وفلان)، ثم أمر بالرحيل إلي بدر وهو «بئر» حيث التقي الجيشان، وقد استغاث النبي «صلي الله عليه وسلم» والمسلمون بالله سبحانه فنصرهم بمدد من السماء حيث يقول عز وجل: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين». وحقق المسلمون بقيادة رسول الله «صلي الله عليه وسلم» وتأييد من الله سبحانه انتصارا ساحقا ومنيت قريش بخسارة كبيرة وتمرغت كبرياؤها بوحل الهزيمة عندما سقطت رؤوس اساطين الشرك من ابي جهل وأمية بن خلف وعتبة وشيبة والوليد وغيرهم تتناثر تحت سنابك الخيل وارجل الابل تاركة وراءها الخزي والعار والشنار. ولابد أن نشير إلي أن الإمام علي ابلي في هذه المعركة بلاء حسنا فقد كان حاملا لواء رسول الله «صلي الله عليه وسلم»، وعندما انجلت غبار المعركة عن مقتل سبعين رجلا من المشركين كان قد قتل نحو نصف عددهم بسيف الإمام علي فيما شارك سائر المسلمين والملائكة في مقتل النصف الآخر منهم.