تعودت قريش على رحلتيها فى الصيف والشتاء للتجارة كما حكى القرآن: ((لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ (1) إِيِلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) )) قريش (1 2) وهكذا عادت تجارة لقريش يحملها 1000 بعير ويحرسها 40 رجلا، ويقود القافلة أبوسفيان بن حرب، هذه هى التجارة التى سمع المسلمون عنها فقرروا أن يعترضوا طريقها ويصادروا ما فيها من أموال ليستردوا بها ما صادرته قريش من أموال المهاجرين إلى المدينة. وعلم أبوسفيان بن حرب أن المسلمين قد خرجوا لاعتراض طريقه والنيل منه، فأسرع متخذا طريقا آخر غير طريق بدر المعتاد محاولا النجاة، كذلك استأجر رجلا إعلاميا يحمل الخبر إلى قريش طالبا النجدة.. فهذا «ضمضم بن عمرو الغفارى» يدخل مكة ويصرخ عند بطن الوادى، وهو واقف على ظهر البعير وقد شق قميصه، وينادى فى الناس: يا معشر قريش اللطيمة.. اللطيمة أموالكم مع أبوسفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه. لا أرى أن تدركوها.. «الغوث الغوث» واستجابت قريش فالجميع بين مسارع بالاستعداد أو منتدبا بديلا عنه أو مساعدا.. فما من بيت ولا عائلة فى مكة إلا وخرج بعض أفراده للقتال سوى بنى عدى فلم يخرج منهم أحد، أما بنوهاشم فكبيرهم فى مكة أبولهب قد تخلف واستأجر بديلا عنه ورجع أبناء أبى طالب بسبب سخرية أبى جهل منهم، كذلك فقد رأى أمية بن خلف عدم الخروج فجاء عقبة بن أبى معيط ومعه (بخور ومبخرة) وخاطب أمية قائلا: «تبخر يا أمية فإنما أنت من النساء ليس عليك خروج ولا حرب!!» فقال أمية: «قبحك الله وقبح ما جئت به يا أبا جهل» واضطر أمية بن خلف للخروج دون حماسة خشية ملامة الناس.. وفى مثل حالة أمية رجال كثيرون فى قريش نزل القرآن يكشف موقفهم ويحذر المسلمين من أن يصابوا بكبر وغطرسة ورياء مثلما أصاب قريش «وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» الأنفال (47)