قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تحقيق لها عن المملكة العربية السعودية أن السعوديين اخذوا يزدادون وعيا بأهمية المشاركة السياسية لكنهم يجدون في الدولة خصما لا يمكن التنبؤ بما سيفعل. وقالت جيسون بيرك مراسلة الصحيفة أن السعوديين الذين يشكل من هم دون سن الثلاثين منهم 70% من السكان ومن هم دون السادسة عشرة 35% هادئون، بينما بقية العالم العربي في حالة ثورة. وأضافت أنه علي الرغم من أن انتباه العالم الخارجي ينصب علي وقوع احتجاجات قليلة، فقد كشفت عشرات من المقابلات خلال أسبوعين في مناطق محافظة للغاية في العاصمة الرياض، ومدينة جدة الليبرالية نسبيا، عن دولة ما تزال فيها الرغبة المتزايدة في الإصلاح بعيدة جدا عن وصول حد المعارضة الجماهيرية. وقال الدكتور مصطفي العاني، وهو محلل في مركز أبحاث الخليج: "السعودية ببساطة تختلف جدا عن مصر أو تونس أو سوريا". واوضحت الصحيفة أن كل من يأمل بحدوث تغيير كبير قريبا من المرجح أن يخيب أمله. الكلمة التي تتردد في السعودية هي "تدريجي". كما أن أي نشاط يبقي مقيدا بشدة في هذه الدولة المحافظة. ووفقا للجارديان، القضايا الاجتماعية مثل العجز البيروقراطي، والفقر والفساد يمكن شجبها لكن طالما لا يتم المساس بالسلطة ومكانة آل سعود. ونادرا ما يتم التعبير عن الغضب المنتشر، حتي وإن ارتفع سقف ما يمكن الحديث عنه، كما تقول النساء اللاتي يقمن بحل الأحجية. ويشدد جمال خاشقجي، وهو صحفي اصلاحي بارز، علي الكيفية التي ينظر بها الي حكم آل سعود باعتبار انه يحافظ علي تماسك دولة حديثة نسبيا تضم العديد من المجتمعات المختلفة. ويقول: "كانت مصر في بعض الاوقات أصغر او أكبر، لكنها لم تكن منقسمة لالاف السنين. وللمصريين هويتهم الخاصة، ولم ينطلق السعوديون في الطرقات متظاهرين من اجل التغيير لانهم يدركون انه لا يمكنهم ان يتفقوا علي ذلك. وأوضحت الجارديان أن معظم السعوديين في حال افضل كثيرا مما كانوا عليه قبل عقود قليلة مضت، غير ان هذا الوضع قد يطرأ عليه التغيير أخيرا. اذ يقول كبير الاقتصاديين في "البنك السعودي الفرنسي" في الرياض جون سفاكياناكيس ان "صورة الاقتصاد الواسعة تبدو في الوقت الحالي جيدة، الا انها علي المدي الطويل لا بد ان تكشف عن النواقص". فعدد السكان السعوديين سيصل في العام 2020 إلي 35 مليونا، وهؤلاء سيحتاجون إلي طاقة كبيرة لسد احتياجاتهم. ولن تكفي عوائد النفط السعودية للمحافظة علي ذات مستوي الحياة بالنسبة الي الكثيرين. ومن الاهداف التي تهدف اليها البلاد تشجيع عمليات الابداع، والتفكير المستقل، الذي يمكن ان يسمح للشبان السعوديين بمساءلة السلطة. وقال "لقد بدأ بالفعل التغيير الاجتماعي بوجود الانترنيت والتلفزيون عبر الاقمار الاصطناعية". ويبدو في الوقت الحالي مع ذلك ان اي مواجهة حقيقية لعائلة آل سعود او للتحفظ المتشدد في البلاد علي انها بعيدة الاحتمال، أيا كان ما يجري في بقية المنطقة. نقلا عن الجارديان البريطانية ترجمة داليا طه