زيارة المقابر صباح كل عيد عادة تمارسها العديد من الأسر المصرية، وتكتظ المقابر بهم فى تقليد أصبح الكثير يعتقدون أنه نوع من الطقوس الدينية، وهناك من لم ينقطع عن هذه العادة فى أى عيد، فالكثير ممن يُتوفى أحد أقربائه أو أحبائه يعتبر ذلك شيئا واجبا، وهناك من يرى أنه إفساد لفرحة العيد. قالت منال بيومى – 28 عامًا موظفة – إن بعض الشيوخ يؤكدون أن الذهاب للمقابر فى الأعياد مكروه شرعا، ومع ذلك فهى تزور قبر والدتها كل عيد، فلا تستطع الاحتفال دون زيارته، اعتقاداً منها أنها سوف تشعر بها وتسعد بزيارتها، مضيفة أنها لا تأخذ معها مأكولات من المنزل ولكن تشترى ما تريد التصدق به من المحلات وتقوم بتوزيعه على المتواجدين فى المقابر. فيما قالت الحاجة صباح – ربة منزل - أنها تزور قبر زوجها يوم وقفة العيد المتوفى بسبب كراهة الزيارة يوم العيد وتجنبا لزحام المقابر فى الأعياد. واتفقت معها الحاجة فتحية كمال – ربة منزل – حيث تزور قبرى زوجها ووالديها فى جميع المناسبات، حيث تشاركهم فرحها أو احتفالها بهذه المناسبات، مشيرة إلى أنها تطهى بعض المأكولات والحلوى لتوزعها فى المقابر كصدقة على روح زوجها ووالديها، وتعطى أحد المقرئين المال لقراءة القرآن على المقابر حتى يصل ثوابها إليهم. أما محمد عاشور – محاسب 35 عامًا- يرى أن زيارة القبور فى الأعياد نوع من إفساد الفرحة فى الأعياد، ومن الأولى زيارة الأحياء كنوع من الود وصلة الأرحام, ويقول إنه لا يذهب إلى المقابر إلا إذا كان هناك ميت يتم بدفنه، حينها يذهب بعد الدفن لزيارة موتاه وقراءة الفاتحة لهم جميعا. ويتفق معه نشأت مصطفى – موظف 46 عامًا - لأن بعض زوارها يقومون بالنواح والعويل والبكاء بالقبور بدلا من قراءة الفاتحة عند قبر الميت والدعاء له, مضيفا أن القبور يمكن زيارتها فى أى وقت من العام, فلماذا نقوم بإفساد فرحتنا فى الأعياد؟. وأكد محمود دسوقى – عامل 25 سنة - أن ظاهرة زيارة القبور فى الأعياد تشجع بعض المتسولين الذين يستغلون توافد الناس على المقابر لاستعطاف الناس والتسول أمام باب المقبرة مقابل الدعاء لهم وللميت، والبعض الآخر يقوم بتسريح الأطفال بباقات الورد لبيعها لزائرى المقابر. وعن رأى الدين فى ذلك قال د.عبدالحميد الأطرش - مستشار سابق بلجنة الفتوى بجامع الأزهر - أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تزهد فى الدنيا وتذكر الآخرة، فزيارة القبور للعظة والاعتبار جائزة بشرط أن يلتزم الزائر بآداب الزيارة، بمعنى ألا يتكئ على قبر ولا يجلس عليه، لأن النبى قال لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر»، والبعض يقف أمام قبر والديه كأنه يقف أمامه فى الدنيا بأدب وخضوع. أما بالنسبة للنساء فلا يجوز للنساء زيارة المقابر لقوله صلى الله عليه وسلم «لعن الله زوارات القبور»، ولكن لا مانع من زيارتها للقبور إذا كانت عجوزا، وعليها الالتزام بآداب الزيارة، أما الشابات فلا يجوز لهن زيارة القبور. وأضاف: أنه يجوز للإنسان أن يقرأ الفاتحة لوالديه، مشيرا إلى أن توزيع الصدقات فى أى مكان جائز، وزيارة القبور فى أى وقت جائزة حتى فى أيام العيد يجوز للمسلم أن يزور قبر والديه طالما يلتزم بآداب الزيارة وألا يكون على القبور صياح أو عويل أو خلاف ذلك. ويقول وليد إسماعيل - رئيس ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب وآل البيت - أن زيارة القبور فى الأعياد من البدع التى لم تجئ بها آية قرآنية أو حديث شريف، والمقصود بالعيد الفرحة وليس الحزن، فزيارة القبور كعادة اجتماعية من باب الوفاء للميت لا تكون فى أيام العيد، لأنه للاحتفال والفرح والبهجة وليس للحزن فالنبى قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تزهد فى الدنيا وتذكر الآخرة»، وتذكر الموتى يعطى انطباعا إيمانيا بالحزن لكنه ليس مطلوبا فى الأعياد ولو كان خيراً لسبقونا إليه، فالرسول والصحابة لم يزروا القبور فى الأعياد. أما عن مظاهر الاحتفال فى المقابر فهى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان فالأكل وجلب مقرئ لقراءة القرآن من البدع، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها من «أحدث فى أمرنا هذا فهو رد» يعنى رد عليه ما قام بعمله فمن هنا تكون البدعة، ولم يرد عن النبى قراءة القرآن للميت عند القبر فى الأعياد أو جلب مقرئ، لذا فإن قراءة القرآن على الميت خالف الأصل فالأصل الدعاء للميت وإخراج الصدقات. ومن يستأجر أحد لقراءة القرآن على القبر يخالف الأصل فهو لم يرد، فالأصل الدعاء للميت، فزيارة القبور والأكل عند القبور وتوزيع الصدقات «الرحمة والنور» عند القبور ليس من الإسلام ولا السنة فى شيء فهى أصلها عند الدولة العبيدية الفاطمية.