يحرص المصريون في الأعياد على إتباع العديد من التقاليد والعادات المورثة منذ القدم، فلم يعرف العيد فقط بالتنزه والترفيه وتبادل الزيارات، فعادة المصريين صبيحة يوم العيد هي زيارة المقابر، يراها البعض نوعًا من الولاء للراحلين ويرى آخرون بدعة وضلال، وأيضا تمثل زياره المقابر لبعض المجتمعات شئ مقدس لا يمكن الاستهانه به . المصريون يتوارثون تلك العادة منذم القدم وحتى الآن، يذهبون إلي المقابر لتوزيع الكعك والفاكهة والنقود – رحمة على الأموات – وتلاوة القن والدعاء . واختلفت آراء علماء الدين حول جواز زيارة القبور في العيد، وكان رأي الكثير منهم أنه لا أصل له في الدين الإسلامي، وأن تلك الزيارة أمر مكروه وبدعه لا أساس لها. من ناحيتها، قالت دار الإفتاء المصرية، إن زيارة القبور سُنَّةٌ في أصلها، مُستحبةٌ للرجال باتفاق كافَّة العلماء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا... الحديث» ؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ» . وأضافت الإفتاء، فى إجابتها عن سؤال ورد إليها جاء فيه: «ما حكم زيارة القبور فى الأعياد؟»، أن الميت ينتفع بثواب القراءة والدعاء والصدقة، وأُنْسِه بالزائر؛ لأن روح الميت لها ارتباطٌ بقبره لا تفارقه أبدًا؛ ولذلك يعرف من يزوره، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ»، كما رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة القبور بالوعد بالمغفرة والثواب فقال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا». وأوضحت وزيارةُ القبور مستحبةٌ للنساء عند الأحناف، وجائزةٌ عند الجمهور، ولكن مع الكراهة في زيارة غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لِرِقَّةِ قلوبهنَّ وعدمِ قُدرَتهنَّ على الصبر. وأشارت إلى أنه ليس للزيارة وقتٌ مُعَيَّن، والأمر في ذلك واسع، إلا أن الله تعالى جعل الأعياد للمسلمين بهجة وفرحة؛ فلا يُستَحبُّ تجديد الأحزان في مثل هذه الأيام، فإن لم يكن في ذلك تجديدٌ للأحزان فلا بَأْسَ بزيارة الأموات في الأعياد، كما كانوا يُزارُون في حياتهم في الأعياد.