أعلن رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونه أن الحكومة ستقوم بإعادة الأشخاص الذين تسببوا في أحداث الشغب في مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كم شمال شرق عمان) مساء أمس”الثلاثاء” من حيث جاءوا. وقال الطراونه- في تصريح صحفي عقب لقائه اليوم الأربعاء في مبنى مديرية شرطة محافظة المفرق مع مديري الأمن العام الأردني حسين المجالي والدرك توفيق الطوالبة والجهات المعنية باللاجئين السوريين- إن الذين قاموا بأعمال الشغب هم عدد قليل من سكان المخيم حيث القي القبض على مجموعة منهم وستتم إعادتهم من حيث أتوا”، مؤكدا أن الحكومة والأجهزة المعنية لن تتساهل في هذا الأمر من حيث إعادة أي شخص يخترق القانون لأننا دولة قانون ،مشددا على أن هذه الرسالة يجب أن تكون واضحة للجميع “بأننا نحتضن إنسانيا ولكن لا يلتف أي أحد علينا قانونيا”. وأضاف: أن الأردن يقوم بواجبه والتزامه الأخلاقي والإنساني والقومي تجاه جميع أشقائه العرب إلا أن هذا الأمر لا يعني تحت أي ظرف أن نتساهل بأي أعمال شغب خارجة عن القانون”. وتابع: “طالما أن القانون يطبق على الأردني فهو يطبق على غير الأردني أيضا من باب أولى وهذا الأمر لن نتهاون به إطلاقا وسيطبق القانون بحذافيره”. وأشار إلي أن الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين وفدوا إلى الأردن والإضافات اليومية من اللاجئين -التي تأتي خاصة في الليل وتستغيث وتستنجد وتجد النخوة من قبل الأردنيين والقوات المسلحة والأجهزة العاملة في المنطقة – تحتاج إلى تنظيم هذا الأمر بشكل كبير. ولفت إلى أن مخيم “الزعتري” بالتحديد لا يحتوي حاليا إلا على العدد القليل من اللاجئين، كاشفا عن إجراءات جديدة سيتم إتباعها لتنظيم هذا الأمر، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه ستكون هناك غرفة عمليات لكل مخيم موجودة “وسنبحث أيضا عن مواقع جديدة لإقامة مخيمات عليها لأننا لا نعرف الحد الزمني لهذه العملية”. وأكد أنه ستكون هناك قبضة أمنية أساسية وسيتم منع الزيارات لداخل المخيمات والمغادرة من المخيمات إلا بموجب تصريح أمني، مشددا على أن الحكومة الأردنية وبالتعاون مع الجهات والمنظمات المعنية ستقوم بكل ما تستطيع لتحسين وضع الخدمات سواء في المأكل والمشرب، منوها بأن العناية الطبية موجودة وهي على أفضل ما يرام. وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونه إن المجلس سيناقش غدا “الخميس” قضايا التعليم للاجئين السوريين بالحد الذي نستطيع فيه مقاسا بحجم المساعدات التي تأتي”. وكان وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور فايز السعودي قد أشار في جولة تفقدية اليوم بمدينة الرمثا (95 كم شمال عمان) والمتاخمة للحدود الأردنية- السورية إلى أن عدد الطلبة السوريين بالمملكة يقدر حاليا بنحو 17 ألفا. وأعاد الطراونه التأكيد ، في تصريحه الصحفي بمحافظة المفرق اليوم ،على أن توجه الأردن كما هو عهد العالم أجمع بها مستمر في القيام بواجباتها تجاه أشقائها والإنسانية جمعاء ، لافتا إلى أن الأحداث الدامية التي يشهدها بشكل خاص جنوب سوريا أدت إلى توافد عدد كبير من اللاجئين السوريين في الأيام الأخيرة منذ عطلة عيد الفطر وحتى اليوم تراكميا على ما قدم إلى الأردن منذ بداية الأحداث وأصبح الأمر كبير للغاية مقاسا بالموارد المتاحة لدينا وخاصة المورد المائي الذي يعد من عوامل الندرة في المملكة. وقال الطراونه” إننا في الأردن نتعامل مع هذه الظروف ونناشد كل الجهات الشقيقة والصديقة في العالم لمعونتنا في تحمل مسئولياتنا أمام الله وأمام الضمير”، مشيرا إلى أن تقديم الخدمات الأساسية للاجئين لن يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة للأردنيين”. وأشار إلى أن وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني الدكتور جعفر حسان وممثل مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن أندرو هاربر والمعنيين بالهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية سيعقدون مؤتمرا صحفيا يوم “السبت” المقبل لشرح أبعاد هذه القضية الإنسانية والبعد الخدمي في تلك المواقع وسيرسلون نداء لكل الجهات لن يكون حصرا بالحكومة الأردنية وإنما بست منظمات معنية تابعة للأمم المتحدة لتقديم الدعم والمساعدة. وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونه قد استمع خلال اللقاء إلى إيجاز حول الأحداث المؤسفة التي تعرض لها عدد من رجال الأمن العام والدرك الأردني مساء أمس في مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين الذي يقطنه حاليا أكثر من 22 ألف لاجئ حيث قامت مجموعة منهم برشق القوات المتواجدة في المخيم بالحجارة أثناء محاولتهم الخروج من المخيم مما أدى إلى إصابة 28 من عناصر تلك القوات أحدهم مصابا بكسر في الجمجمة. وتضمن الإيجاز الإجراءات التي من شأنها تيسير تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين وتوفير الحماية لهم فضلا عن الإجراءات الأمنية المتبعة والخطط للتعامل مع أي طارئ .. وطالبت الجهات المعنية بمخيم “الزعتري” بإعادة النظر في الإجراءات التنظيمية داخل المخيم وحصر عملية توزيع المساعدات من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. وكان مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين بمحافظة المفرق الأردنية قد شهد مساء أمس”الثلاثاء” مصادمات وأحداث شغب هي الثانية في غضون أربعة أيام بين ما يقرب من مائتي لاجئ سوري بالمخيم وقوات الأمن العام والدرك الأردنية أسفرت عن إصابة 28 من عناصر تلك القوات- نقلوا إلى مستشفى المفرق الحكومي والمدينة الطبية في عمان لتلقي العلاج وحالة أحدهم خطرة – وذلك احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة داخل المخيم. وقد لقي إعلان وزير الخارجية الأردني ناصر جوده أمس عن افتتاح مخيم ثان للاجئين السوريين بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة “رباع السرحان” بمحافظة المفرق ترحيبا من قبل اللاجئين في مخيم “الزعتري” الأمر الذي سيساعد على تحسين الأوضاع المعيشية لهم وعدم تكدسهم في المخيم الحالي. ويشير الأردن إلى وجود أكثر من 180 ألف لاجئ سوري على أراضيه منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 من بينهم نحو 68 ألفا بين مسجل ومن هم في انتظار التسجيل بالمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ،الأمر الذي يلقي بأعباء إضافية كبيرة على بنيته التحتية وموارده المحدودة.