قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة "إننا نراقب عن كثب كل التطورات في سوريا وضمان ألا يكون لها انعكاسات أمنية أو إنسانية أو اجتماعية على الأردن". وأكد الطراونة، في تصريح صحفي عقب جولة ميدانية له اليوم "الاثنين" تفقد خلالها أماكن اللاجئين السوريين والمخيمات المؤقتة بمنطقة الحدود الشمالية للأردن "إن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ أي إجراء من شأنه الحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين.
وأشاد بالجاهزية والاستعداد والمعنويات العالية للقوات المسلحة الأردنية " ليس فقط في قضية الدفاع ضد أي اختراقات قد تحدث.. ولكن أيضا في مهمتها الإنسانية التي تقوم بها باستقبال السوريين"، منوها أيضا بدور قوات الأمن العام والدفاع المدني والدرك الأردنية، مؤكدا أن هذا يعد مصدر فخر للجميع.
وأكد أن الحكومة الأردنية وبالتعاون مع الجهات الدولية المختصة مستمرة في تأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين بالشكل الإنساني اللائق وفي نفس الوقت فإنها ستعمل على حماية الأردن والمواطنين في تلك المنطقة من أي تداعيات سلبية.
وأشاد الطراونة بالجهود التي تبذلها جميع الأجهزة المعنية بموضوع استقبال اللاجئين السوريين خاصة في ضوء الازدياد المضطرد في أعداد اللاجئين وما يفرضه من أعباء متزايدة على الأردن في شتى المجالات.
وقال الطراونة " لقد حرصنا اليوم على زيارة الحدود الشمالية وتجولنا وتنقلنا من المخيمات المؤقتة إلى موقع المخيم في منطقة "الزعتري" بمحافظة المفرق والذي تم اعتماده لاستقبال اللاجئين السوريين "، مشيرا إلى أنه سيتم تجهيزه بالوحدات الصحية والخدمات الأساسية المناسبة بالتعاون بين الهيئة الخيرية الهاشمية والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والدول المانحة".
وأشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن الحكومة راعت أن يكون مكان المخيم بعيدا عن التجمعات السكنية، وقال" لا نريد أن نخلق مشاكل للمواطنين بوجود مخيمات للاجئين داخل الأحياء السكنية ولذلك سيتم ترحيل اللاجئين في سكن "البشابشة" بمدينة الرمثا وغيرها خلال أسبوع إلى موقع المخيم في منطقة "الزعتري" بمحافظة المفرق(75 كيلو مترا شمال شرق عمان).
وأكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة أن استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين يفرض على بلاده متطلبات كبيرة جدا لإدامة معيشة الإنسان وصحته، مشيرا إلى أنه وحتى هذه اللحظة فإن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى تقوم بهذه المهام من استقبال الوافدين عبر المنافذ الحدودية أو الدخول غير المشروع هربا ، وذلك انطلاقا من الداعي الإنساني الذي يليق بالأردن وبحضارته وصورته.
وقال الطراونة " شاهدت كيف يتعامل الإنسان العسكري في هذه المناطق مع الإنسان الوافد "، منوها بدور القوات المسلحة في المراقبة الحثيثة على كامل الشريط الحدودي لحماية البلد والمواطن الأردني أمام أي محاولات اختراق أو عبث.
وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة قد تفقد خلال جولة ميدانية له اليوم"الاثنين" أماكن استقبال اللاجئين السوريين والمخيمات المؤقتة في منطقة الحدود الشمالية أطلع خلالها على الجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة المعنية للتخفيف عن الأشقاء السوريين الذين لجئوا للأردن منذ بداية الأزمة.
واستهل الطراونة جولته بزيارة إلى مخيم "البشابشة " في مدينة الرمثا المتاخمة للحدود الأردنية- السورية " 110 كيلو متر شمال عمان" حيث أطلع على أحوال السوريين المقيمين فيه والخدمات المقدمة لهم .
واستمع الطراونة خلال الجولة، التي رافقه فيها وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي رئيس مجلس أمناء الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الأمير راشد بن الحسن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل الزبن ومدراء الأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني الأردني ، إلى شرح حول عملية تسجيل اللاجئين من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
كما زار رئيس الوزراء الموقع الذي خصصته الحكومة الأردنية لإنشاء مخيمات الطوارئ للاجئين السوريين بمنطقة "الزعتري" في محافظة المفرق ، واستمع إلى شرح من الأمير راشد بن الحسن حول الترتيبات التي اتخذت لتجهيز المخيم وتزويده بالخدمات الأساسية.
ومن المنتظر أن يبدأ المخيم الذي تشرف عليه الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين، باستقبال اللاجئين السوريين المتواجدين في المملكة فيه خلال وقت قريب.
وتفقد رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة خلال الجولة التي رافقه خلالها رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل الزبن المنطقة العسكرية الشمالية، واستمع إلى إيجاز حول الواجبات التي تقوم بها الوحدات العسكرية هناك في منع عمليات التسلل والتهريب إضافة إلى دورها الإنساني في استقبال اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الأساسية لهم إلى حين إيصالهم إلى مخيمات اللاجئين.
وكان مجلس الوزراء الأردني قد ناقش في جلسة عقدها أمس "الأحد" برئاسة الدكتور فايز الطراونة التطورات الميدانية وتصاعد الأحداث في سوريا وما رافق ذلك من تداعيات على الأردن وبخاصة الازدياد المضطرد في أعداد اللاجئين السوريين وما يفرضه من أعباء متزايدة على المملكة في شتى المجالات.
وتشير السلطات الأردنية إلى أن أعداد اللاجئين السوريين القادمين إلى المملكة قد ارتفعت لتصل حاليا نحو 160 ألفا، فيما توقعت مصادر أردنية أن يستمر تزايد عددهم ليصل إلى أكثر من 200 ألف لاجئ الأسبوع الحالي في حال استمرت المجازر والقصف العشوائي الذي يتسبب بنزوح عائلات سورية الأمر الذي يلقي أعباء كبيرة وضغطا على الأردن في ظل تقديرات بأن كلفة استضافته اللاجئين السوريين تبلغ 300مليون دولار أمريكي.
وتقول جمعيات أردنية تقدم الإغاثة للاجئين السوريين إن أعداد اللاجئين الإجمالية قد تجاوزت 250 ألف لاجئ موزعين على مواقع مختلفة في المملكة فيما تشير المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنها سجلت فقط 35 ألفا من اللاجئين السوريين بالأردن.
