كتبت : شيماء حفظي في تراجع واضح لقيمة الروح، وقدسية الدم البشري وحرمة سفكه، اعتدنا أن يكتسب يوم الجمعة أسماء أخرى لكنها حتماً ترتبط بتوقيت "الصلاة"، وما بين جمعة "الغضب" وجمعة "الشهداء" تمتد التسميات، لنصل إلى جمعة "الدم" في العالم. «البداية من فرنسا» بدأت أحداث الجمعة الدموية، بهجوم شنه شخص يحمل راية تنظيم "داعش"، على مصنع للغاز في مدينة ليون الفرنسية، ليفقد شخص حياته جراء هذا التفجير، الذي كشفت الداخلية الفرنسية عن أنه من أصل عربي يدعى "ياسين صالح"، وقرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مغادرة القمة الأوروبية والعودة إلى باريس بعد الهجوم، فيما قررت الحكومة تشديد الأمن في جميع المواقع الحساسة في ليون، إلا أن هذا التفجير يأتي بعد حوالى 6 أشهر على هجمات في باريس أدت إلى مقتل 17 شخصاً في يناير. «الشيعة ينزفون في الكويت» وفي سلسلة انتهاك الأرواح، واصل الإرهاب طريقه عابراً من أوروبا ليصل إلى الخليج العربي، في نفس اليوم، حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي تبنيه لحادث تفجير ضخم هز أركان الكويت ليعصف بحياة 24 شخصاً كانوا يأدون صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الصوابر بالعاصمة الكويتية. وفي "عمل انتحاري" لأحد عناصر تنظيم داعش، فجر نفسه بحزام ناسف وسط المصلين في مسجد الإمام الصادق بوازع أنه تابع للمسلمين الشيعة. ويعد تفجير المسجد هو الأكبر منذ احتلال العراق لأراضي الكويت عام 1990. «الإرهاب يعبر إلى إفريقيا» وبعد فارق التوقيت فقط، دوى صوت التفجير في تونس، ليعلن صوت النفير عن وقوع قتلى ومصابين وصلوا إلى 47 شخصًا. حيث هجم عنصرين إرهابيين على فندق "إمبريال مرحبا" بمنطقة القنطاوي في مدينة سوسة الساحلية، وأطلق أحدهما النار على السياح ومن ثم قتل، فيما لاذ الآخر بالفرار. لتيقى جثة الإرهابي ملقاة على الشاطئ بالمنتجع بعد أن أسقط 27 قتيلاً وأكثر من 20 مصاباً. لتعود تونس بذلك إلى هواجس الإرهاب بعد عدة أشهر فقط من حادث متحف باردو الذي قتل فيه 21 سائحاً، في مارس الماضي والذي تنباه أيضاً تنظيم داعش. وتأتي هذه التفجيرات لتمثل طقوساً جديدة هي "آخر تقاليع داعش" ليحتفل بها أعضاء التنظيم بشهر رمضان فيما أطلقوا عليه "غزوة رمضان" استجابة لكلمة المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، الثلاثاء الماضي، والتي دعا فيها عناصر التنظيم في العالم، لتنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان، على غرار الغزوات النبوية.