حاول بعض وسائل الإعلام العالمية استباق نتائج التحقيقات فى حادث الطائرة الروسية المنكوبة التى راح ضحاياها 224 راكبا الأسبوع الماضى بعد سقوطها بمنطقة «الحسنة» بسيناء مستغلين جنسية الطائرة ومكان الحادث فى ترويج بعض السيناريوهات للتأثير على قرار الراغبين القدوم إلى مصر فى هذا التوقيت وخاصة السياح الروس الذى تتراوح أعدادهم سنويا إلى 2.5 مليون سائح. وهو ما كان له تأثير بالفعل على عدد من شركات الطيران العالمية ودفعها لتغيير إيقاف بعض رحلاتها أو تغير مسارتها الجوية بالأراضى المصرية تصديقا للسيناريوهات الكاذبة التى ذكرتها هذه الصحف وكانت على رأس هذه الشركات وفقا لما جاء فى تقرير flightradar 24 الذى يرصد حلات الطيران حول العالم شركة الطيران الروسية «أورالسكى أفيالينى» والتى قامت بتغيير مسار رحلاتها فى مصر متفادية الطيران فوق شمالى سيناء وفى نفس الإطار أعلنت شركات طيران خليجية أنها ستغير مسار رحلاتها كاحتياط أمنى، لتأتى بعد هذا قرارات مماثلة من شركات الخطوط الجوية القطرية وطيران «الجزيرة» الكويتية التى توفر رحلات طيران منخفضة التكاليف وطيران «الخليج» الذّى أبدى رغبته لإتباع هذا الإجراء كما أعلنت أيضا شركتا الطيران الألمانية «لوفتهانزا» والفرنسية «إير فرانس» أنهما قررتا تفادى الطيران فوق سيناء فى انتظار معرفة أسباب تحطم الطائرة الروسية وهو ما فسره أحد مسئولى وزارة الطيران المدنى على أنها مؤامرة من بعض الدول المنافسة للسياحة المصرية فى المنطقة من خلال نشر تفسيرات تخويفية للتأثير على السائح الراغب فى القدوم إلى مصر الفترة المقبلة. وجاءت صحيفة واشنطن بوست فى مقدمة الصحف التى استبقت نتائج التحقيقات فى الحادث وربطت بين ما حدث للطائرة الروسية على الأراضى المصرية بما تقوّم به روسيا من إجراءات فى سوريا وقالت الصحيفة إن تحطم الطائرة الروسية يأتى بعد شهر من تدخل روسيا عسكريا فى سوريا لضرب الجماعات المعارضة للرئيس بشار الأسد ومن بينها داعش وأبرزت الصحيفة زعم جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء بإسقاط الطائرة عمدا، ردا على غارات الطائرات الروسية فى سوريا، وهو الأمر الذى رد عليه اللواء محمد الغبارى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، مؤكدا أن ادعاء ولاية سيناء نوع من الجهل الذى يصعب التعامل معه وحتى ينجح فى إصابة الطائرة لابد أن يكون صاروخا متوسط المدى ويحتاج لتشكيل ثابت على الأرض. وأضاف أن: ارتفاع الطائرة الروسية يحتاج ل«كتائب» صواريخ ثابتة لاقتناصها وهذا مستحيل فى ظل تسليح «الإرهابيين» وهذا يتنافى مع اسلوب العمل الإرهاب لأنه يضرب ويتحرك وليس له مكان ثابت وأنواع الصواريخ مع الإرهابيين هى صواريخ محمولة على الكتف ومداها لا يمكن أن يزيد على 2 كيلو متر. كما حاول عدد من الصحف التركية أيضا إبراز ما قاله أحد مسئولى شركة متروجيت للطيران ألكسندر سميرنوف، أن طائرة الإيرباص «A 321» الروسية المملوكة ل«متروجيت»، التى تحطمت فى مصر كانت فى حالة تقنية ممتازة مؤكدا أن السبب الوحيد المحتمل هو عمل خارجى وليس سبب فنى وهو ما استغربه عدد من خبراء الطيران موضحين أن إصرار الشركة على أن إجراءات السلامة والصيانة الخاصة بها لا يمكن أن تكون سببا فى الحادث شىء غير منطقى وأن هناك العديد من العيوب الفنية التى من الممكن أن تحدث لهذا الطراز من الطائرات وقال أحد كبيرى المهندسين بشركة مصر للطيران للصيانه والذى رفض ذكر اسمه إنه من الصور والبيانات الأولية عن الحادث يستبعد تماما أن تكون الطائرة سقطت بفعل عمل خارجى متسائلا لماذا استبعدت الشركة الروسية حدوث مشاكل فنية للطائرة أثناء الطيران كتعرض الطائرة على سبيل المثال لانفجار من الضغط الهائل الناجم عن خلل هيكلى مفاجئ سمح للهواء المضغوط فى مقصورة الطائرة بالهروب فى صورة انفجار، وهو ما يسمى بالانفجار النظيف الذى لا يترك آثار حريق لكنه قاتل بنفس درجة الانفجار العادى، مؤكد أن هناك العديد من حوادث الطيران حدثت بهذه الطريقة على مستوى العالم، مؤكدا أن الذى يستطيع تحديد سبب الحدث هى اللجنة المكلفة بالتحقيقات وليس السيناريوهات المختلفة. من جانبه أكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى أن جميع التكهنات التى تنشر حول سبب وقوع الحادث فى هذه المرحلة سابقة لأوانها ولا تعتمد على أية معطيات أو أدلة ملموسة. وأضاف الوزير أنه تم تشكيل لجنة متخصصة فى حوادث الطيران لتتولى التحقيق، وأن مصر تقود التحقيق بالتعاون مع الجانب الروسى وأيرلندا (بلد تسجيل الطائرة) والشركة المصنعة، وذلك حسب تشريعات الطيران الدولية، وهناك تعاون كامل بين جميع الجهات المشتركة فى التحقيق وقد بدأت اللجنة مهامها فور وقوع الحادث بتفقد موقع حطام الطائرة.