فتاة صغيرة.. نحيفة.. ملامحها دقيقة رقيقة.. سمراء جميلة تنام فى حضن أمها طوال رحلة السيارة التى لا تستغرق أكثر من ساعتين من قربها بإحدى محافظات شرق الدلتا إلى القاهرة ترى الأسى والبؤس يشكلان ملامح وجه الأم التى تلقى بنظرة على الصبية بقدر ما تحمل هذه النظرة من حب بقدر ما تحمل من حزن تتذكر الأم مولد طفلتها وكيف كانت فرحة مسرورة بقدومها بعد أن جاء حملها الأول بولد فقد كانت تتمنى البنت وتنتظرها بفارغ صبر.. هى حبة العين جزء من القلب وقد أصاب القلب الوجع فقد تحملت الطفلة الكثير.. الكثير الذى لا يقوى عليه الرجال وبالرغم من أنها عود أخضر صغير يحتاج إلى أن يكبر ويشتد ولكن ها هى الرياح تأتى محاولة أن تكسره ولكنها وجدته صلبًا بالرغم من أن عمرها لا يتعدى العاشرة.. تقول الأم إن الطفلة كانت حبيبة أبيها لم يكن يهمل لها طلبا منذ أن بدأت تنطق ويعرف لسانها الكلام.. كان ينهرنى لو رفضت لها طلبا فهو يريد أن يراها سعيدة ويرى ابتسامتها على الشفاه.. مرت الأيام وبلغت السادسة من عمرها.. كان يومًا من أيام الصيف الحارة الخانقة استيقظت الطفلة باكية تمسك رأسها.. حضنتها الأم وسألت ما بك؟ وضعت الطفلة يدها على رأسها وأخبرت الأم أن هناك ألمَا.نظرت الأم لوجه الطفلة ولاحظت أن عينيها يشوبهما الأحمرار حاولت الأم إلها الطفلة قليلًا ولكنها عادت للبكاء وأخذت تتألم ظلت هكذا طوال النهار حتى عاد الأب من عمله وشاهد طفلته الحبيبة وهى تتألم بل لاحظ أن درجة حرارتها مرتفعة تساءل الأب عن السبب أخبرته الأن انها استيقظت من النوم بهذه الحالة ولكن لم تكن درجة الحرارة مرتفعة وأن هذا ربما يكون بسبب نزلة برد طلب منها اصطحاب الطفلة إلى المستشفى فى الصباح.. وكانت ليلة قاسية لم تنم فيها الطفلة من شدة الألم وبات الأب والأم ليلتهما يحاولان تخفيف الآلام عن طفلتهما وفى الصباح حملتها الأم إلى المستشفى فحصتها الطبيبة وشخصت الحالة بأنها مصابة بالتهاب بالعينين بسبب حرارة الجو والتلوث ووصفت لها بعض الأدوية وطلبت أن تراها بعد أسبوع مر هذا الأسبوع على الطفلة وأسرتها كأنه سنة.. فهى لم تكف عن البكاء من الألم والصداع الذى يمسك رأسها.. اضطرت الأم إلى حملها للمستشفى مرة أخرى وعندما فحصها طبيب آخر طلب إجراء اشعة على المخ وعندما سألت الأم عن سبب إجراء هذه الاشعة أكد لها أنه خير بأذن الله وللتأكد فقط.. نفذت الأم ما طلب منها وعندما عادت للطبيب وفحص الأشعة طلب منها حمل الطفلة والذهاب إلى القاهرة لعرضها على الأطباء المتخصصين بالمعهد القومى للأورام حمل الأب الطفلة واصطحب الزوجة دموعه ودموع الأم تنهمر كأنها أنهار والطفلة تنظر إليهما ولا تعى ولكنها سعيدة لانها تركب الميكروباص مع أبيها وأمها.. وصل الركب الحزينه إلى المعهد القومى للأورام قام الاطباء بفحص الطفلة وإجراء أشعة وتحاليل وكانت المفاجأة القاسية أن الطفلة مصابة بورم سرطانى بالمخ وأنها يجب أن تظل بالمعهد لفترة لتلقى العلاج وجلسات الكيماوى والاشعاعى وكانت رحلة العلاج طويلة لأن الأطباء يخشون امتداد وانتشر السرطان فى باقى اجزاء الجسد الضعيف الرقيق. خمس سنوات فى رحلة عذاب وشقاء للأم وطفلتها المسكينة من قريتهم إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة.الأب غير قادر على توفير نفقات علاج الابنة وغير قادر ايضا على توفير نفقات السفر والانتقال من وإلى القاهرة، فهو عامل أرزقى على باب الله دخلة لا يزيد على 600 جنيه ولدية ثلاثة من الأولاد بخلاف الطفلة المريضة ولذلك أرسلت الأم خطابًا تطلب فيه المساعدة من أهل الخير فهل هناك من يمد يد العون لها؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.