عندما تختلط علىّ الأشياء وتضيع منى خريطة الطريق وأصاب بالاكتئاب والحزن على نفسى وأولادى وبلادى.. يتوه منى الطريق، كما هو حادث الآن.. فمصر الحبيبة حالها لا يسر عدوًا ولا صديقًا.. ولو كان الأعداء يخططون لضرب مصر كما نفعل نحن فيها.. ما فلحوا.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. فى هذه الحالة أعطى لنفسى بعض الأمل والقوة أعيد قراءة كتابى المفضل «فن الحرب» الذى كتبه المفكر الصينى سون تسى منذ ما يقرب من 2500 عام ويدّرس فى الأكاديميات العسكرية فى العالم.. ويحتفظ به رجال الحكم والإدارة ورجال الأعمال.. فى البداية يقول لنا المفكر الصينى أحذّر من مقولة استراتيجية قديمة تقول «تظاهر بالضعف لتفرق الأعداء فى خضم الثقة الزائدة.. ولكن ما ينصح به هو عندما تهاجم هدفا قريبا تظاهرا بأنك تهاجم هدفا بعيدًا. وعندما تهاجم هدفًا بعيدًا تظاهر بأنك تهاجم هدفًا قريبا».. وينصح المفكر الصينى القائد بأن يعرف متى يحارب ومتى لا يحارب ومعرفة الخصم هل قوى أو ضعيف.. والاتحاد حول الهدف والتجهيز الجيد وترقب الفرص وعدم التدخل فى شئون القادة الأكفاء.. ولتختبر مواطن القوة والضعف فيك.. اعلم إذا أجبرت العدو على ملاقاتك.. ومن يجبر العدو على القتال طبقا لإرادته يقدم طعما مناسبا يغريه.. أما الأخطاء الرئيسية القاتلة التى تهدم القائد وتؤثر فيه وتجعله يتراجع فهى خمسة أخطاء مهمة: إذا كان متهورا يمكن قتله.. إذا كان جبانا يمكن أسره.. وإن كان حاد المزاج يمكن أن يستثار غضبا ويخطئ.. وإن كان مرهفا ذا إحساس متضخم بالذات والكرامة يمكن استفزازه بالإهانة.. وإن كان ذا طبيعة رحيمة، فقط يضطرب ويتضايق.. يعرف الناس التكتيكات والأساليب التى يتحقق بها النصر، لكنهم لا يعرفون كيفية استخدامها وتطبيقها وفقا للأوضاع التى يمكنهم تحقيق النصر فيها.. ولا يستطيع أحد أن يحرز النصر بنفس طريقة شخص آخر فالتكتيك يتغير حسب الظروف.. والتغيير يحقق النصر للقائد حتى إنه يقال إن ذلك من عظمة وحكمة القائد، فالفصول الأربعة لا يوجد فيها فصل دائم والأيام بعضها طويل والآخر قصير.. والقمر أحيانا يصبح بدرا وأحيانا يصبح شاحبا فليست هناك قاعدة ثابتة.. وبعيدا عن المفكر الصينى أقول إن هذه هى السياسة وإدارة الشعوب والأوطان. [email protected]