شد انتباهى بشدة إعلان نشر فى إحدى الصحف اليومية عن بيع أتوبيسات سياحية فاخرة مستعملة وهذا الإعلان له دلالة خاصة تؤكد أن صناعة السياحة المصرية والتى تتعرض لخسائر شديدة نتيجة للتداعيات السلبية للأحداث الأخيرة بدأت تدخل فى منعطف خطير جداً وهو لجوء أصحاب الشركات السياحية والفنادق للتصرف فى أصولهم لسداد ما عليهم من التزامات مالية وهذه بداية قد تليها تسريح العمالة المدربة وإغلاق المنشآت السياحية، وبالتإلى تشريد 18 ملايين الأسر التى يحقق لها هذا القطاع الحياة الكريمة وهذا ما لا نتمناه لهذه الصناعة التى تلعب دورا رئيسيا فى زيادة الدخل القومى والتى استقبلت فى عام 2010 حوإلى 14.7 مليون سائح ضخوا فى خزينة الدولة 12.5 مليار دولار. ولاشك أن الأحداث الأخيرة الخاصة بحوادث القطارات والمطالبات الفئوية وقطع الطرق واحتجاز السائحين كرهائن تؤثر بشكل كبير على استقرار حجم الطلب على زيارة مصر والحجوزات خلال الفترة الحالية والتى كان يتوقع فيها أن تشهد طفرة سياحية خلال الموسم الشتوى الحإلى أيضاً إلى تدنى الاشغالات السياحية فى فنادق القاهرة الكبرى بنسبة لا تتعدى 10%، وفى جنوب الصعيد 20% خلال الفترة الحالية كما أن هناك عدداً كبيراً من الفنادق العائمة أغلقت أبوابها بسبب الأعباء المالية وعلى الرغم من هذه الضربات الساحقة لهذا القطاع فإن كتيبة الصمود السياحية بقيادة هشام زعزوع وزير السياحة وبالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية مازالت صامدة وتتحرك بوعى وخطط مدروسة منها التواجد المصرى فى المحافل والبورصات الدولية وعدم الانسحاب من الساحة ومخاطبة أصحاب القرار السياسى الدولى والانطلاق إلى الأسواق الجديدة الواعدة وخلق المناسبات التى تجذب الانتباه لمصر منها الاحتفالية الكبرى بذكرى مرور 90 عاماً على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، والتى أقيمت يوم الخميس الماضى بالأقصر.. كل التمينات الطيبة لهذه الصناعة أمل مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية الراهنة.