قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن أنور عبد الملك ينطبق عليه لقب "المثقف العضوي" لأنه خرج من قلب الحركة الوطنية ممارسا وارتبط بها ارتباطا عميقا من خلال تنظيم " حدتو" وأيضا لإسهاماته الفكرية المتعددة ، جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من حفل تأبين المفكر الراحل الذي أقامه المجلس الأعلي للثقافة اليوم الثلاثاء ، برئاسة الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس والدكتور حسن حنفي مقرر لجنة الفلسفة. وذكر نافعة أن عبد الملك كان من أوائل من انتقدوا الفكر الإستشراقي وكتبوا عنه الكثير من الدراسات النقدية التي اعتمد عليها ادوارد سعيد عند كتابته في الإستشراق حتي أصبح منظرا له مشيرا الي العداء الكبير بين عبدالملك والنظام الإمبريالي الذي كان يعتبره ناهبا ومستحوذا علي ثروات الشعوب ولذلك كان المشروع الإمبريالي بالنسبة له لا ينفصل عن المشروع الصهيوني الأمريكي. كما أشار نافعة الي أن عبدالملك كان صاحبا لثلاثة مشروعات وهي ، المشروع الإجتماعي الوطني والذي يتمحور حول الدولة والجيش ، والمشروع القومي وفيه تفاعل بإيجابية تامه مع فكرة الوحدة العربية والقومية وأخيرا المشروع الحضاري وكان يعتمد فيه علي نظرية الدوائر الثلاثة ومن خلاله يضع مصر في منتصف العالم العربي والإسلامي. وأضاف نافعة أن المفكر الراحل كان من أهم المبشرين بضرورة الإحتذاء بالنموذج الصيني في وقت مبكر جدا وكان يعتبرها أحد الدول المقاومة للمشروع الإمبريالي. من جانبه ، قال الدكتور سعيد توفيق في كلمته أنه كان يشعر بحاجز كبير بينه وبين كتابات أنور عبدالملك وكان يرجع ذلك لأسلوب شرحه وكتابته , لأنه كان مفكرا أكاديميا مدققا وكان هذا ما ينعكس علي كتاباته. وأشار توفيق إلى أن أهم الملامح التي شكلت مشروعه الوطني والفكري هو نقده الدائم للماركسية الغربية وانتمائه اليساري وعلاقته القوية بشهدي عطية . كما أن هذا الرجل اليساري القبطي كان يعتمد علي الإسلام كمرجع لكنه كان رافضا للأصولية الإسلامية والمسيحية واليهودية التي تقوم علي فكرة العزل والإقصاء. ومن جانبه قال الدكتور حسن حنفي أن عبدالملك الماركسي الذي هرب الي فرنسا عام 1958 ولم يعد الا بعد عام 1973 كان يحلم بتيارا وطنيا ضد الماركسية العالمية يعتمد علي خصوصية الشعب وتحالف قوي الشعب العامل في مواجهة الهيمنة الصهيونية وبعد عودته عام 73 قام أحد الصحفيين بكتابة مقالة في مجلة الطليعة بعنوان " العائدون بعد العبور" وكان فيها سخرية واستهزاءا من المفكر الراحل مماجعله يعود الي فرنسا حزينا رغم أنه كان مفكرا عظيما وصاحب مشروع للنهضة المصرية. Comment *