كتب : إيمن لطفى ... خيم الضباب على عقولنا، وأصبحنا لا نرى الأشياء بوضوح، تغيرت الملامح، تبدلت المعانى، تحول الحق إلى باطل، والصدق إلى كذب ونفاق، أصبحت الأحلام أوهاماً، والحقيقة سراباً. عجباً لحالنا، إذا نظرت إلى الناس من فوق لوجدتهم كالنمل يبحثون عن الغذاء والأمان، يخافون من المستقبل ويستعدون له، لهذا يطغى البحث عن «لقمة العيش» على البحث عن المعنى المفقود.. ما هو المعنى لحياتك؟ ما هى القيمة التى تضيفها فى كل يوم من عمرك المحدود؟ فى الطفولة كانت القلوب صافية، والعيون واسعة تحمل كل معانى البراءة والحب، كل شىء بالنسبة لنا كان واضحا، المعانى والمفاهيم والانطباعات لا تتغير... الخير والشر، الصدق والكذب، العدل والظلم، الآباء والأمهات أشخاص مثاليون لا يرتكبون أخطاء، والشيوخ لا ينطقون إلا بالحق.... ومع الوقت وتقدم العمر تغيرت المفاهيم واختلفت الصورة الذهنية، اكتشفنا أن الآباء والأمهات كباقى البشر لهم أخطاؤهم، الشيوخ تحلل هذا وتحّرم ذاك.... أين نحن فى هذا الحياة؟ ما هى الحقيقة؟ لماذا يجب التعامل بحرص وعدم الثقة ومبدأ الشك والتخوين؟ لماذا سوء الظن؟ لماذا يجب أن نكشّر عن أنيابنا؟ من هو المسئول؟ هل الواقع أصبح لا يحتمل؟ الملايين التى تصرف على السجائر والمخدرات والخمور دليل على أن الواقع لايحتمل، وعالم الأحلام أفضل بكثير... فى الأحلام تبنى، وتخترع، وتبتكر وتشعر باللذة، وتبعد عن الواقع.. فيها تسرح بخيالك حيث لا قيود، لا منغصات، لا عقبات... تعيش حلمك بكل معنى الكلمة بلا خوف ! هذا ما يجعل الأحلام أكثر واقعية من الواقع نفسه !! ولكن هل الأحلام بعيدة عن الحقيقة وعن المعقول؟ هذا ممكن ولكن دعنى اسألك ما هو المعقول؟ ما هى الحقيقة؟ وما هو الواقع على أية حال؟؟ نحن نقف أمام علامة استفهام كبيرة... لا أملك الإجابة عن الأسئلة السابقة ولكن السؤال الذى يحتاج حقاً إلى تفكير عميق وإجابة معقولة... ما هو المعنى لحياتك؟ وما هى القيمة التى تضيفها لنفسك ولحياتك؟ الإجابة ببساطة تكمن فى أنفسنا... أنفسنا المغيبّة التائهة عن الحقيقة، نعيش فى عالم من الوهم خلقناه بأيدينا، عالم ملىء بحب النفس والأشياء وبعيد كل البعد عن حب الله والناس... الكل يعبد أفكاره، كلمة «أنا» التى لا تفارق اللسان، نعطى معنى لأشياء لا معنى لها، ونهرب من الآلام بمسكنات نوهم بها أنفسنا. الإجابة نجدها فى داخلنا، حين نبدأ بمحاسبة أنفسنا ومواجهة قدرنا، حين نبتعد عن لوم الآخرين ونبدأ بمعالجة أخطائنا، نتعرف على أنفسنا أكثر ونقترب من الله لنجد معنى لحياتنا، ونضيف لها قيمة.