أوشكت اللجنة الدينية بمجلس الشعب برئاسة النائب السيد عسكر على الانتهاء من مشروع قانون بتجريم عرض المشاهد الإباحية فى جميع وسائل الإعلام ووضع عقوبات رادعة على القناة التى تعرض مشاهدا تخدش الحياء.. مشروع القانون يتضمن معاقبة رئيس القناة الذى يسمح بعرض فيلم به مشاهد خارجة بالسجن لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى إغلاق القناة، وهو القرار الذى أغضب عددا كبيرا من الفنانين، واعتبروه مع حكم حبس الفنان عادل إمام جرس إنذار لما سيكون عليه حال الفن بعد صعود الاسلاميين للحكم.فى البداية، أكد المخرج والسيناريست عمرو سلامة أن مشروع القانون الذى تتم مناقشته فى اللجنة الدينية بمجلس الشعب لحذف المشاهد الحميمة والرومانسية من الأفلام السينمائية يصلح أن نطلق عليه «قانون تشويه السينما». وقال سلامة إن هذا القانون سوف يشوِّه كل الأفلام المصرية، وسيجعلنا نفقد ريادتنا الفنية فى الشرق الأوسط، فقد كنا دائماً رقم واحد فى الفن، أما من خلال هذا القانون فلن يكون لنا تواجد. وأضاف أن هذا القانون سوف يشوِّه التراث الفنى المصرى وسيمحو أفلاما كاملة من خريطة السينما، حيث إن أحداً لا يعرف ما هى مقاييس ومعايير الحميمية عندهم. وأكد أن السينمائيين والفنانين لن يقبلوا بمثل هذا القانون، ولن يستسلموا للأمر بهذه السهولة، فهم سيدافعون عن فنهم وعن تراثهم الذى يسعى البعض لتشويهه. فيما أيدت الفنانة اللبنانية مروى «المعروفة بمطربة التحرش الجنسي» القرار. وقالت: «قانون حلو أوى يأتى فى صالح المشاهد والمجتمع قبل أن يكون فى صالح التيار الإسلامي»، مؤكدة أنها نادمة عن الأعمال التى قدمتها منذ ثلاث سنوات، مع استمرار رفضها التام لتقديم أعمال فنية يوجد بها نوع من الإثارة، لأنها تبحث عن الأعمال ذات الطابع الجدى الهادف. وترى مروى أن الوقت الحالى مناسب جدا لتنظيف السينما والتليفزيون، وتلقى مسئولية هذا الدور على الكتاب والمنتجين، ومن الواجب عليهم أن يقدموا أعمالا فنية هادفة تعكس الأوضاع الحالية التى يشهدها المجتمع بعيدا عن المشاهد الخليعة، وأن يقوم التليفزيون بعمل «مونتاج» لتلك الأعمال والبرامج قبل عرضها على الجمهور، واحترام القوانين والذوق العام. ومن جانبه، طالب الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين بحماية حرية الإبداع فى المستقبل من خلال قانون يصدره البرلمان حتى يتمكن المبدعون من العمل بحرية. وقال الناقد السينمائى طارق الشناوى «إن قانون تجريم المشاهد الإباحية الذى يناقشه مجلس الشعب مجرد محاولة منهم للخروج عن المسار الرئيسى الذى حدده لهم الشعب، حيث إن الشعب انتخبهم من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وعندما لم يفلحوا فى ذلك حاولوا لفت أنظار الشعب إلى شيء آخر لتخفيف حدة الانتقاد الموجه لهم». وأضاف: أن هناك قضايا أخرى أهم من تجريم المشاهد الساخنة وهى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب الثورة التى نزل الجميع من أجلها إلى ميدان التحرير. أما الفنان كريم كوجاك فيقول: للأسف الشديد التيار الاسلامى يرى أن الفن فى مجمله حرام واذا وافقنا على هذا القانون سيكون هناك المزيد وما ينطبق على الفن سينسحب بدوره على الاعلام ايضا، ما يحدث فى مصر الان هو مهزلة لانهم يسنون قوانين مثلما يحلو لهم ويسجنون مايريدون، وليس معنى هذا اننى أوافق على عرض تلك المشاهد فأنا بالفعل ضدها وضد عرضها على الشاشة ولكن المشاهد له الحرية فى أن يشاهدها او ينصرف عنها. أما الفنانة نشوى مصطفى فتؤيد مشروع القانون قائلة: هذه المشاهد تجرح البيت المصرى وتجرح عيون أطفالنا ومن حقنا ان نحترم هذا القرار، على الرغم من ان هذا سيعوق حرية الابداع فإننى مع هذا القرار قلبا وقالبا، وأتمنى تنفيذه سريعا، ولكن ما حدث مؤخرا للفنان عادل إمام أنا لا اؤيده مطلقا فهناك فرق كبير بين الفن والابتذال وعادل إمام فنان كبير له تاريخ وباع طويل فى السينما والمسرح فكيف يحدث هذا؟، وأؤكد أننى ضد عرض اى مشاهد إباحية على الشاشة ولكن لست مع تجريم الفنانين الذين قاموا بذلك من سنوات ماضية .. أما الفنان محمود يس فيقول: أرفض بشدة ما يحدث الآن لأن هذا ضد حرية الابداع ويؤدى بنا إلى انهيار الفن ولن يسمح الفنانون بهذا القانون وسيتصدون له، فالذى حدث للفنان عادل إمام من الممكن ان يحدث لاى فنان فى مصر وهذا لن نسمح به. اما عن حذف المشاهد الاباحية فيقول يس: اى اباحية يقصدون فنحن فى مصر لا نعرض افلام «برونو» فجميع افلامنا هادفة تناقش قضايا ساخنة وجريئة وليس الهدف منها الاثارة او جرح عين المشاهد، كما ان هذه النوعية من الافلام لم يتم عرضها الا على قليل من القنوات المعروف عنها ذلك والمشاهد يرفض ان يشاهدها وجميعها حققت فشلا كبيرا بمجرد عرضها لكن أن يتدخلوا فى حذف اى مشهد من الأفلام الكبرى والتى حققت نجاحا فهذا أمر لا نتهاون به بأى شكل من الأشكال.