بعيداً عن أخبار اختطاف الرهائن الفرنسيين فى مالى والاعتداء على القوات الفرنسية فى افغانستان وبعيداً عن اخبار تونس وتهديدات ابن لادن للرئيس ساركوزى يجتمع الفرنسيون حول المدفأة فى هذا المناخ الثلجى ليستعيدوا تاريخ رئيسهم الراحل فرانسوا ميتران فيما ذهبت بعض الصحف والمجلات الفرنسية إلى طرح سؤال أشبه بإعلان الندم عما اقترفوه فى حق رئيسهم المحبوب فى أواخر أيامه حين اتهموه بالكذب والخداع بعد أن اخفى لسنوات طويلة ابنته من زواج سرى وهو الأمر الذى تسبب وقتها فى احساسه بالحصار! ويعترف الكاتب الصحفى بيى بيان بأنه سيشعر بالندم على كشفه لهذا السر فى كتابه الشهير والذى حمل عنوان «الرجل الظل ذو الألف قناع» «ميتران الرجل ذو الوردة الحمراء!!» وفى مقابلة صحفية مع زوجته الأولى دانييل جوز التى اصبحت تعرف فيما بعد ب دانييل ميتران تقول كنت اعلم خيانته لى ولكنى لم استطع مواجهته حتى لا ينهار ما بيننا وما كان بيننا كان صداقة وتفاهم فكرى عميق أقوى من دبلتى الزواج!! ومن المعروف أن مارى لويز تيرامن هكذا كان اسمها حين كانت تعمل كممرضة فى المستشفى العسكرى الذى دخله فرانسوا ميتران جريحاً أثناء الحرب العالمية الثانية وكان وقتها عسكرى مشاه قبل أن ينضم إلى المقاومة السرية مع عدد آخر من المثقفين السياسيينالين تصدو للنازى فى باريس! وإذا كانت مازارين ابنة ميتران هى ثمرة زواجه السرى فماذا تقول هى عن أبيها بعد كل هذه السنوات؟ تقول فى لهجة عاطفية جداً اننى أفتقد حنان الأب فيه لقد كان يتعامل معى كابنة وأراد التعويض عن السنوات التى ضاعت بالحب والرعاية والحنان وكذلك السيدة دانيل التى عرفتنى على اخى الأكبر وكانت تهيئ لى دائماً الاحساس بأننى وسط أفراد عائلتى.. وتعيش مازالاين تعيش فى الرباط مع زوجها المغربى وأطفالها حسين وكارم ورشيد. وتقول عن والدها: أحببت فى أبى أنه كان مثقفاً كبيراً وكان صديقاً لأبرز الأدباء من فرانسوا مورياك إلى فرانسوا ساجان.. وكان يعشق جميع الكتب والإسطوانات القديمة وتقول والدة مازارين الزوجة السيرية لميتران: لم ألتق رجلاً يحمل كل هذا الدفء العاطفى قدر ماكان يحمله ميتران أنا أعتقد أنه كان لابد أن يكون فرنسياً وفناناً ورمزاً!! لقد مرت السنوات على رحيله منذ عام 1996 ولكنه لايزال فى قلوبنا نحن الفرنسيين فما الك بعائلته التى عرفت الوجه الإنسانى الطيب له؟!