شهدت مكتبة الإسكندرية، ختام فعاليات القمة العالمية الرابعة للكتاب، التي افتتحها بالأمس حلمي النمنم، وزير الثقافة، والسيدة جنيفر نيكلسون؛ أمين عام الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات، IFLA، والدكتور خالد الحلبي؛ رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، AFLI، والسيد جون تسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لجمعيات المكتبات والمعلومات AfLIA، والدكتور رؤوف عبد الحفيظ هلال، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب المصرية. استهلت فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر بجلسة بعنوان "الكتاب والتبادل الثقافي" برئاسة د.سهير الشامي، أستاذ بقسم اللغة الفرنسية، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وتناولت الجلسة في مجملها دور الترجمة في بناء الدولة القومية في مصر الحديثة منذ القرن التاسع عشر، وعدم إمكانية إيقاف التقدم الثقافي والعلمي. وناقشت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "الكتاب الإلكتروني أم الكتاب المطبوع"، فهم خصائص الكتاب الإلكتروني التفاعلي، وتغيّر واجهات القراءة، وتحدثت فيها أيضًا الدكتورة إيلينا ريليان – الجامعة الأوروبية، عن الاعتبارات النفسية والتربوية في استخدام الكتاب الرقمي وتطوره، مشيرة إلى أن العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات قامت بإدخال تغييرات في التعليم أدت إلى استخدام مبادئ مختلفة عن الماضي في مناهج التعليم، وأن كثيرا من الطلبة في المدارس يدرسون عن طريق التكنولوجيا، ولذلك لابد من دعم مبادرات التعليم بالطريقة الرقمية. وتحت عنوان "قضايا الكتاب في العالم العرب" أُقيمت حلقة نقاشية برئاسة الدكتور عماد أبو غازي؛ وزير الثقافة الأسبق، وأستاذ الوثائق، كلية الآداب، جامعة القاهرة. تحدث خلالها السيد محمد علي فرحات الصحفي بجريدة الحياة عن أن الكتاب في صورة الشعب وفي صورة الأمة، وصورة الروح الجماعية الحرة للشعب في عمله ونضاله وذكرياته وأخلاقه واحتفاله بالحياة، أي أن الكتاب هو ثقافة الأمة وصورتها أمام نفسها والعالم. وفي كلمته أشار الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إلى أن صناعة الكتاب في الوطن العربي تواجه صعوبات جمة منذ العام 2011 حتى الآن، وإن كانت شهدت نموًا مطردًا في دولة كالجزائر نتيجة برنامج وزارة الثقافة الجزائرية الذي يدفع بحركة النشر بصورة كبيرة خاصة عند الاحتفاء بمدن كالجزائر وتلمسان وقسنطينة كعواصم ثقافية أو عبر تحفيز القراءة على الصعيد الوطني أو من الجامعات الجزائرية التي باتت معنية بحركة التزويد. وبدوره أشار الدكتور حسن الوزاني؛ مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات، وزارة الثقافة المغربية، إلى أن وضعية قطاع الكتاب بالمغرب ترتبط بثقل الجانب التاريخي الذي يتسم بشكل مفارق من جهة بالحركة التي عرفها الإنتاج الثقافي المغربي خلال مراحله التاريخية الطويلة، ومن جهة أخرى بتأخر ظهور مكونات القطاع بمفهومها الحديث. يذكر أن "القمة العالمية للكتاب" تعد من المبادرات الهامة التي أطلقتها مكتبة الكونجرس وبرعاية من اليونسكو؛ للتأكيد على أهمية الكتاب والمكتبة في الحفاظ على الهويات الثقافية الوطنية، والحضارة الإنسانية.