- الخلافات لا تزال تطفو علي سطح البيت الفلسطيني ومحاولات طرح ورقة مصالحة فلسطينية بجهود مصرية لم تكلل بالنجاح بسبب التعنت من قبل البعض وبسبب ظروف خارجية أرجئت عقد جلسات المصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر علي قطاع غزة وتواجه سيلاً من الانتقادات من القوي الدولية العظمي وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة التي تنظر إليها علي أنها فصيل ارهابي لا يجدر التعامل معها وادخالها العملية السياسية لأن هذا من شأنه الاعتراف ضمنيا بها ، وبين حركة فتح التي تحظي بدعم عربي وعالمي كبير إلا أن الحديث عن شعبيتها بين الشعب الفلسطيني محل خلاف دائما ويترأس هذه الحركة أبومازن. - تقرير جولدستون الذي يتناول الحديث عن الانتهاكات التي ارتكبتها اسرائيل أثناء عدوانها الأخير علي غزة. ويشير التقرير أيضا إلي انتهاكات مارستها حماس مما يعني أن الإدانة سوف تطول اسرائيل وحماس التي لن تبالي بها بقدر الدولة العبرية التي تمارس ضغوطا هائلة في هذه اللحظات من أجل حشد الدعم اللازم للحيلولة حون احالة هذا التقرير إلي مجلس الأمن لأن هذا يعني امكانية إحالة جنود وقادة اسرائيليين إلي المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وفور الإعلان عن مناقشة هذا التقرير في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأممالمتحدة لم تتعامل السلطة الفلسطينية مع الأمر بالجدية اللازمة ووافقت في البداية علي تأجيل مناقشته الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات الفلسطينية والعربية التي رأت أن هذه الخطوة أضاعت فرصة لإظهار الوجه الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي الغشم أمام المجتمع الدولي. وبالفعل عادت السلطة الفلسطينية لتعلن عدولها عن هذه الخطوة وانصياعها لرغبة حماس والعرب. وقد يؤكد البعض علي أن الإعتراف بالخطأ لا يقلل من دور السلطة الفلسطينية التي تسعي دائما من أجل القضية التاريخية إلا أن الحديث بواقعية أكثر يقول إن هذه الخطوة تكشف لنا عن التسرع والتخبط في اتخاذ القرارات داخل أروقة السلطة الفلسطينية لأنه بديهيا للغاية أن يساند الفلسطينيون هذا التقرير ويسعون بكل قوة من أجل ملاحقة مرتكبي هذا الجرائم. وفي النهاية لا يعلق أبو مازن آمالا عريضة علي هذا التقرير خاصة في ضوء رفض الدول العظمي والاتحاد الأوروبي فكرة إحالته لمجلس الأمن مما يقلل من فرص فعاليته في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب من الاسرائيليين. - مسألة الاستيطان والتي تظهر شدة التعنت الإسرائيلي وما دار حولها من تصريحات خيبت الآمال الفلسطينية والعربية في الوصول بالعملية السلمية إلي مرحلة متقدمة. فبداية الموقف الفلسطيني والعربي لا غضاضة فيه فقد سبق وأعلن أبو مازن وأخيرا وزير الخارجية السيد أحمد ابو الغيط أن التجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربية متطلب أساسي وجوهري لتحريك عملية السلام المتجمدة. ولكن الموقف الإسرائيلي المتردد والانسياق الأمريكي وراءه يهدد عملية السلام برمتها ففي البداية أعلنت اسرائيل علي لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو نيتها تجميد جزئي للمستوطنات رغم الإعلان الأمريكي بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية إلا أن جولة وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة في المنطقة جلبت معها سحابة دخان كثيفة أظلت الموقف الأمريكي من هذه القضية. فقد أعلنت هيلاري أن الولاياتالمتحدة تشعر بالرضا التام عن اعلان اسرائيل التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة. ورغم محاولة هيلاري تلطيف الأجواء العربية الساخنة عقب تصريحاتها إلا أن هذا لم يجد نفعا وتسبب في احباط الموقف العربي الذي كان يعول كثيرا علي الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما. وعلي خلفية هذة القضايا الثلاث الشائكة نجد أن وضع القضية الفلسطينية لم يتحسن علي الإطلاق إن لم يتأزم خاصة علي الصعيد الداخلي مما كان له بالغ الأثر في نفس أبو مازن وهو ما يدفعنا لإعادة طرح السؤال ولكن هذه المرة علي أبو مازن نفسه بمناسبة اعلانه عدم الاستمرار في القيادة لفترة ثانية (هل فشلت يا أبو مازن؟).