في فشل جديد لسياسة الرئيس الامريكي جورج بوش لاحتواء قوة حركة طالبان المتنامية والتي تهدد الوجود العسكري لقوات التحالف وحكومة الرئيس حامد كرزاي. تعهد مقاتلو طالبان باستمرار قتالهم في أفغانستان واستبعدوا اجراء محادثات سلام مع حكومة الرئيس الافغاني التي يدعمها الغرب طالما بقيت القوات الأجنبية في أفغانستان. ويعترف قادة غربيون في الوقت الحالي بأنه لا يمكن تحقيق انتصار عسكري في الحرب في أفغانستان بعدما بدا أن الصراع هناك لا نهاية له وبعد مرور ثماني سنوات من اندلاع الحرب. ويري القادة أنه سيكون من اللازم في نهاية الأمر إجراء محادثات سلام لإنهاء القتال الذي راح ضحيته أربعة الاف شخص العام الحالي. واستضافت المملكة العربية السعودية اجتماعاً لشخصيات أفغانية موالية للحكومة ومسئولين سابقين في طالبان الشهر الماضي. وقال محللون ان الاجتماع قد يكون خطوة صغيرة أولي لبدء حوار أوسع مع الحركة. لكن طالبان نفت مشاركتها في اجتماع السعودية. وقالت ان أنباء الاجتماع تسربت في محاولة لإحداث انقسام في صفوف الحركة التي نجحت في شن المزيد من الهجمات العام الحالي وتوسيع نفوذها الي مشارف العاصمة الافغانية كابول. وقالت طالبان في بيان بموقعها علي شبكة الانترنت "ترغب الامارة الاسلامية في ايضاح أن الحل الوحيد والأفضل لحل المشكلة الافغانية هو خروج القوات الأجنبية من أفغانستان دون شروط". وأضافت الحركة أنها "علي وشك الانتصار". ميدانياً، قال مسئول في وزارة الداخلية الافغانية ان أجنبيين وأفغانياً يعملون لدي شركة "دي.اتش.ال" العالمية للنقل والشحن قتلوا في تبادل لإطلاق النار في قلب العاصمة كابول . وقال المسئولون انهم لا يعلمون جنسيات الضحايا أو الدافع وراء الهجوم الذي يأتي وسط تزايد العنف في أفغانستان وبعد أقل من أسبوع علي مقتل بريطانية تعمل في مجال المساعدات في جزء آخر بكابول. لكن بدا أن أحدث هجوم لم يكن مستهدفاً. وقال مصدر في وزارة الداخلية الافغانية رفض ذكر اسمه "وقع تبادل لإطلاق النار بين حرس أفغاني وأجانب في الشركة". وأضاف أن موظفين أفغاناً وأجانب في الشركة يخضعون لاستجواب بخصوص الحادث لكن لم ترد معلومات حتي الآن حول السبب الذي أدي الي تبادل اطلاق النار. وأكد متحدث باسم شركة البريد الالمانية "دويتشه بوست" التي تملك "دي.اتش.ال" وقوع الهجوم أمام مبني "دي.اتش.ال" في كابول. ولم تتوفر لدي المتحدث معلومات حول جنسيات الضحايا لكنه نفي أن يكون بينهم ألمان وأضاف ان الشركة تعمل مع السلطات المحلية لاستيضاح ما حدث. ووضعت الشرطة غطاءً بلاستيكياً علي السيارة الرياضية الفضية التي استهدفها الهجوم. وغطت الدماء الارض وأحدث الرصاص فتحتين في نافذة مكتب شركة "دي.اتش.ال". وتقع السفارة الايرانية في كابول في الجهة المقابلة لمكان الهجوم كما يقع مقر وكالة المخابرات الوطنية الافغانية قرب المكان. ويأتي الهجوم الذي قتلت فيه موظفة مساعدات بريطانية قبل اقل من اسبوع وعدد من حوادث الخطف اللافتة بالعاصمة الافغانية كابول بعدما عين الرئيس الافغاني حامد كرزاي وزيراً جديداً للداخلية مسئولا عن الشرطة في إطار جهود تطهير الوزارة من الفساد.