لكي تشاهد المباراة جيدا عليك بالجلوس في مقاعد الدرجة الثالثة ساعتها ستشعر بنبض الجماهير، هكذا بدأ الإعلامي الكبير عماد الدين أديب ردوده علي أسئلة المذيعة مني الشاذلي التي استضافت أديب علي مدار ثلاث ساعات في برنامجها "العاشرة مساء" الذي تبثه فضائية دريم. قال أديب: إن التوجه العام لإصدارات مؤسسته الصحفية هو السعي وراء زيادة مساحة الصفوة القادرة علي المشاركة والتفكير، لأن إحدي مشاكل مصر الرئيسية تتمثل في وجود حوالي عشرة آلاف فرد يريدون احتكار التفكير، هذا في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السكان السبعين مليونا، وعن رؤيته للواقع السياسي الحالي قال أديب: إن المشاركين في النشاط السياسي فقدوا فضيلة الحوار وكل طرف يعمل علي هزيمة الطرف الآخر هزيمة نكراء بلمس الأكتاف، وكأننا في حلبة مصارعة، وهذا الفهم أدي إلي النظر للتفاوض وكأنه عورة، علما بأن بلدا مثل لبنان يقدم تجربة مهمة في التفاوض والحوار بين كل أطراف اللعبة السياسية. وأشار "أديب" إلي خطأ الاعتقاد بأن النظام الحاكم قد انتهي، وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، لأن الرؤية الموضوعية تقول بعكس ذلك، وتقول أيضا إن المعارضة لا يمكن إلغاؤها والحل الوحيد يتمثل في الحوار والتفاوض، خاصة والرئيس ليس ضد الحوار بل يستمع للجميع ويكفي تدخله المباشر في قضايا مهمة مثل منع حبس الصحفيين أو مشكلة عمال الغزل في شركتي شبين الكوم وكفر الدوار. ورفض "أديب" تحميل الرئيس مشكلة غياب الصف الثاني أو حكومة الظل مرجعا هذه المشكلة إلي طبيعة الدولة المركزية وإلي حكم الفرد الممتد منذ 7 آلاف سنة، وهذه المشكلة تلقي بظلالها علي علاقة الناس بالرئيس وبالحزب الوطني، فالذين مع الرئيس وهم الأغلبية ليسوا بالضرورة مع الحزب الحاكم، وقد ظهر ذلك بجلاء في الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها مبارك علي 6.88% من الأصوات، بينما حصل الحزب الوطني علي 31% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية. ونفي "أديب" ما يقال عن سوء كل بطانة الرئيس، وقال هناك جيدون بلا شك مثل مجموعة نظيف، التي حصلت علي ما يقرب من أربعة مليارات دولار في صفقة المحمول الثالثة، مما يدل علي جودتها وجديتها، ولكن المشكلة أن الناس لا تشعر بالإصلاح الاقتصادي، رغم أن مجلة "الإيكونومست" البريطانية المتخصصة أكدت أن معدلات الاقتصاد المصري في ارتفاع وتطور، وذلك الشعور بفقدان الأمل راجع إلي زيادة نسبة البطالة، كما أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية من وضع الاقتصاد الموجه إلي الاقتصاد الحر، وهذا يؤدي إلي وجود طبقات تعاني، كما أننا ليس لدينا القدرة علي تسويق بضاعتنا أو قراراتنا السياسية. وطالب أديب الحزب الحاكم بالنزول إلي الشارع، لكي لا يغيب أيام الأزمات. وعن التعديلات الدستورية، قال أديب: لابد أن يكون هناك وفاق وطني علي التعديلات قبل إقرارها، لأن الدستور ليس ملكا لقوي سياسية بعينها، وإنما ملك الأمة، ولذا فلابد من الحوار حوله فلماذا لا نعطي أنفسنا فرصة لمناقشة التعديلات والاستماع لكل الآراء؟ وعن تجربة الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي جرت مؤخرا، قال أديب: إن هناك فارقا جوهريا بين طبيعة النظامين المصري والموريتاني، فالرئيس الموريتاني وصل للحكم عبر انقلاب عسكري، أما مبارك فقد وصل للحكم باعتباره نائبا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، أي أنه يحكم بالحق الدستوري. وطالب "أديب" بحل أزمة النخبة السياسية، لأن الشراسة التي يدار بها الحوار السياسي في الدولة تنعكس علي الشارع وهذا ما أحذر منه.