الغزو الاثيوبي للصومال هذا البلد العربي العضو في الجامعة العربية يخفي وراءه أهدافا كثيرة، فلأ ثيوبيا مطامع وخطط وتطلع إلي منفذ علي البحر وإنهاء عزلتها الخانقة والخلاص من نظام المحاكم الإسلامية الاصولي وللولايات المتحدة أهداف أخري تحققها بدون ظهور مباشر هذه المرة بعد ما جري لها من انهيارات وخسائر كبيرة بعدما تواجدت هناك في ظل إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون فانسحبت من هناك وعادت هذه الأيام لتشكل قيادة عسكرية لأفريقيا. "نهضة مصر الاسبوعي" استطلعت آراء خبراء استراتيجيين وباحثين في أوضاع الصومال وابعاد ما يجري هناك. أمريكا تحكم حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية يقول لا يوجد دليل علي أن الغزو الاثيوبي للصومال مرتبط بمحاربة تنظيم القاعدة في الصومال فالولاياتالمتحدة واثيوبيا تريدان ابعاد أي تدخل أو دور عربي في أزمة الصومال وأي اتجاه استقلالي في الداخل من اتجاه أخري المحاكم الإسلامية فهي بحكم شعبويتها كان من الممكن ان تكون عقبة في هذا الاتجاه فالمشكلة هي تزايد عناصر الصراع ما بين عدة دول في المنطقة وانتقد شعراوي غياب الدور العربي رغم ان الصومال عضو بالجامعة العربية وان ذلك الغياب مسجل علي الدول العربية. وأشار ان كينيا وأوعندا وغيرهما يقوم بالسعي للسيطرة علي المنطقة سريعا، ولا يوجد مسعي حقيقي إلا أن المسعي التقليدي الذي تقوم به الجامعة العربية والاتحاد الافريقي. وهناك احتمال ان يتم استخدام أراضي الصومال لتخزين ودفن النفايات الذرية وبالتالي هناك ضرورة تكوين قوات افريقية سريعة لتحل محل اثيوبيا ولمعاونة الحكومة لتحقيق الاستقرار في الصومال فالولاياتالمتحدة اعترفت رسميا بوجود قوات لها مع الاثيوبيين في الصومال وهي بذلك تستكمل حزاما عسكريا حول مناطق البترول والثروة في البلاد العربية والشرق الأوسط.وهناك مصالح رأسمالية كبري في انتاج السلاح وبيعه لمناطق التوتر ومناطق الثروة في العالم والصومال نموذج لفكرة الفوضي البناءة التي طرحتها أمريكا من أجل وجود عسكري أساسي واستخدام الدول الصغري أداة في يدها للحفاظ علي مصالحها. وشدد ان اثيوبيا تريد نظما ضعيفة بالصومال حتي تستطيع ان تمر إلي البحر بسهولة وان ذلك هو المبرر لعدم وجود حكومة قوية بالصومال أو ذات توجه استقلالي أو خاج عن إرادتها لتفوقها، وان هناك تنافسا في منطقة الغرب لكي تكون هناك قوي اقليمية جديدة، فهناك تنافس بين اثيوبيا وكينيا ولكن اثيوبيا هي المؤهلة لجيشها القومي ولكن امكانياتها الاقتصادية والاستثمارية ضعيفة وذلك الوضع يحقق لها ان تكون القوي الاقليمية الجاذبة لرأس المال، وان تكون أداة لأمريكا بهذه المنطقة. أمريكا حرضت أثيوبيا لغزو الصومال أحمد إبراهيم الخبير والمسئول عن الملف الصومالي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يري "ان هناك تطابقا في الأهداف بين الولاياتالمتحدة واثيوبيا بالنسبة لضرب اتحاد المحاكم الإسلامية عسكريا وإبعاده عن الساحة الصومالية كقوة سياسية وعسكرية". ويضيف ان اثيوبيا هي التي قامت بتحريض الولاياتالمتحدة ضد الصومال واستعداد الإدارة الأمريكية ضد القوي الإسلامية الموجودة في الصومال وكان ذلك منذ فترة طويلة وتحديدا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وأضاف ان اثيوبيا لها مصلحة أساسية ولم تكن مجرد أداة من جانب الإدارة الأمريكية في هذه الحرب فاثيوبيا تسعي إلي عدم وجود حكومة مركزية قوية في الصومال من جديد حتي لا يمثل ذلك تهديدا لدورها الاقليمي من ناحية وحتي لا تستطيع هذه الحكومة القوية في الصومال علي فتح ملف اقليم أو جادين المتنازع عليه بين الصومال واثيوبيا والذي تحتله اثيوبيا منذ سنوات طويلة وحتي الآن. وأشار إلي ان اثيوبيا علي علاقة وثيقة مع الرئيس الصومالي عبدالله يوسف ورئيس الحكومة علي محمد في الوقت الحالي وبالتالي فاثيوبيا تسعي لعدم وجود حكومة مركزية فهذه هي الترتيبات السياسية التي ترغب اثيوبيا ان تكون موجودة في الصومال. وعما يثار حول رغبة اثيوبيا في الحصول علي منفذ بحري في الصومال يقول إبراهيم بعد ان أصبحت اثيوبيا دولة حبيسة بعد استقلال اريتريا توجد لها مطامع في منفذ علي المياه وان هذه المسألة مثارة بقوة ولكن هناك العديد من المؤشرات في الآونة الأخيرة تؤكد ان هناك تفكيرا في بعض الدوائر السياسية في اثيوبيا والصومال لاقامة ما يشبه الوحدة بين الجانبين حسب ما طرحه وزير الداخلية الصومالي قبل فترة قصيرة بشأن اقامة نوع من التكامل أو الوحدة بين الجانبين. وأشار كما ان هناك تفكير لابتلاع الصومال بشكل كامل من جانب اثيوبيا وان تلك المسألة بالغة الخطورة، فأثيوبيا تسعي من خلال حربها ضد المحاكم الإسلامية القضاء عليهم خوفا من صعود التيار الإسلامي في الصومال وفي منطقة القرن الافريقي بشكل عام لان ذلك سيؤدي لانعكاسات قوية داخل اثيوبيا ذاتها لتواجد قوميات إسلامية كبيرة تشمل الغالبية مما يصل إلي 60% من السكان وهي قوميات مضطهدة فإذا نشطت جماعات الإسلام السياسي في الصومال ومنطقة القرن الافريقي يمكن ان يؤدي ذلك لدفع القوميات الإسلامية المضطهدة داخل اثيوبيا للثورة وللتمرد علي الاضطهاد والقمع الذي تتعرض له. ويري إبراهيم انه في حالة وصول نظام حكم إسلامي إلي السلطة في الصومال سيدعم التوجيهات الإستقلالية لدي القوميات الإسلامية في اثيوبيا وهو ما تخشي منه النخبة الحاكمة في اثيوبيا وتراه خطرا دائما علي بقاء الدولة الاثيوبية بشكلها الحالي لان هناك أزمة قوميات داخل اثيوبيا. وأضاف انه علي الرغم من الظروف الاقتصادية الطاحنة لاثيوبيا إلا انها تكبدت التكلفة المادية الضخمة المترتبة علي تدخلها العسكري في الصومال من أجل تحقيق أطماعها. وأوضح ان الولاياتالمتحدة لديها بالفعل قاعدة عسكرية ضخمة في جيبوتي المجاورة للصومال لتراقب من خلالها الأوضاع العسكرية والأمنية في منطقة القرن الافريقي وشرق افريقيا، وان التواجد الأمريكي بمنطقة القرن الافريقي يركز بالأساس علي قضايا محاربة الارهاب ذلك ان منطقة القرن الافريقي ضمن منطقة عمليات القيادة الوسطي الأمريكية وبالتالي فهي ليست خارج اطار عمل القوات الأمريكية. بالنسبة لبقية افريقيا ففي منطقة شمال افريقيا وتحديدا في مصر والسودان وليبيا والقرن الافريقي فهي ضمن منطقة عمليات القيادة الوسطي المركزية أما بقية افريقيا فتدخل ضمن عمليات قيادة حلف الناتو وهناك في الوقت الحالي 8 قيادات عسكرية أمريكية تغطي العالم كله.= مطامع لاثيوبيا في منفذ علي البحر الأحمر عزت البحيري سفير مصر الاسبق بالصومال يقول ان هناك تدخلا وضغطا أمريكيا علي الحكومة الصومالية للموافقة ان تغزو اثوبيا الصومال وانتقد السفير البحيري موقف الدول العربية تجاه المشكلة الصومالية واعتبر موقفهم سلبيا فالدول العربية كان ن الممكن ان تعترض وبالتالي سيؤدي ذلك لتخوف اثيوبيا من التدخل في الصومال. أما الولاياتالمتحدة فقد أخذت درسا قاسيا من قبل عندما أرادت ان تدخل الصومال والآن فقد استخدمت الافارقة بالانابة عنها متمثلة في اثيوبيا لضرب "المحاكم الإسلامية". وهي ليست فرعا من القاعدة كما تطلق عليها أمريكا لتبرير ضربها. وهناك بالفعل اطماع اثيوبية في منفذ علي البحر، فاثيوبيا استولت من قبل علي اقليم اجادين كما ان هناك اطماعا أمريكية قديمة لتحل محل الاستعمار الانجليزي الفرنسي في افريقيا، وأشار انه بعد انتخابات المحافظين الجدد تحاول أن تستعيد نفوذها مرة أخري في افريقيا. ونبه السفير البحيري ان الموقع الجيوبولتيكي للصومال مهم لأنه سيسيطر علي مضيق باب المندب وعلي منطقة عدن وجنوب الجزيرة وبالتالي فعدم وجود حكومة إسلامية معادية لاثيوبيا يؤدي ذلك لفرض نفوذها الاقليمي.