في تقديري يرجع هذا الشيوع الي سببين: الأول مفهوم "الوطن" في العقلية العربية التراثية والمعاصرة وهو انه "الوعاء" الذي نتواجد داخله وبالتالي علينا أن نظل دائما نحميه وندافع عنه ضد كل غازي. وبالتالي عندما يتعرض الوطن لمكروه يتبادر الي الذهن العربي هذا المفهوم ويسود علي غيره من المفاهيم. هناك مفهوم آخر للوطن أدعو له من قرابة السنتين وهو أن الوطن "جزء" من المواطن وليس وعاء له وبالتالي نمو هذا المواطن الإنسان هو نمو للوطن والإنسانية وبالتالي يرتفع شأن الوطن برفعة شأن المواطن أن بناء الإنسان هي الخطوة الأولي في المقاومة... فالوطن الذي يعيش فيه المواطن حرا وطن تدار شئونه بالديمقراطية وطن ترتفع فيه وتمارس قيم المساءلة والمحاسبة وطن تُقدم فيه الخدمات الأساسية بمعايير دولية وطن يبادر بالانتماء للمواطن وطن تُختار قياداته طبقاً لمعيار الكفاءة وطن تديره حكومات في خدمة المواطن وليس العكس وطن يمتلك رؤية مستقبلية تبشر بمستقبل واعد لا يمكن أن يطمع فيه أحد وفي تقديري إذا تغير مفهوم الوطن في الشارع العربي فإن هذا يستتبعه تغير في مفهوم المقاومة واسلوبها. بحيث تتحول المقاومة الي اسلوب بناء للإنسان وليس هدم لمقدراته وبالتالي تنتقل المقاومة من الساحة العسكرية الي ساحة القدرات والكفاءات ومعدل ونوعية البناء. أما الثاني فهو اعتقادنا في أن الحق التاريخي ثابت لا يتغير او يتبدل أو يُتداول....... في حين أن "الحق التاريخي كان في زمنه معطيات واقع" لذا علينا أن نعي أن التسويه السياسية أحد أهم مقوماتها هي أنها تتم طبقاً لمقدرات الواقع وليس علي أساس الحق التاريخي. الدنيا كلها تغيرت فهل نتغير نحن؟ إن عدم التغير دليل تخلف _ وأن مقاومة العجز العربي هو الأولي بالمقاومة - لذا أدعو إلي أن نبادر نحن بخطوات وأراها أولاً: علي مستوي الموقف العربي: إصدار مبادرة جديدة وأراها في أعلان العرب وخصوصاً دول المواجهة (مصر/ الأردن/ سوريا/ لبنان/ فلسطين) من جانب واحد بوقف كل صور المقاومة المسلحة تجاه إسرائيل. علي أن يتم هذا الإعلان إما في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في الكونجرس الأمريكي ثم دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية (الدولة التي تُدير العالم الآن) حكومة وشعب إلي تنظيم مؤتمر لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في المنطقة تشارك فيه كل القوي الفاعلة في القرار الدولي وبمشاركة كاملة لكل أطراف المشكلة علي ان يلتزم الجميع بتنفيذ وتحقيق ما يصدر عن هذا المؤتمر من قرارات وأن تحدد عقوبات أمميه قاسيه علي كل من يرفض أو يماطل أو يخالف هذه القرارات. ثانياً: علي مستوي الموقف اللبناني: نعم لبنان من أكثر الدول العربية ديمقراطية ولكن مع الأسف الشديد الصبغة الطائفية لهذه الديمقراطية أفقدتها الكثير من خصائصها ومميزاتها فهل يبادر اللبنانيون بإتخاذ خطوات حقيقة تُحدث التحول من الديمقراطية الطائفية الحالية الي ديمقراطية سياسية ترسخ قيم المواطنة بدلاً من قيم الطائفية يجب علي الشعب اللبناني أن يعي أن الرموز الطائفية سواء كانت مؤسسات أو أشخاص لا يمكن أن تبني ديمقراطية سياسية لمجتمع موحد أساسه حق المواطنة لأن في تحقيق الأخيرة قضاء نهائي علي هذه الرموز. فهل تتحرك الرموز الوطنية ومن ورائها الشارع اللبناني.. الحر.. الحي ..لتحقيق هذا الهدف؟؟؟. ثالثاً: موقف حزب الله: نعم سجل لك التاريخ أنك لعبت الدور الرئيسي في المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وأن السبب الرئيسي لخروج الجيش الإسرائيلي من الجنوب يرجع الي التكلفة العالية التي تكبدتها إسرائيل حكومة وشعبا لهذا الاحتلال والذي ولد بدوره ضغوطا داخلية قوية تنادي بضرورة الخروج من الجنوب ولكن من ناحية أخري سوف يسجل لكم التاريخ أنه في يوم 12 /7/2006 اغتصبتم قرار الشعب اللبناني وحكومته وتسببتم في إحداث كارثة مأساوية في لبنان سوف يعاني منها مستقبله لعشرات السنين........ لذلك أري أنه علي حزب الله قياده وتنظيم وجماهير أن يعي أنه حان وقت التحول من تنظيم عسكري سياسي إلي تنظيم سياسي فقط... أولاً لمصلحة لبنان ومستقبله وثانياً لأنه أصبح الآن مطلبا ورغبة دولية لا سبيل للفكاك منها علي ضوء قرارات مؤتمر روما. والشيء بالشيء يذكر فعلي المجتمع الدولي وخصوصاً الأمريكي منه أن يتيح الظروف المناسبة لهذا التحول بل عليه أن يشجعه فليس من مصلحة لبنان أو إسرائيل والمنطقة والعالم أن يتحول حزب الله بعد تفكيك هيكليته والعمل المشروع إلي عصابات والعمل في الظلام....... عصابات سوف تعمل علي تصفية حساباتها داخل لبنان وخارجه....... فهل يستجيب حزب الله ويبدأ خطوات هذا التحول؟ وهل يستجيب المجتمع الدولي في اتاحة الفرصه والمناخ المناسب لهذا التحول؟ رابعاً: علي مستوي الموقف السوري: علي الموقف السوري أن يعي أولاً: بأن است